خبراء: مكافحة الإرهاب في أوروبا تتطلب مقاربة جديدة
السبت / 24 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:00 - السبت 2 أبريل 2016 20:00
في أعقاب الهجمات الإرهابية المأساوية التي هزت العاصمة البلجيكية، تواجه أوروبا ككل وبلجيكا بشكل خاص مشكلة ذات شقين. أولا، لا بد من بذل كثير من الجهود في مجال مكافحة الإرهاب. فحقيقة أن واضع خطة هجمات بروكسل صلاح عبدالسلام تمكّن من الاختباء في مدينته الأصلية منذ هجمات باريس في نوفمبر تشكل مصدر قلق. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم بعد إيصال كثير من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بقواعد البيانات وتبادل المعلومات التي أنشأتها «وكالة تطبيق القانون الأوروبية» «يوروبول». فوفقا للوكالة، سافر نحو 5000 مواطن من الاتحاد إلى مناطق القتال في سوريا والعراق، لكنّه لم يتم تسجيل سوى 2786 مقاتلا إرهابيا أجنبيا في قاعدة بياناتها. والأسوأ من ذلك أنّ أكثر من 90% من هؤلاء المقاتلين الذين تم ذكرهم ينحدرون من خمس دول أعضاء في الاتحاد، وبالتالي يتعين على الاتحاد دمج عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية بصورة أكمل بين جميع أعضائه.
ويرى مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بمعهد واشنطن ماثيو ليفيت أن المشكلة الثانية تتجلى في الاندماج الاجتماعي، فكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى داعش يشعرون أنهم تحولوا من نكرة إلى أبطال، فبالنسبة إليهم يعدّ تبني أيديولوجية والانضمام إلى جماعة أو تنظيم وهو في قيد النمو تجربة تصبّ في إطار تمكينهم إلى حدّ كبير، ويضيف «لا بد من الإشارة إلى أن المجتمع المسلم الكبير في منطقة مولينبيك في بروكسل أصبح معزولا لدرجة لم يعد الأطفال فيه يرتادون المدارس أو يتكلمون اللغة المحلية وبالمثل، فإن 8 فقط من بين الأئمة الذين يبلغ عددهم 114 في العاصمة بأكملها يتكلمون أي من اللغات المحلية. كما أن مولينبيك هي ثاني أفقر بلدية في البلاد، وتضم ثاني أكثر مجتمع شبابا، وترتفع فيها معدلات البطالة ومعدلات الجريمة، وتبلغ نسبة حركة السكان منها وإليها نحوالي 10% سنويا». ويقول ليفيت «في حين كانت هجمات بروكسل بمثابة جرس إنذار لبقية العالم، ففي الواقع كانت نقطة التحول بالنسبة إلى مسؤولي مكافحة الإرهاب الأوروبيين في إحباط خلية إرهابية في فيرفيرس في يناير 2015. فتلك المداهمة كشفت مخططا كان يديره عبدالحميد أباعود من العاصمة اليونانية أثينا عبر الهاتف المحمول، وهو الذي لعب في وقت لاحق دورا رئيسا في هجمات باريس أيضا.
في المقابل يقول أوليفييه ديكوتينيي الدبلوماسي المقيم بمعهد واشنطن إن الفرص المتاحة والخبرة التكتيكية «لعبت دورا عندما يختار الإرهابيون المدينة التي سيستهدفونها: فقد كانت بروكسل على سبيل المثال منطقة انطلاق لعملية باريس، وكانت عناصر داعش متغلغلة أصلا في المجتمع. بيد أن هجمات بروكسل جسدت أيضا قرارا استراتيجيا لتوسيع عمليات داعش إلى أوروبا. فبعد أن حصر التنظيم الخلافة التي أعلنها بنفسه في قلب الشرق الأوسط، أعلن عن إقامة «ولايات» خارجية من خلال تأييد جماعات في نيجيريا وليبيا وسيناء وأماكن أخرى. ومع الهجمات الأخيرة في باريس وبروكسل وإسطنبول، يقوم التنظيم الآن بنقل أرض معركته إلى أوروبا، وذلك ربّما ردا على الانتكاسات التي شهدها في العراق وسوريا. ونتيجة لذلك، أصبحت أوروبا بأكملها هدفا للتنظيم، مع امتداد الشبكات الإرهابية وخطوط مشترياتها عبر القارة وإحباط المؤامرات في بلدان عدة. وقد أصدر العاملون على الترويج لداعش تهديدات ضد مدن أوروبية إضافية، فضلا عن إمكان استدعاء التنظيم لـ5000 مقاتل إرهابي أجنبي من أصل أوروبي على الأقل، ناهيك عن المتطرفين المحليين.
