الرأي

جعلتني مجرما..!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
بدأت وانتهت قصة خطف طائرة الخطوط الجوية المصرية دون أن أفهم ما الذي حدث بالتحديد، وعدم الفهم ليس حدثا طارئا مرتبطا بحادثة معينة، ولكني أحب التذكير بمناقبي بين الحين والآخر.

لم أكن أتمنى أن يتغير السيناريو الأول لهذه الحادثة متعددة السيناريوهات، فالعالم كان بحاجة إلى حادثة تثبت أن «الحب» هو أحد منابع الإرهاب العالمي، وقد كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه حتى قرر الخاطف أو «رواة» الحادث تغيير السيناريو ليكون حادثا إرهابيا يتعلق بمطالب سياسية، قبل أن يتقرر في آخر المطاف اللجوء إلى الحجة المفضلة لدى كل العرب وهي أن المختطف مختل عقليا وصاحب سوابق.

ويمكن الجمع بين كل هذه السيناريوهات والافتراض بأن دوافع خاطف الطائرة هي الالتقاء بالمرأة التي اختطفت قلبه من قبل ـ وهي جريمة أكبر من جريمته ـ ثم قرر التفاوض معها على إعادة قلبه، ولكن المفاوضات فشلت فقرر المطالبة بالإفراج عن «معتقلين» في السجون المصرية لأنه آمن أن هذا الأمر قد يكون أسهل بكثير من التفاوض لإطلاق سراح امرأة معتقلة في قلبه!

حتى وإن لم تثبت هذه القصة فالحقيقة الثابتة أن الحب والمرأة هما سياج الطريق المؤدي إلى التهلكة. وفي ذات السياق فقد قال عنترة في رواية غير موثوقة:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

وتقبيل السيوف في معركة هو عمل انتحاري، ولو كان قائل الأبيات في هذا العصر لقال إنه يتمنى أن يفجر نفسه بحزام ناسف لأنه يذكره بخصر حبيبته الممتلئ بالشحوم!

وعلى أي حال..

ربما كان الإرهاب الدموي بحاجة لهذا الفاصل الكوميدي، ولعله يشعر بالخمول بعد انتهاء «أعبط» عمل إرهابي في التاريخ المعاصر!