التحالف الإسلامي.. وتجفيف منابع الإرهاب
السوق
الاحد / 25 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:15 - الاحد 3 أبريل 2016 21:15
بكثير من الشوق والفرح وبمزيد من الترقب، تتطلع مصر والأمة العربية إلى اللقاء التاريخي الذي سيجمع هذا الأسبوع بعون الله، خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز بفخامة أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي.. نظراً لما تمثله دائماً لقاءات القادة والزعماء في البلدين الشقيقين من أهمية بالغة لمصلحة العمل العربي والإسلامي المشترك، ولما يمثله البلدان من وزن مرموق وتأثير حقيقي على مجمل القضايا العربية والإسلامية والدولية.. خاصةً بعد الجهود المشتركة من أجل تفعيل دور التحالف الإسلامي والتحالف العربي لوأد محاولات الفتن، ومكافحة أربابها في كل مكان..
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ورعاه وسدد خطاه.. وهو يقود بالعزم والحزم العالمين العربي والإسلامي من أجل ترسيخ الأمن والسلام في كل مكان.. وانطلاقاً من هذه الرؤيا وتحقيقاً لهذه الأهداف.. تقدمت المملكة العربية السعودية باقتراح في الاجتماع الذي عُقد في الرياض لقادةِ أركان جيوش الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي «تسع وثلاثون دولة عربية وإسلامية» وبرعاية صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع.. الاقتراح هو ما كانت تحتاج إليه عملية المحاربة الفعلية للإرهاب.. وهو الدمج بين الجانبين الفكري والإعلامي إلى جانب الشق العسكري والاقتصادي.. لمواجهة المنظمات الإرهابية، التي تغوّل شرّها وبات يهدد الأمن والسلم العالميين، خاصةً بعد ظهور فكرة الاستخدام النووي من قِبَل هذه المنظمات الإجرامية.. بعد مقتل حارس أمن منشأة نووية في بلجيكا وأخذ بطاقة عمله الرسمية.
ولعل من الجميل أن من بين دول التحالف التسعة والثلاثين، سبع عشرة دولةً عربية، وللأسف فنحن ندرك أن ما يربو على 90% من هؤلاء الإرهابيين من دول عربية وإسلامية كل سكانها يعرفون جيداً النصوص الواضحة والصريحة لتعاليم الدين الإسلامي وقواعد الشريعة الإسلامية، التي لا تقرّ على الإطلاق كل ما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية باسم الدين. وقد يكون الأمر التبس على بعض المنضوين تحت ألوية هذه المنظمات الحمقاء، والعجيب أن بعضها يحارب بعضاً، مما يؤكد أن هؤلاء ليسوا أسوياء، وإنما هم واحدة من اثنين لا ثالث لهما: فئةٌ غُرر بأتباعها، وفئةٌ تعلم أنها ليست على الحق بل هم أهل باطلٍ يريدون أن يجعلوه حقاً من أجل دنيا ومراكز ومال.
ولعل مركز العمليات الذي سيكون في العاصمة الحبيبة الرياض، سيعمل وفق ما أُعلن على تطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه السوداء..
وعلى مسافة ليست بعيدة زمنياً عن نشاط التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.. التقى زعماء العالم في واشنطن، ليؤكدوا التزامهم بمنع وصول الأسلحة النووية إلى أيدي الإرهابيين، محذرين في الوقت نفسه من أن التهديد بوقوع ذلك «في تطور مستمر». وفي فيينا تبرعت المملكة بعشرة ملايين دولار لإنشاءِ مركزٍ متخصص لمكافحة الإرهاب النووي.
