الرأي

أجمل كذبة في حياة البشر!

يصير خير

محمد حدادي
الكذبة البيضاء هي التي تستجيب لمتغيرات المرحلة! كأن تقول لزوجتك إنها جميلة جدا! لرفع روحها المعنوية التي سئمت أعمال المنزل ورعايتك أنت وأطفالك! ستساعدك اللغة في حال كنت دكتورا في الأدب العربي أو «الإنجليزي» وعاطلا عن العمل! فبيت شعر تكذب به عليها ـ غفر الله لك - لن يكلفك الكثير؛ لكن أن تخبرها بأن وزارة الإسكان ستمنحكما ـ في المدى القريب - بيتا يؤويكما لتصبحا عصفورين في عشكما الخاص فتلك هي الكذبة السوداء التي سقتها دون أعمدة؛ دون نوافذ ولا سقف! أما إن كنت متقاعدا وقاعدا على الدوام ـ على كبدها المسكينة - وصرخت مبشرا إياها بما تبقى من حبالك الصوتية بأن مجلس الشورى أقر بالفعل رفع راتبك التقاعدي فتلك أفظع كذبة بشرت بها أنثى وإن كانت زوجتك!

حالة من الاشتياق تعم سكان الدول المتقدمة مع اقتراب حلول الأول من «أبريل»؛ أخيرا ستتاح لهم فرصة الكذب مرة واحدة في العام! في العالم الثالث يأتي الأول من «أبريل» يوما اعتياديا مثله مثل غيره من أيام السنة! وفيما يهب أناس العالم المتقدم لبث أكاذيبهم قد يتوارى عن الأنظار بعض مسؤولي العالم الثالث في هذا اليوم على وجه الخصوص! فهم حتى وإن خالفوا «العادة» وكانوا أمناء في تصريحاتهم ووعودهم فمن الذي سيصدقهم في يوم الكذب العالمي هذا؟!

ساقتني «نقرة إصبع» للدخول إلى فضاء موقع لتحليل «الشخصية»! والحقيقة أن دخولي كان محاولة يائسة مني لاكتشاف نفسي التي أجهلها! توقفت عن الإجابة حين «بزغ» لي سؤال مراوغ وضعني بين اختيارين، وفيه: بصراحة ودون كذب؛ هل تكذب كثيرا خصوصا ما يسمى الكذب الأبيض؟ الخيار الأول كان: (نعم؛ أكذب كثيرا) والآخر كان: (لا؛ أنا لا أكذب أبدا)! بصدق ربما «أرحّل» إجابتي حتى يوم غد لاختيار الإجابة الثانية دون لوم! ماذا عنكم أنتم؟!

أليست «السعادة» أجمل كذبة في حياة البشر؟!

haddadi.m@makkahnp.com