ومن جهته يقول إريك روساند الخبير بالمركز العالمي للأمن التعاوني «يجب أن توضع المشكلة الأمنية الأوروبية ذات الشقين في إطار محدد باعتبارها تشكل تحديا لمكافحة الإرهاب على المدى القريب وتحديا للوقاية على المدى الطويل. وفي هذا الصدد، لا بد من معالجة إحدى أبرز القضايا والتي تتجلى في الموارد. فللأسف، لا يتطابق تخصيص الموارد بتاتا مع الخطاب الوقائي، بما في ذلك في الولايات المتحدة. إذ يتمتع الاتحاد الأوروبي بالشبكة الأكثر تفصيلا للتوعية إزاء التطرف، وهي تنتج تحليلات وورش عمل عظيمة. ومع ذلك، لم يترجم الأمر بعد بتخصيص الموارد على مستوى البلديات لتنفيذ هذه الممارسات». وتابع «الثغرات في هياكل الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب ليست جديدة، والأمر سيان بالنسبة إلى وقوع هجمات إرهابية واسعة النطاق، فلطالما دعا المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون إلى إجراء تغييرات منهجية لمعالجة المشكلتين كلتيهما. ويعود أحد أسباب استمرار الفجوات إلى واقع أنّ هذه العملية غالبا ما تكون مدفوعة من القاسم المشترك الأدنى، مع عدم استعداد بعض الدول بكل بساطة لممارسة الإرادة السياسية اللازمة. وباختصار، لا تخلو أوروبا من هياكل مكافحة الإرهاب، فهذه الهياكل قائمة، إلا أنّها غير فاعلة.
ثغرات أوروبية
الخطوات المطلوبة
ويرى مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بمعهد واشنطن ماثيو ليفيت أن المشكلة الثانية تتجلى في الاندماج الاجتماعي، فكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى داعش يشعرون أنهم تحولوا من نكرة إلى أبطال، فبالنسبة إليهم يعدّ تبني أيديولوجية والانضمام إلى جماعة أو تنظيم وهو في قيد النمو تجربة تصبّ في إطار تمكينهم إلى حدّ كبير، ويضيف «لا بد من الإشارة إلى أن المجتمع المسلم الكبير في منطقة مولينبيك في بروكسل أصبح معزولا لدرجة لم يعد الأطفال فيه يرتادون المدارس أو يتكلمون اللغة المحلية وبالمثل، فإن 8 فقط من بين الأئمة الذين يبلغ عددهم 114 في العاصمة بأكملها يتكلمون أي من اللغات المحلية. كما أن مولينبيك هي ثاني أفقر بلدية في البلاد، وتضم ثاني أكثر مجتمع شبابا، وترتفع فيها معدلات البطالة ومعدلات الجريمة، وتبلغ نسبة حركة السكان منها وإليها نحوالي 10% سنويا». ويقول ليفيت «في حين كانت هجمات بروكسل بمثابة جرس إنذار لبقية العالم، ففي الواقع كانت نقطة التحول بالنسبة إلى مسؤولي مكافحة الإرهاب الأوروبيين في إحباط خلية إرهابية في فيرفيرس في يناير 2015. فتلك المداهمة كشفت مخططا كان يديره عبدالحميد أباعود من العاصمة اليونانية أثينا عبر الهاتف المحمول، وهو الذي لعب في وقت لاحق دورا رئيسا في هجمات باريس أيضا.