وكما هو واضح من خلال هذه المقدمة أن كل الجهود تصب مركزة على شقين من أضلاع مربع محاربة الإرهاب، العسكري والمالي، بينما الضلعان الفكري والإعلامي لا تزال زواياهما غير مفعّلة بالشكلِ المطلوب والذي يزيد من تفعيل الحرب على هذا الإرهاب الذي كان سلاحه الأول هو العنصر البشري والعقول التي استولى عليها بفكره الضال وإعلامه المضلل.. فلم أسمع حتى الآن أن دولةً أخذت في تغيير مناهجها التي كان بعضها وسيلةً لجأ إليها المضللون في نشر ضلالهم، واستخدمها أصحاب المكر السيئ ليكِلُوا للإسلام وينسبوا إليه جُلَّ ما يقومون به من أعمال الإسلام منها بريء.. ولم أسمع أن هناك جهةً ما بدأت خطة المكافحة الفكرية.. عبر برامج إعلامية موجّهة أو كتب ومطبوعات منقحةٍ جديدة، تنفض عن ما توارثناه من قال فلان وعاد علان.. بكل ما تراكم داخله من مغالطات وافتراءات استطاعوا من خلالها أن يوحوا للمغرّر بهم أنهم على حق وأنهم في سبيل الله..
حقيقةً.. اعتماد أربعة محاور للحرب على الإرهاب من خلال الإعلان في لقاء رؤساء الأركان في التحالف الإسلامي، خطوةٌ على الطريق الصحيح، فكل الدول لم تنجح مئة في المئة من خلال حملاتها الأمنية والعسكرية في حربها على الإرهاب، والمعالجة الفكرية في هذه المكافحة هو بلا شك أمرٌ يدعم الإنجازات الأمنية.. ولكن استئصال هذا الفكر من جذوره.. والذي لا بد أن يبدأ بمحاربة ذلك الفكر الذي يعمل على ترسيخ مبدأ الرأي المحدد الذي لا يقبل الجدل ولا النقاش، وأن من لا يأخذون به هم الأعداء حقاً.. من هذه الزاوية الحرجة ملأ هذا الفكر الهدّام العقول الخاوية بعناصره وبرمجها على أن كل رافضٍ لهذا الفكر ومخالفٍ لهذا الرأي الذي ارتآه يُعدُّ كافراً يجوز القضاء عليه قضاء مبرماً..
ولا أحد ينكر أن مسألة الإرهاب الفكري هي ظاهرة عالمية تتواجد وتواجدت في معظم المجتمعات البشرية ولكن بدرجات متفاوتة.. ترتفع وتنخفض بحسب درجة التشدد والغلو في الدين أو المذهب، والذي يعتمد أصحابه اجتزاء النصوص من سياقها أو تطويعها لغير الغرض أو الهدف الذي وردت لأجله متوقفين عند أراء السابقين، عاملين على إذكاء نار الجمود في النصوص القديمة.. رافضين كل محاولات التأقلم والتكيف مع واقع العصر ومقتضيات الزمن المتغير.. والذي أكدت الشرائع السماوية حدوثه.. والذي هيأ الإسلام عقول المؤمنين لتقبله ومجاراته بما لا يتعارض مع أصل الدين وثوابت العقيدة. وربما تكون الكثير من العوامل الاقتصادية المحبطة قد دفعت هؤلاء الشباب للانسياق وراء هذا الجمود طالما أن التطور الحادث في الدنيا لم يجعلهم يصيبون دنيا.. فأوهموهم أن لهم الآخرة.. والآخرة خيرٌ وأبقى.. فصاروا أكثر تشدداً من شيوخهم حتى تحولوا من الإرهاب الفكري إلى الفتك والقتل والتدمير وترهيب الأبرياء.
إن واجب علماء المسلمين اليوم أن يعيدوا إلى أذهان هؤلاء الشباب الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف الذي يقوم على منهج الصالحين في حرية الرأي وفسحة التعبير وجمال الاختلاف..
وأحد الأئمة الأربعة يقول ويردد، وهو الشافعي رحمه الله:
«رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
نعم لا يمكن محاربة الإرهاب بكل أشكاله حرباً شاملة إلا بمحاربة الغلو والتشدد، وتمكين ثقافة الاختلاف ونشر حماية أراء الآخرين، وتفعيل الدور الإيجابي للحوار الهادف من أجل فضح الأفكار المغلوطة، وكبح جماح الرأي الواحد..
ليفهم الناس مسلمين وغير مسلمين، أن الإسلام دينٌ يقول للناس: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، والرائع أن السورة تخاطب الكافرين: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ..)، فكيف يمكن لعاقل أن يفرض على مسلمٍ أو غير مسلم رأيه الشخصي ويلزمه به وإلا قتله أو فجره..
