إعادة صياغة التراث العلمي والأدبي في الجزيرة
الجمعة / 23 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 18:45 - الجمعة 1 أبريل 2016 18:45
بحكم النهضة العلمية والثقافية التي كانت حاضرة في بلدان عربية كمصر وسوريا ولبنان خلال القرن الماضي، وسبقت بها هذه البلدان بلدان الخليج العربي ودولا عربية أخرى، نهضت دراسات أدبية ونقدية ولغوية وتاريخية، ونظرا لأهمية الجزيرة العربية، وكونها شكلت مسرحا مهمّا للعديد من الأحداث والاتجاهات الأدبية، وكانت مركز الدرس اللغوي والأدبي، واحتلت موقعا بالغ الأهمية، وكون أوائل الشعراء وخصوصا في العصر الجاهلي نشؤوا فيها حظيت باهتمام هؤلاء الباحثين، وقُدمت حول مختلف أوجه النشاطات فيها دراسات وكتابات متعددة.
ويُحسب لهؤلاء العلماء والباحثين ما قدموه من دراسات وبحوث وأعمال علمية في هذا السياق حول هذه المنطقة، وهو جهد لم يكن ليتم في تلك الفترة لولا التفاتتهم إليه، غير أن من يتحدث عن بيئة وهو خارجها ويتناول تفاصيلها الاجتماعية والعلمية والثقافية لن يكون في كل الأحوال أقدر على توصيف واقع تلك البيئة من أبنائها الذين يعيشون أدق تفاصيلها، ولو كان هؤلاء الأبناء من أجيال متأخرة؛ فخصوصية المكان لا بد أن تفرض نفسها.
طالعت عددا من الكتب الأدبية التي تعتد بها الجامعات وتدرّسها في هذا السياق، وهي كتب عُني مؤلفوها – وهم أسماء علمية ذات قيمة وأكثرهم كانوا أساتذة جامعات – بتحليل الواقع الأدبي في الجزيرة العربية وشرح القصائد الشهيرة كالمعلقات مثلا، والحديث عن بعض الجوانب الاجتماعية والتاريخية؛ لأرى أثر الكتابة من خارج البيئة واضحا بينا، ولا عتب على هؤلاء فهم قدموا جهدهم مجتهدين ومحاولين تحري الصواب ما أمكنهم الأمر إلى ذلك سبيلا، ومن هنا سدوا ثغرة مهمة في المكتبة العربية.
العتب هو على أبناء الجزيرة العربية والبلدان الخليجية وخصوصا في المملكة العربية السعودية حيث لم تتم إعادة صياغة هذا الواقع وفق رؤية يفترض فيها بالنظر إلى أنها أقرب إليه أن تكون أقدر على رصده؛ إذ تم الاكتفاء في أغلب الأحيان بما كُتب حول هذا الواقع مع وضوح الخلل في بعض جوانبه.
ومن يطلع على بعض المعلومات والتحليلات التي كتبها باحثون ودارسون من خارج هذه البيئة حول بعض العادات والتقاليد والقيم، وحول بعض المواقع وأسماء الأماكن وتحديد مواقعها، وحول تفاصيل الحياة الاجتماعية، بل والكلمات ومعانيها... إلخ يدرك تماما أنه رغم الدور والجهد الكبيرين اللذين بذلهما هؤلاء الباحثون يبقى أثر البعد عن البيئة المكتوب عنها أو المدروسة واضحا وجليّا.
ندرك أن البحث العلمي والدراسات لا تعرف الحدود الزمانية والمكانية، وأن المجال متسع لهذه الدراسات والطروحات على تنوعها وتعددها، ولكن يجب أيضا أن ندرك أن المعرفة عمل تراكمي، وأن اللاحق يضيف إلى السابق ويستدرك عليه، ومن هنا يبقى كثير مما كتب في هذا السياق في الفترة الماضية بحاجة إلى التحرير وإعادة الصياغة على النحو الذي يقترب من الواقع، وهو أمر يجب أن يتصدى لها أبناء هذه البيئة بموضوعية.
ويُحسب لهؤلاء العلماء والباحثين ما قدموه من دراسات وبحوث وأعمال علمية في هذا السياق حول هذه المنطقة، وهو جهد لم يكن ليتم في تلك الفترة لولا التفاتتهم إليه، غير أن من يتحدث عن بيئة وهو خارجها ويتناول تفاصيلها الاجتماعية والعلمية والثقافية لن يكون في كل الأحوال أقدر على توصيف واقع تلك البيئة من أبنائها الذين يعيشون أدق تفاصيلها، ولو كان هؤلاء الأبناء من أجيال متأخرة؛ فخصوصية المكان لا بد أن تفرض نفسها.
طالعت عددا من الكتب الأدبية التي تعتد بها الجامعات وتدرّسها في هذا السياق، وهي كتب عُني مؤلفوها – وهم أسماء علمية ذات قيمة وأكثرهم كانوا أساتذة جامعات – بتحليل الواقع الأدبي في الجزيرة العربية وشرح القصائد الشهيرة كالمعلقات مثلا، والحديث عن بعض الجوانب الاجتماعية والتاريخية؛ لأرى أثر الكتابة من خارج البيئة واضحا بينا، ولا عتب على هؤلاء فهم قدموا جهدهم مجتهدين ومحاولين تحري الصواب ما أمكنهم الأمر إلى ذلك سبيلا، ومن هنا سدوا ثغرة مهمة في المكتبة العربية.
العتب هو على أبناء الجزيرة العربية والبلدان الخليجية وخصوصا في المملكة العربية السعودية حيث لم تتم إعادة صياغة هذا الواقع وفق رؤية يفترض فيها بالنظر إلى أنها أقرب إليه أن تكون أقدر على رصده؛ إذ تم الاكتفاء في أغلب الأحيان بما كُتب حول هذا الواقع مع وضوح الخلل في بعض جوانبه.
ومن يطلع على بعض المعلومات والتحليلات التي كتبها باحثون ودارسون من خارج هذه البيئة حول بعض العادات والتقاليد والقيم، وحول بعض المواقع وأسماء الأماكن وتحديد مواقعها، وحول تفاصيل الحياة الاجتماعية، بل والكلمات ومعانيها... إلخ يدرك تماما أنه رغم الدور والجهد الكبيرين اللذين بذلهما هؤلاء الباحثون يبقى أثر البعد عن البيئة المكتوب عنها أو المدروسة واضحا وجليّا.
ندرك أن البحث العلمي والدراسات لا تعرف الحدود الزمانية والمكانية، وأن المجال متسع لهذه الدراسات والطروحات على تنوعها وتعددها، ولكن يجب أيضا أن ندرك أن المعرفة عمل تراكمي، وأن اللاحق يضيف إلى السابق ويستدرك عليه، ومن هنا يبقى كثير مما كتب في هذا السياق في الفترة الماضية بحاجة إلى التحرير وإعادة الصياغة على النحو الذي يقترب من الواقع، وهو أمر يجب أن يتصدى لها أبناء هذه البيئة بموضوعية.