الرأي

وهج الشهرة

تفاعل

ننبهر كمجتمع بوهج الصورة وانسجامها مع الكلمات المختارة، نتتبع المشهورين وما أكثرهم اليوم مشهوري السناب وتوتير واليوتيوب.. إلخ، ليست كل الصور حقيقية.. فبعضها سراب! وليس كل صوت يبكي يصدع ندما! كثر الزخم فكل من رزق الجرأة فقد يجد نفسه أحد النجوم التي يترقب الناس لمعانها، ببريق يجذب ويسرق الأنظار ويفتن القلب ويعمي البصيرة والبصر.

تختلف الزوايا التي ننظر بها للأشياء وإن كان البعض يصنع هرم القداسة والمثالية والكمال لمن يحب ويثق به ويغلف عقله ويدفن شخصيته ويتقمص شخص من يحب، ويبحث عن استكمال القطع الضائعة من الصورة. هناك من يهاجم ويرشق بالحجارة كل من اشتهر ويتحين الفرصة ليجعل منه أكذوبة أو أضحوكة، وينشغل عن صعود سلم مجده الخاص بالهرولة في دروب الآخرين.

بناء الشخصية السوية هدف وغاية ومطلب لمجتمعنا فهي ثروة ضائعة لا تقاس بدراهم، بل هي كجذور طيبة للأشجار مرنة لا تنكسر بثورة العواصف. الشخصية السوية تتأثر وتؤثر في الآخرين وما حولها بوعي وفطنة واعتدال، دون انقياد غير عقلاني وتطرف لتيارات وصور منمقة لشخصيات مختلفة.

بين الهجوم والدفاع والتبعية وتغيب العقل والحكمة، تضيع التفاصيل نحن أمة الوسط فلنكن وسطاء أسوياء في طرحنا في فكرنا في نهجنا فلننتق في تمهل وتثبت نقبل فكرة لشخص ونختلف معه في أخرى.

فكر التأني والتثبت والاقتناء والفحص والتوازن يرسم لكل واحد بحرا من المعرفة والتجديد، ليس في استنساخ الصور والآراء تميز، زمن النبوة انتهى بوفاة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، كل من دونه يؤخذ منه أو يرد شيخا كان أم علامة كابن تيمية، فيلسوفا كسقراط، أو عالما كأنشتاين. النجوم لا تمشي على الأرض إلا في عقول الأدباء، ميز الله عقولنا بالتفكير والتفكر فكفى تقديسا للأشخاص ولأفكار بعينها.