خطيب مسجد الأحساء وخطيب مسجدنا!
الثلاثاء / 20 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:15 - الثلاثاء 29 مارس 2016 21:15
أكتبُ هذا المقال وأنا أعلم بأنني كمن يحاول أن يعبر حقل ألغام، أو كحافٍ يحاول أن يتجاوز مساحة مليئة بالزجاج المهشّم الذي تجلب رؤوسه المدببة القشعريرة والألم لمجرد التفكير بتجاوزه، لكن الأجمل أنني لن أحتاج لمقدمات لتبرئة نواياي لأنني ببساطة أكتب للوطن، ولا أحد غير الوطن يتفهم قسوة أبنائه، ولثقتي بأن الدين والوطن لا يزايد عليهما إلا شخص أحمق.
ما دعاني لهذه المقدمة التي تبدو متوجسة أو شبه مرتابة هو تمجيد خطيب في الأحساء لحزب الله الإرهابي، ومن ثم ظهور خطيب آخر في نفس المنطقة مدافعاً عن الخطيب الأول معتبراً أن الأمر لا يعدو (كونه حرية رأي وتعبير)، والقول عن خطيب على المنبر أنه يعبّر عن رأي شخصي تبدو غارقة في السخرية والبلاهة والجهل، ومن باب تقديم حُسن النوايا سأعتبر أن هذا الخطيب ساذج ولم يعن ما يقوله، فهو ينظر لحزب الله بصفته حزبا دينيا، وليس حزبا سياسيا متورطا في عهر العمالة، والخلط المتعمد بين الدين والسياسة يكون مؤثرا عند العوام تحديدا، فالخطيب يُمرر آراءه السياسية فيما العامة يتقبلونها بصفتها صدرت من رجل دين، وهذا الخلط – سواء كان عمدا أو عن جهل وسذاجة – لم يصدر فقط من أتباع المذهب الشيعي، بل وحتى عند السنة، ففي أحد مساجدنا (السنّة) كان خطيب الجمعة يصف الحوثيين بالروافض وأعداء الإسلام، وكأنه يصوّر الحرب مع المتمردين الحوثيين بأنها حرب دينية، وكنتُ وقتها أفكّر لو سمع أحد أبطالنا المرابطين على الجبهة من أبناء المذاهب الأخرى هذه الخطبة!، والحديث ذاته يتكرر عندما يكون عن إيران، وكأن خلافنا معها خلاف مذهبي صرف، وكأننا نحن من ذهب للحرب لأن الآخرين يعتنقون مذهبا غير مذهبنا فقط!
خلافنا مع إيران وأذرعتها البغيضة لأنهم تنمروا وفاخروا بمشروعهم الصفوي وبتصدير ثورتهم المزعومة، وتفاخرهم العلني بتمددهم في العواصم العربية، فخلافنا معهم أنهم أرادوا وطننا بسوء، فنحن جمعيا سنة وشيعة وجميع أطياف السعوديين كما قال الأمير سعود الفيصل – رحمه الله -: (لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون)، فالقول بأن الحرب على الحوثيين حرب على الرافضة، إضافة إلى أنه يشرخ الجبهة الداخلية، فإنه يخدم سياسة إيران التي تحاول دوما تقديم نفسها بأنها حامية للمذهب الشيعي، وأني أربأ بالخطباء من جميع المذاهب في أنهم يكرّسون هذا التوجه لدى العامة، وأحسب أن ذلك يعود لعدم فهمهم للسياسة، وهذا ليس مبررا بالتأكيد لخطئهم أو غبائهم، فكما يقول الإمام الغزالي: (ليس من الضروري أن تكون عميلا كي تخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبيا).
فكما أن عداوتنا مع إسرائيل ليست لأنهم يهود، بل لأنهم صهاينة احتلوا أرض فلسطين بالقوة، لا مشكلة لنا مع الدين اليهودي، في نفس الوقت لو هددت أمن وطننا دولة سنية فإننا سنقاتلهم دون وطننا كما قاتلنا الحوثيين.
fheed.a@makkahnp.com
ما دعاني لهذه المقدمة التي تبدو متوجسة أو شبه مرتابة هو تمجيد خطيب في الأحساء لحزب الله الإرهابي، ومن ثم ظهور خطيب آخر في نفس المنطقة مدافعاً عن الخطيب الأول معتبراً أن الأمر لا يعدو (كونه حرية رأي وتعبير)، والقول عن خطيب على المنبر أنه يعبّر عن رأي شخصي تبدو غارقة في السخرية والبلاهة والجهل، ومن باب تقديم حُسن النوايا سأعتبر أن هذا الخطيب ساذج ولم يعن ما يقوله، فهو ينظر لحزب الله بصفته حزبا دينيا، وليس حزبا سياسيا متورطا في عهر العمالة، والخلط المتعمد بين الدين والسياسة يكون مؤثرا عند العوام تحديدا، فالخطيب يُمرر آراءه السياسية فيما العامة يتقبلونها بصفتها صدرت من رجل دين، وهذا الخلط – سواء كان عمدا أو عن جهل وسذاجة – لم يصدر فقط من أتباع المذهب الشيعي، بل وحتى عند السنة، ففي أحد مساجدنا (السنّة) كان خطيب الجمعة يصف الحوثيين بالروافض وأعداء الإسلام، وكأنه يصوّر الحرب مع المتمردين الحوثيين بأنها حرب دينية، وكنتُ وقتها أفكّر لو سمع أحد أبطالنا المرابطين على الجبهة من أبناء المذاهب الأخرى هذه الخطبة!، والحديث ذاته يتكرر عندما يكون عن إيران، وكأن خلافنا معها خلاف مذهبي صرف، وكأننا نحن من ذهب للحرب لأن الآخرين يعتنقون مذهبا غير مذهبنا فقط!
خلافنا مع إيران وأذرعتها البغيضة لأنهم تنمروا وفاخروا بمشروعهم الصفوي وبتصدير ثورتهم المزعومة، وتفاخرهم العلني بتمددهم في العواصم العربية، فخلافنا معهم أنهم أرادوا وطننا بسوء، فنحن جمعيا سنة وشيعة وجميع أطياف السعوديين كما قال الأمير سعود الفيصل – رحمه الله -: (لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون)، فالقول بأن الحرب على الحوثيين حرب على الرافضة، إضافة إلى أنه يشرخ الجبهة الداخلية، فإنه يخدم سياسة إيران التي تحاول دوما تقديم نفسها بأنها حامية للمذهب الشيعي، وأني أربأ بالخطباء من جميع المذاهب في أنهم يكرّسون هذا التوجه لدى العامة، وأحسب أن ذلك يعود لعدم فهمهم للسياسة، وهذا ليس مبررا بالتأكيد لخطئهم أو غبائهم، فكما يقول الإمام الغزالي: (ليس من الضروري أن تكون عميلا كي تخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبيا).
فكما أن عداوتنا مع إسرائيل ليست لأنهم يهود، بل لأنهم صهاينة احتلوا أرض فلسطين بالقوة، لا مشكلة لنا مع الدين اليهودي، في نفس الوقت لو هددت أمن وطننا دولة سنية فإننا سنقاتلهم دون وطننا كما قاتلنا الحوثيين.
fheed.a@makkahnp.com