الرأي

اتجاه معاكس نسائي

قبل أيام شهدت نقاشا بعيون ملتهبة وألسن تتوعد، بدأ النقاش حول أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي كان بثمانية مارس، جلست كما يجلس فيصل القاسم على منبر الجزيرة بين مؤيدة حتى النخاع بالنداء العالمي والحقيقة التاريخية له وقصة مظاهرة (الخبز والورود)، وبين محاربة مستنكرة للجري مع الغرب معتبرة أن هذه بدعة نكراء يجب التصدي لها.

لم أكن مديرة الحوار في الاتجاه المعاكس، بل في جلسة نسائية فارغة من أبجديات الحوار، الذي سقط من كل الزوايا من شاشات التلفاز إلى البرلمانات، فكيف بغرفة نسائية! حاولت التقريب لوجهات النظر، ولكن الصدع كان أكبر من لمه.

وهنا أبوح ببعض الأفكار التي جعلتها حبيسة صدري بين جدلهما الصارخ الذي يحكمه منطق العاطفة البحتة. قصة اليوم العالمي لا تؤخر ولا تقدم، مثلها مثل الشاعر حين ينظم شعر حب ليرضي زوجته يوما ويهجرها طول العام!

أما المعارضة التي ترى أننا ملكات! فوددت أن أقول: أمعني النظر في كل ما حولك ستجدين أننا أمة مستهلكة تعيش على إنتاج الغرب فكرا وعقلا وإن كنتِ محاربة لأي فكر غربي فأرجوكِ كوني منصفة ولا تستخدمي أي أمر من فكر الغرب ونتاجه حتى جوالك!

أقول لبنات جنسي بنات حواء: أُصدقكن القول، مصيبتنا تكمن أولا في أننا نقتل حقوقنا بأيدينا ونربي أولادنا على تبجيل الموروث بجهل .أحيانا تقف مجموعة من النساء تصد الظلم وتبين المفاهيم المغلوطة عرفا، فتظهر طائفة أشد خصومة من الرجال تهاجم جهودهن!

عني نفسي لا أحتفل باليوم العالمي للمرأة ويمر دون أن أذكره، ولكني سأحتفل بكل امرأة مثقفة منجزة، وسأرفع هامتي عاليا عند ذكر نساء الإيمان مريم ابنة عمران والسيدة خديجة ..إلخ .

وسوف أحتفي بعلم سميرة إسلام، فاطمة نصيف، وحياة سندي، وإلهام أبو الجدايل، وسامية العامودي، ومها خياط....إلخ.