معرفة

3 أدباء أنضج إبداعهم رعي الأغنام

u062du0633u0646 u0627u0644u0632u0647u0631u0627u0646u064a
خاض كل من الروائي أحمد الدويحي والقاصة كفى عسيري والشاعر حسن الزهراني تجربة رعي الأغنام في القرى التي سكنوها، وأسهمت هذه الحرفة التي شاركوا فيها عائلاتهم في نضج الكتابة الأدبية لديهم بحسب وصفهم.

في جبال السروات

«أرعى الغنم في أعالي جبال السروات من آن لآخر، وبفضله تفتح وعيي مبكرا على ثغاء الغنم في عودتها من المراعي، أمضي نهاري بين الغيوم والأشجار على رؤوس الجبال، مطاردا قطيعا يتوزع كنتف ثلج منظره يسر الناظرين، أسرح معي جيلي من أبناء القرية بنات وشباب نشكل أسرة واحدة تجمعنا القربي والقيم الحميدة، نتقاسم كسرة الخبز وشربة الماء والتعب والفرح والشعر والغناء والحكايات، ونطرب معا لصوت أحدنا يغني أو يبوح عبر ناي يصفر فيه.

وفي الرواح، تخرج العائلة بكاملها لاستقبال القطيع ولكل فرد مهمة تتوزع بين فرز وعد وحلب وإدخال للمراح. وكنت الراعي الذي يحظى بذلك الاستقبال المبهج ويعدون وجبة خاصة يسمونها الرشاقة.

وأحسب أنه ما من جنوبي من جيلي يمتلك غنما إلا وتورط في هذا العشق السرمدي».

أحمد الدويحي، روائي

راعية بالصدفة

«لم أعش أيام الرعي المستمرة بشكل منتظم كما عاش من يكبرنني بعقد من بنات قريتي، لكنني وجدت نفسي راعية نتيجة حالة معينة عشتها مع أمي فترة الشتاء في تهامة الزرع والرعي.

فكنا نطل على أحد الأودية ويغريني منظر السيل وخضرة الجبل وثغاء الشاة فعشت تجربة الرعي والاحتطاب، فشعرت بألا عوازل بيني وبين الأرض، قريبة من ذرات الطين، بعيدة عن القناع الذي نرتديه، وفرض علينا في يومياتنا التي نسميها زورا مدنية. في لحظات الرعي كثير من الصفاء الذهني، واقتراب من الذات، وتخلص من روتين الحياة المكتظ بالأفكار السلبية نتيجة ما نتلقاه من وسائل الإعلام والشارع المزيف».

كفى عسيري، قاصة

صبر وتأمل


«في قريتي «القسمة» بالباحة لكل فرد في الأسرة عمله، بداية بالبشيرة وهي تنظيف أطراف المزارع من الحجارة وجمع السنابل التي تسقط أثناء تحميل القمح على الجمال والحمير ثم رعي البهم ثم الغنم والصرام (الحصاد) وغيرها. تعلمنا من رعي الغنم الصبر وتحمل المشقة وكسبنا متعة التأمل في بديع صنع الخالق من حولنا ومتعة الاستماع إلى العصافير والتعرف على أسمائها من خلال تغريدها ومتابعة دورتها الحياتية من بناء العش، حتى بلوغ الفراخ عمر التحليق إن سلمت منا.

أما في موسم نضج الفواكه كان عملنا يتحول إلى التجارة، حيث نجني الرمان والعنب والخوخ والمشمش والتين في صناديق صغيرة ونحملها على الرؤوس، ونقف بها على الطريق الرئيسي الذي يربط الطائف بالباحة، وندرة السيارات العابرة وربما مر يوم كامل دون أن نبيع شيئا فنعود بحسرتنا».

حسن الزهراني، شاعر