الرأي

دع القلق وابدأ الاقتراض..!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
لا تكن قاسيا على نفسك ولا تكره عاداتك لمجرد اعتقادك بأنها عادات سيئة، فقد تثبت لك الأيام عكس ذلك وتكتشف أن ما كنت تظنه عادة سيئة هو في الحقيقة أفضل صفاتك، وأن الشيء الذي كنت تريد التخلص منه هو في الواقع أهم شيء يجب أن تحافظ عليه وتنميه وتفاخر به.

العادات السيئة اليوم هي سيئة لأن الناس يعتقدون أنها كذلك، ولكن حين يتغير رأي الناس فستندم إن كنت قد تخلصت منها، وربما تفشل في العودة إليها ويتضاعف ندمك وتزيد حسرتك!

كنت أظن لفترات طويلة من حياتي أن عدم قدرتي على إدارة أموري المالية بشكل جيد هو عيب يجب التخلص منه، وفي كل مرة كنت أتخلص من الأموال التي أقترفها قبل أن أتخلص من طبعي، وكنت أظن ـ ظنا آخر ـ بأن كثرة ديوني هو دليل فشلي في التخطيط لحياتي القادمة.

كنت أخشى أسئلة الناس واعتقاد المجتمع عني بأني فاشل فشلا ذريعا لا يُرجى برؤه. ولكني بعد كبرت ـ قليلا ـ اكتشفت أن ظنوني كانت أوهاما وأن عاداتي ربما كانت دليلا قاطعا على أني ناجح يتصرف منذ الصغر بنفس طريقة الكبار!

عرفت أن سلوكياتي تلك هي شيء تفعله كثير من الدول والمؤسسات والوزارات وحتى الأندية الرياضية، كثيرون ـ مثلي ـ يفكرون بالتخطيط للمستقبل، ولا يديرون مواردهم المالية بشكل يضمن عدم إفلاسهم في منتصف الطريق. والكل يستدين، صحيح أن الآليات تختلف وتتنوع، تبدأ من تقسيط «الدداسن» كما يفعل العظماء أمثالي وتنتهي بصندوق النقد كما تفعل الدول!

بعد أن عرفت أني لست وحدي آمنت أن هذا لا يمكن أن يكون شيئا سيئا على الإطلاق، فإن كنت أشك في قدراتي فلا مجال للشك في كل هذه الدول والمؤسسات العملاقة!

وعلى أي حال..

لن أبخل في مد يد العون لأي دولة أو مؤسسة راغبة في الاقتراض، فخبرتي العريضة في فشل التخطيط وعلاقاتي مع سماسرة السيارات ستساعدهم في الحصول على عروض أفضل!

algarni.a@makkahnp.com