كثير من الملح، كثير من السكر
دبس الرمان
الثلاثاء / 20 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:15 - الثلاثاء 29 مارس 2016 20:15
هو يعلم أنه لو شارك في الإعلام الاجتماعي أكثر فسيتابعه المزيد من الناس. ويعلم أنه لو حرص على الظهور الإعلامي أكثر فسيصبح أكثر شهرة. ويعلم أنه لو تحرى المواضيع الساخنة والجدلية في النشر والمشاركة فسينتشر أكثر ويعرف أكثر. وهو يعلم أنه لو أصر على المطالبة المادية من كل مشاركة أو نشاط اجتماعي فسيكسب المزيد من المال. ويعلم أنه لو أعطى المزيد من الوقت للعمل وحرص على متابعة كل شيء بنفسه فسيضغط على الموظفين ويسرع وتيرة الإنتاج. هو يعلم كل ذلك ولكنه اختار وهو بكامل قواه العقلية ألا يزيد من أي شيء منه.
معظمنا ينزعج من إفراط الأشخاص في التسويق لأنفسهم أو لحساباتهم في الإعلام الاجتماعي. فتجد الشخص يظهر لك في كل مكان ومن كل منصة وهو يدفع في وجهك باسم المستخدم لحسابه في سناب شات خاصة كما هو دارج هذه الأيام. رغم أن المنطق يقول إن الشيء الجيد والمفيد يسوق لنفسه بنفسه، وسينتشر بين الناس في حال إعجابهم به بطريقة طبيعية، اعتمادا على طبيعة الإنسان في مشاركة ما يعجبه مع الآخرين. لذا أرجوك خفف من هوسك بعدد المتابعين وكيفية زيادتهم، وركز على جودة ما تقدمه وكيف تقدمه بصدق، عمق، عفوية. وليتابعك من أراد ولا يتابعك من أراد، فمن الخيال أن تفكر أنك قد تعجب أو تفيد الناس جميعا. وتذكر أن المهم هو أن تحدد هدفك من الظهور والغرض من عرض نفسك للناس، فنفسك ثمينة، وعقول الناس ثمينة، والعالم بغنى عن المزيد من انحطاط أي منهما.
نعم هو يعلم كل ذلك ولكنه اختار وهو بكامل قواه العقلية ألا يزيد من أي شيءٍ منه. لأنه يريد أن يعطي لنفسه حقها ويقضي في معرفتها وتنميتها المزيد من الوقت. لأنه يريد أن يستثمر المزيد من الجهد والمشاعر في تقوية وتنمية العلاقات الإنسانية في حياته. لأنه يريد أن يركز في نوعية محتواه، سعيه وعطائه، فينصف نفسه بسعادة الإجادة، وربه بالإحسان لعباده. لأنه يدرك أن الكلمة الطيبة ومشاركة العلم صدقة، تتحول توفيقا يغمر حياته وعمله ويفتح عليه سبل الرزق والبركة. لأنه يستوعب جيدا بأنه ليس خارقا، وليس عارفا بكل شيء، فيقوم بالتفويض، وتفعيل قدرات الآخرين. ولأنه يدرك أن استنزاف النفس في الظهور أو الاختفاء، في العطاء أو التقشف، أو حتى التشاؤم أو التفاؤل، ما هو إلا هروب من أشياء تؤلمنا، وبحث عن أشياء نفتقدها، وخوف من أشياء نشك في أننا نستحقها.
معظمنا ينزعج من إفراط الأشخاص في التسويق لأنفسهم أو لحساباتهم في الإعلام الاجتماعي. فتجد الشخص يظهر لك في كل مكان ومن كل منصة وهو يدفع في وجهك باسم المستخدم لحسابه في سناب شات خاصة كما هو دارج هذه الأيام. رغم أن المنطق يقول إن الشيء الجيد والمفيد يسوق لنفسه بنفسه، وسينتشر بين الناس في حال إعجابهم به بطريقة طبيعية، اعتمادا على طبيعة الإنسان في مشاركة ما يعجبه مع الآخرين. لذا أرجوك خفف من هوسك بعدد المتابعين وكيفية زيادتهم، وركز على جودة ما تقدمه وكيف تقدمه بصدق، عمق، عفوية. وليتابعك من أراد ولا يتابعك من أراد، فمن الخيال أن تفكر أنك قد تعجب أو تفيد الناس جميعا. وتذكر أن المهم هو أن تحدد هدفك من الظهور والغرض من عرض نفسك للناس، فنفسك ثمينة، وعقول الناس ثمينة، والعالم بغنى عن المزيد من انحطاط أي منهما.
نعم هو يعلم كل ذلك ولكنه اختار وهو بكامل قواه العقلية ألا يزيد من أي شيءٍ منه. لأنه يريد أن يعطي لنفسه حقها ويقضي في معرفتها وتنميتها المزيد من الوقت. لأنه يريد أن يستثمر المزيد من الجهد والمشاعر في تقوية وتنمية العلاقات الإنسانية في حياته. لأنه يريد أن يركز في نوعية محتواه، سعيه وعطائه، فينصف نفسه بسعادة الإجادة، وربه بالإحسان لعباده. لأنه يدرك أن الكلمة الطيبة ومشاركة العلم صدقة، تتحول توفيقا يغمر حياته وعمله ويفتح عليه سبل الرزق والبركة. لأنه يستوعب جيدا بأنه ليس خارقا، وليس عارفا بكل شيء، فيقوم بالتفويض، وتفعيل قدرات الآخرين. ولأنه يدرك أن استنزاف النفس في الظهور أو الاختفاء، في العطاء أو التقشف، أو حتى التشاؤم أو التفاؤل، ما هو إلا هروب من أشياء تؤلمنا، وبحث عن أشياء نفتقدها، وخوف من أشياء نشك في أننا نستحقها.