الرأي

واصلوا تعصبكم

قف

خالد صائم الدهر
  • هناك غمامة على أعيننا تعكس صورة خاطئة وتظهرنا كعرب أو كسعوديين فوضويين وغير ملتزمين على المستوى الرياضي على أقل تقدير، والكثير منا للأسف مخدوع بالأوروبيين.
  • من خلال تجربتي في برشلونة وحضور الكلاسيكو الأخير بين البرسا والريال بملعب الكامب نو الذي يتسع لأكثر من 99 ألف متفرج اكتشفت أن ثقافة المشجع هناك هي نفس ثقافة المشجع هنا من حيث التشجيع والمؤازرة، وحتى في التعصب الذي يصل إلى حد الحماقة في بعض الأحيان ورفض الرأي الآخر. ولا أنسى (الطقطقة)، وهي ثقافة موجودة أيضا في أوروبا.
  • حرصت على مشاهدة البرامج الرياضية قبل وبعد الكلاسيكو، وحتى الصحف الرياضية المتخصصة وكيفية تعاطيها مع الحدث، مستعينا بأحد الأصدقاء للترجمة، فوجدت أننا براءة من تهمة التعصب مقارنة بالأوروبيين.
  • عند تطبيق نظام التذكرة الالكترونية في ملاعبنا، بداية من الجوهرة، كان هناك من يجلس في مقعد ليس مخصصا له، وكنا ننتقده وأمثاله، وعقلية بعض المشجعين السعوديين، وأنهم لا يعترفون بالأنظمة، وأننا لن نتقدم بوجود مثل هؤلاء، بينما يتكرر هذا المشهد في أوروبا أيضا وبكل وقاحة.
  • أنا شخصيا وجدت مشجعا إسبانيا يجلس على مقعدي، فطلبت منه المغادرة لكنه رفض بشدة، واضطررت لاستدعاء رجل الأمن لأجلس على مقعدي بالنظام، فغادر البرشلوني وهو يشتم ويتوعد، حسب تعابير وجهه.
  • وخلال الكلاسيكو تعرض الحكم إلى سيل من الشتائم من جماهير البرشا، كما نال اللاعبون أيضا نصيبهم من هذه الشتائم، وما يحدث من جماهيرنا في هذا الجانب يمكن الحد منه مقارنة بما يحدث هناك!
  • حتى التدخين الممنوع في جميع ملاعب العالم، تهرب بعض الجماهير السجائر للمدرجات بطرق احترافية فيزعجون به من بجوارهم.
  • خلال ديربي الاتحاد والأهلي الأخير، وعندما التقطت الكاميرات الناقلة لقطة لطفل يبكي في مدرج الاتحاد نتيجة تقدم الأهلي على فريقه، قالوا: انظروا إلى ماذا أوصلنا التعصب؟ وجعلوا من «الحبة قبة»، بينما خلفت خسارة برشلونة من الريال ما يفوق بكاء الأطفال والنساء، ووصل الأمر إلى ظهور أزمات قلبية لكبار السن، بخلاف تصرفات حمقاء من بعض المشجعين بعد المباراة، فيما اعتبرت وسائل الإعلام هذه الأمور عادية لا تستوجب الاهتمام!
  • لا أدعو إلى الفوضى والاستمرار في التعصب الخارج عن حدود تعاليم ديننا الحنيف، بل أدعم التعصب الحميد الذي يعتبر ملح الكرة السعودية.
  • كما أرفض إظهار جماهيرنا دائما بأنها مخطئة ومتعصبة، وكذلك تصوير أنفسنا أننا متخلفون.
  • أتمنى ألا ننخدع بالأوروبيين، فهم «المتخلفون» والمتعصبون، وليس لديهم حدود دينية أو اجتماعية تردعهم.
  • شكرا جماهيرنا الرياضية، شكرا إعلامنا بمختلف وسائله، فلولاكم لما أصبح الدوري السعودي الأكثر إثارة وتشويقا وقوة.


@khaled_s_d