الرأي

كراسي النظام.. ومن عليها

تقريباً

فواز عزيز
- بلا قواميس نستطيع تعريف «النظام» بأنه: نص لا علاقة له بـ»الأدب»، يضم قوانين وآليات تجعل العمل يخدم ولا يُخدم.. و»النظام» في حقيقته يمكن أن يكون كائنا حيا يمتلك روحا تتعايش مع الحياة حسب المسؤول عن «النظام»، لكن النظام يتحول أحيانا إلى كائن جامد بلا روح عند من لا تعني له خدمة الناس شيئا، ويصبح كائنا ميتا وجثة متعفنة عند من يريد تعقيد الناس بقصد.

- ويمكن تعريف «المسؤول» بأنه إنسان وضع فوق النظام ليطبقه في خدمة المواطن والوطن.. أو بالمختصر يمكن أن نقول: المسؤول هو إنسان منصوب على كرسي الإدارة.

- ويمكن وصف «روح النظام» بأنه «الحياة» التي يصنعها مسؤول واع مدرك لمقاصد النظام وأهداف وضعه واختيار مسؤول لتطبيقه، وكثيرا ما يموت ذلك «الروح» في مكاتب الصادر والوارد وأرفف الأرشيف وأدراج سكرتير سعادة المدير..!

- يعتبر كثير من المسؤولين ومن اقترب منهم بأن تجاوز النظام بروحه لا مخالفة؛ لمصلحة المواطن أو الوطن، هو تعد على سيادة الدولة، وربما لا يعلم هؤلاء، بأن الدولة لو أرادت تطبيق النظام نصا لا روحا؛ للجأت إلى التقنية التي لا تعرف روح النظام ولا تعترف بأي معنى من معاني الإنسانية، ولا تمتلك مشاعر تتأثر وتعطف وترحم..!

- الوطن.. هو مكان المواطن، والمواطن.. هو ساكن الوطن وقلبه النابض، فهذا لهذا، وهذا من هذا، ومصلحة الثاني أولوية عند الأول؛ ولولاها لما كان النظام.

- وليس المسؤول وحده المذنب في تحويل معاني «النظام» عن أهداف وضعها ومقاصد اعتمادها، لكنه قطعا شريك في كل ذلك وتتفاوت نسبة الشراكة ارتفاعا ونزولا وأحيانا يدخل معه المواطن شريكا أو مشجعا..!

- بعض المواطنين «مرفوع» بالواسطة، وبعضهم «مكسور» بقسوة المسؤول.. وبعضهم مبني للمجهول بجهله وضعفه وسكوته.

(بين قوسين)

كلنا نؤمن بأن بعض الكراسي رافعة، وبعضها خاسفة.. فالأولى ترفع المسؤول حتى يتربع على رؤوس الناس بخدمته لهم بالنظام، والثانية تخسف بمن عليها إلى أسفل الأسفلين لتعقيده المواطن بذات النظام، لكن هل يدرك ذلك المسؤول..؟