الرأي

مهنة من لا مهنة له

شيء يبقى!

موفق النويصر
قبل نحو شهرين استضاف الإعلامي شعيب راشد عبر برنامجه «سوار شعيب» على يوتيوب الـ(...) نصرة الحربي. والنقاط هنا ليست كلمة أو وصفا سيئا لا سمح الله، ولكن لأني لم أجد للضيفة وصفا دقيقا أصفها به، فهي تقدم نفسها أحيانا كفنانة، وأحيانا أخر إعلامية، ومرات مقدمة برامج، وأوقاتا موديل أو صديقة للمشاهير؟ لذلك سأترك لكم اختيار الصفة.

الشاهد، أنه في جملة السخافات التي تفوهت بها في البرنامج، ذكرت معلومة واحدة هي أقرب للحقيقة، عندما أخبرت مضيفها ألا يستبعد رؤيتها بعد أربع سنوات «داعية».

للأسف الشديد ما ذكرته الحربي حقيقة نشاهدها أمامنا في كل مكان. ولو استعرضنا أسماء هؤلاء «الدعاة» وزلاتهم، لما استوعبتها المساحة المخصصة للمقال.

اللافت أن وظيفة «داعية» ليست الوحيدة المستباحة من العامة، فهناك على الأقل ثلاث مهن أخرى (إعلامي، مستشار، مدرب) تحولت بين ليلة وضحاها إلى «مهنة من لا مهنة له».

ولو تلفتنا قليلا حولنا سنكتشف أشخاصا كانوا حتى وقت قريب نكرات في المجتمع، وأصبحوا مقدمي برامج أو دعاة أو مدربي قدرات أو مستشارين.

الأكيد أن السبب في ذلك يعود إلى عدم وجود قيود أو تجريم لكل من ينسب نفسه لجهة لا يحمل مؤهلاتها، كما هو الحال في الطب والأمن، حيث نادرا ما تلاحظ من يقتحم هذين المجالين بشكل علني. ومن يفعل ذلك يعلم مسبقا بقائمة العقوبات التي تنتظره.

الأمر الذي يقودني للتساؤل، ما عقوبة من ارتقى منبرا بعد أن أطلق لحيته وقصر ثوبه وبدأ بمخاطبة الناس من مسرح أو مسجد عن الحلال والحرام، أو من أنشأ قناة يوتيوب وتفنن في مد متابعيه بـ»خلاصة» أفكاره ورؤاه، أو استحضر نفسه في كل مناسبة باعتباره نجما.. الجواب باختصار لا شيء، وهو ما جرأ القاصي والداني على هذه المهن.

شخصيا أتمنى أن يكون أبناء المهنة أغير الناس على مهنهم، بحيث لا يسمحون للمتطفلين التعلق بأستارهم، يتبع ذلك تفعيل دور الجمعيات أو النقابات المهنية، التي تصنف منتسبيها وفق اشتراطات محددة، وتحاسب كل من يخالف ذلك بعقوبات معلومة ورادعة.