يا أيها المتشددون، رب العالمين يقول لخير المرسلين: (لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)، ومادام الله لم يسمح لرسولٍ إلا بالتذكير ولم يطلب منه أن يكون مسيطراً على أحد فلا أحد يقبل أن تسيطر عليه أفكار بشرية مهما كانت وحشيتها وفظاعتها. أفلا تعقلون؟؟
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ورعاه وسدد خطاه.. وهو يقود بالعزم والحزم العالمين العربي والإسلامي من أجل ترسيخ الأمن والسلام في كل مكان.. وانطلاقاً من هذه الرؤيا وتحقيقاً لهذه الأهداف.. تقدمت المملكة العربية السعودية باقتراح في الاجتماع الذي عُقد في الرياض لقادةِ أركان جيوش الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي «تسع وثلاثون دولة عربية وإسلامية» وبرعاية صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع.. الاقتراح هو ما كانت تحتاج إليه عملية المحاربة الفعلية للإرهاب.. وهو الدمج بين الجانبين الفكري والإعلامي إلى جانب الشق العسكري والاقتصادي.. لمواجهة المنظمات الإرهابية، التي تغوّل شرّها وبات يهدد الأمن والسلم العالميين، خاصةً بعد ظهور فكرة الاستخدام النووي من قِبَل هذه المنظمات الإجرامية.. بعد مقتل حارس أمن منشأة نووية في بلجيكا وأخذ بطاقة عمله الرسمية.
ولعل من الجميل أن من بين دول التحالف التسعة والثلاثين، سبع عشرة دولةً عربية، وللأسف فنحن ندرك أن ما يربو على 90% من هؤلاء الإرهابيين من دول عربية وإسلامية كل سكانها يعرفون جيداً النصوص الواضحة والصريحة لتعاليم الدين الإسلامي وقواعد الشريعة الإسلامية، التي لا تقرّ على الإطلاق كل ما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية باسم الدين. وقد يكون الأمر التبس على بعض المنضوين تحت ألوية هذه المنظمات الحمقاء، والعجيب أن بعضها يحارب بعضاً، مما يؤكد أن هؤلاء ليسوا أسوياء، وإنما هم واحدة من اثنين لا ثالث لهما: فئةٌ غُرر بأتباعها، وفئةٌ تعلم أنها ليست على الحق بل هم أهل باطلٍ يريدون أن يجعلوه حقاً من أجل دنيا ومراكز ومال.
ولعل مركز العمليات الذي سيكون في العاصمة الحبيبة الرياض، سيعمل وفق ما أُعلن على تطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه السوداء..
وعلى مسافة ليست بعيدة زمنياً عن نشاط التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.. التقى زعماء العالم في واشنطن، ليؤكدوا التزامهم بمنع وصول الأسلحة النووية إلى أيدي الإرهابيين، محذرين في الوقت نفسه من أن التهديد بوقوع ذلك «في تطور مستمر». وفي فيينا تبرعت المملكة بعشرة ملايين دولار لإنشاءِ مركزٍ متخصص لمكافحة الإرهاب النووي.
وكما هو واضح من خلال هذه المقدمة أن كل الجهود تصب مركزة على شقين من أضلاع مربع محاربة الإرهاب، العسكري والمالي، بينما الضلعان الفكري والإعلامي لا تزال زواياهما غير مفعّلة بالشكلِ المطلوب والذي يزيد من تفعيل الحرب على هذا الإرهاب الذي كان سلاحه الأول هو العنصر البشري والعقول التي استولى عليها بفكره الضال وإعلامه المضلل.. فلم أسمع حتى الآن أن دولةً أخذت في تغيير مناهجها التي كان بعضها وسيلةً لجأ إليها المضللون في نشر ضلالهم، واستخدمها أصحاب المكر السيئ ليكِلُوا للإسلام وينسبوا إليه جُلَّ ما يقومون به من أعمال الإسلام منها بريء.. ولم أسمع أن هناك جهةً ما بدأت خطة المكافحة الفكرية.. عبر برامج إعلامية موجّهة أو كتب ومطبوعات منقحةٍ جديدة، تنفض عن ما توارثناه من قال فلان وعاد علان.. بكل ما تراكم داخله من مغالطات وافتراءات استطاعوا من خلالها أن يوحوا للمغرّر بهم أنهم على حق وأنهم في سبيل الله..