في المقابل يقول أوليفييه ديكوتينيي الدبلوماسي المقيم بمعهد واشنطن إن الفرص المتاحة والخبرة التكتيكية «لعبت دورا عندما يختار الإرهابيون المدينة التي سيستهدفونها: فقد كانت بروكسل على سبيل المثال منطقة انطلاق لعملية باريس، وكانت عناصر داعش متغلغلة أصلا في المجتمع. بيد أن هجمات بروكسل جسدت أيضا قرارا استراتيجيا لتوسيع عمليات داعش إلى أوروبا. فبعد أن حصر التنظيم الخلافة التي أعلنها بنفسه في قلب الشرق الأوسط، أعلن عن إقامة «ولايات» خارجية من خلال تأييد جماعات في نيجيريا وليبيا وسيناء وأماكن أخرى. ومع الهجمات الأخيرة في باريس وبروكسل وإسطنبول، يقوم التنظيم الآن بنقل أرض معركته إلى أوروبا، وذلك ربّما ردا على الانتكاسات التي شهدها في العراق وسوريا. ونتيجة لذلك، أصبحت أوروبا بأكملها هدفا للتنظيم، مع امتداد الشبكات الإرهابية وخطوط مشترياتها عبر القارة وإحباط المؤامرات في بلدان عدة. وقد أصدر العاملون على الترويج لداعش تهديدات ضد مدن أوروبية إضافية، فضلا عن إمكان استدعاء التنظيم لـ5000 مقاتل إرهابي أجنبي من أصل أوروبي على الأقل، ناهيك عن المتطرفين المحليين.
ومن جهته يقول إريك روساند الخبير بالمركز العالمي للأمن التعاوني «يجب أن توضع المشكلة الأمنية الأوروبية ذات الشقين في إطار محدد باعتبارها تشكل تحديا لمكافحة الإرهاب على المدى القريب وتحديا للوقاية على المدى الطويل. وفي هذا الصدد، لا بد من معالجة إحدى أبرز القضايا والتي تتجلى في الموارد. فللأسف، لا يتطابق تخصيص الموارد بتاتا مع الخطاب الوقائي، بما في ذلك في الولايات المتحدة. إذ يتمتع الاتحاد الأوروبي بالشبكة الأكثر تفصيلا للتوعية إزاء التطرف، وهي تنتج تحليلات وورش عمل عظيمة. ومع ذلك، لم يترجم الأمر بعد بتخصيص الموارد على مستوى البلديات لتنفيذ هذه الممارسات». وتابع «الثغرات في هياكل الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب ليست جديدة، والأمر سيان بالنسبة إلى وقوع هجمات إرهابية واسعة النطاق، فلطالما دعا المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون إلى إجراء تغييرات منهجية لمعالجة المشكلتين كلتيهما. ويعود أحد أسباب استمرار الفجوات إلى واقع أنّ هذه العملية غالبا ما تكون مدفوعة من القاسم المشترك الأدنى، مع عدم استعداد بعض الدول بكل بساطة لممارسة الإرادة السياسية اللازمة. وباختصار، لا تخلو أوروبا من هياكل مكافحة الإرهاب، فهذه الهياكل قائمة، إلا أنّها غير فاعلة.
ثغرات أوروبية
- القارة تواجه أزمات متعددة تتعلق بالاقتصاد والهجرة والهوية والمشروع الأوروبي نفسه.
- أوروبا ليست مجهزة لمواجهة هذا التهديد فصلاحية وكالة الحدود في الاتحاد قاصرة.
- اعتماد حرية التنقل داخل أوروبا من دون إقامة تعاون أمني قوي بين دول الاتحاد.
- السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة الخاصة ليست مصممة للدفاع عن أوروبا نفسها.
الخطوات المطلوبة
- زيادة التبادل الاستخباراتي سواء على المستوى الثنائي أو في إطار وكالة يوروبول
- إعطاء صلاحية أكبر لوكالة الحدود في الاتحاد الأوروبي «فرونتكس» لتحسين أدائها
- إنشاء نظام سجلات أسماء ركاب أوروبي للسماح بتبادل بيانات السفر الجوي
- تحسين الجهود المبذولة لتتبع المدفوعات المجهولة ضمن إطار قطع تمويل الإرهاب