الرأي

والسيفونات ثقافة (مواااطٍ) أيضاً !

بعد النسيان

في ظهوره في قناة (المجد) مع الإعلامي القدير/ فهد السنيدي، أشار معالي وزير المياه والكهرباء المهندس/ عبدالله الحصيِّن ـ بحرقة حقيقية ـ إلى أن (10) سنوات من التوعية المستمرة لم تحقق الهدف المنشود من ترشيد الاستهلاك المسرف للمياه، في بلد صحراوي ستدفع الأجيال فيه ثمن الاستهتار بها قريبا جدا! وبناء عليه فيبدو أن الوزارة غسلت يديها ـ بدون ماء ـ من وعي الجمهور، وقررت أن تريه العين الحمراء ـ رحم الله العين الزرقاء ـ بفواتير تعض قلبه قبل جيبه! والحق أن من يتابع الحلقة بتجرد، ويكف عن تفتيش نوايا المسؤولين، لن يجد في عرض معاليه ما يحتاج إلى ترشيد! وقياسا على نظام (ساهر)؛ فمهما كانت الفواتير باهظة فإن الحل بيد كل (مواااطٍ)؛ بكبح استهلاكه، وتغيير نمط حياته نحو التحضر والمدنية، وهو ما كان دعا إليه معالي وزير الزراعة (2004ـ 2015) الدكتور/ فهد بالغنيم، مع أول ارتفاعٍ للرز (2006)، وأقام (شعب الفقاقيع) الأعظم وقتها الدنيا ولم يقعدها، وأشبع الوزير نقداً غلب عليه سوء الأدب! حتى انشغل بفقاقيع أخرى كالأسهم، ومع ذلك ظل الرز في ارتفاعه، واستهلاكنا في (هياطه)! والسؤال الجدير بالتساؤل والانسئال هو: لماذا لم تؤثر التوعية (الإعلامية) في وعي الجمهور كل هذه السنين، ولم يزد استهلاكنا للمياه إلا هدراً؟ وكأنها بالضبط التوعية بكارثة المخدرات، مطلع التسعينات الميلادية، بكتابة عبارة (لا للمخدرات) على قمصان اللاعبين، وسيارات نقل أسطوانات الغاز؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها (اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات) بأنها كانت توعية بالمخدرات وليس بأضرارها!! لربما يعود ذلك إلى كون إعلامنا الرسمي هاويا، ولا يحظى ـ بالتالي ـ باحترام المسؤولين الذين يريدون منه اليوم إنصافهم، والوقوف بجانبهم ضد ما يفاجَؤون به من حملات الإعلام الجديد، التي تقود أغلبها غوغائية تبحث عن أي جنازة لتشبع فيها (طقطقة)! ومعالي الوزير/ الحصيِّن هو من أبرز المسؤولين المستهينين بإعلامنا الرسمي! وما زالت الذاكرة المزهمرة خِلقةً تحتفظ بحادثة طرد معاليه للمصورين الصحفيين أثناء تغطيتهم لجولة تفقدية (مفاجئة) كان يقوم بها في (28/9/2010)!! مع أنه استلم الأمانة من أضخم المسؤولين احتراماً للإعلام وهو الراحل الخالد/ غازي القصيبي، رحمه الله!! so7aimi.m@makkahnp.com