حقيقةً.. اعتماد أربعة محاور للحرب على الإرهاب من خلال الإعلان في لقاء رؤساء الأركان في التحالف الإسلامي، خطوةٌ على الطريق الصحيح، فكل الدول لم تنجح مئة في المئة من خلال حملاتها الأمنية والعسكرية في حربها على الإرهاب، والمعالجة الفكرية في هذه المكافحة هو بلا شك أمرٌ يدعم الإنجازات الأمنية.. ولكن استئصال هذا الفكر من جذوره.. والذي لا بد أن يبدأ بمحاربة ذلك الفكر الذي يعمل على ترسيخ مبدأ الرأي المحدد الذي لا يقبل الجدل ولا النقاش، وأن من لا يأخذون به هم الأعداء حقاً.. من هذه الزاوية الحرجة ملأ هذا الفكر الهدّام العقول الخاوية بعناصره وبرمجها على أن كل رافضٍ لهذا الفكر ومخالفٍ لهذا الرأي الذي ارتآه يُعدُّ كافراً يجوز القضاء عليه قضاء مبرماً..
ولا أحد ينكر أن مسألة الإرهاب الفكري هي ظاهرة عالمية تتواجد وتواجدت في معظم المجتمعات البشرية ولكن بدرجات متفاوتة.. ترتفع وتنخفض بحسب درجة التشدد والغلو في الدين أو المذهب، والذي يعتمد أصحابه اجتزاء النصوص من سياقها أو تطويعها لغير الغرض أو الهدف الذي وردت لأجله متوقفين عند أراء السابقين، عاملين على إذكاء نار الجمود في النصوص القديمة.. رافضين كل محاولات التأقلم والتكيف مع واقع العصر ومقتضيات الزمن المتغير.. والذي أكدت الشرائع السماوية حدوثه.. والذي هيأ الإسلام عقول المؤمنين لتقبله ومجاراته بما لا يتعارض مع أصل الدين وثوابت العقيدة. وربما تكون الكثير من العوامل الاقتصادية المحبطة قد دفعت هؤلاء الشباب للانسياق وراء هذا الجمود طالما أن التطور الحادث في الدنيا لم يجعلهم يصيبون دنيا.. فأوهموهم أن لهم الآخرة.. والآخرة خيرٌ وأبقى.. فصاروا أكثر تشدداً من شيوخهم حتى تحولوا من الإرهاب الفكري إلى الفتك والقتل والتدمير وترهيب الأبرياء.
إن واجب علماء المسلمين اليوم أن يعيدوا إلى أذهان هؤلاء الشباب الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف الذي يقوم على منهج الصالحين في حرية الرأي وفسحة التعبير وجمال الاختلاف..
وأحد الأئمة الأربعة يقول ويردد، وهو الشافعي رحمه الله:
«رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
نعم لا يمكن محاربة الإرهاب بكل أشكاله حرباً شاملة إلا بمحاربة الغلو والتشدد، وتمكين ثقافة الاختلاف ونشر حماية أراء الآخرين، وتفعيل الدور الإيجابي للحوار الهادف من أجل فضح الأفكار المغلوطة، وكبح جماح الرأي الواحد..
ليفهم الناس مسلمين وغير مسلمين، أن الإسلام دينٌ يقول للناس: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، والرائع أن السورة تخاطب الكافرين: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ..)، فكيف يمكن لعاقل أن يفرض على مسلمٍ أو غير مسلم رأيه الشخصي ويلزمه به وإلا قتله أو فجره..
يا أيها المتشددون، رب العالمين يقول لخير المرسلين: (لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)، ومادام الله لم يسمح لرسولٍ إلا بالتذكير ولم يطلب منه أن يكون مسيطراً على أحد فلا أحد يقبل أن تسيطر عليه أفكار بشرية مهما كانت وحشيتها وفظاعتها. أفلا تعقلون؟؟