لدينا نحو 13 جامعة بلا «مدير» وربما يطالب البعض بتعيين مدراء لها، إلا أن الحقيقة أنه لا حاجة لذلك؛ لأنها أمضت أكثر من عام بلا «إدارات» ولم يتغير شيء على حالها، ولأن كثيرا من مدراء بقية الجامعات أصبح وجودهم ليس كعدمه، بل «عقبة» في وجه التطور!

أعتقد أنه لا يوجد أحد يشك بأن الجامعات السعودية لا تهتم بحملة الشهادات العليا من السعوديين، بينما يجتهد مسؤولوها باستخراج أكبر عدد من تأشيرات استقدام أعضاء هيئة التدريس من الخارج، ولا أعتقد أنه ينكر ذلك إلا مسؤولو الجامعات!

وكلما اشتكى أحد من أن الجامعات «السعودية» لا توظف «السعودي»، خرج مسؤول جامعة ينفي ويشكك، لكن اليوم جاء التوجيه من وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى المسؤول الأول عن الجامعات، فقد وجه الوزير الجامعات بضرورة إعطاء الأهمية لجميع طلبات التوظيف التي تقدم للجامعات من السعوديين الحاصلين على شهادة الدكتوراه، وأن يتم البت فيها بالسرعة الممكنة.

العراقيل التي تضعها الجامعات السعودية أمام الشباب السعودي كثيرة جدا، وأعذار الهروب من توظيفهم لا تعد ولا تحصى رغم أنها كلها غير مقنعة إلا لمعالي مدير الجامعة، ربما العمل الوحيد الذي نتفق على أن كثيرا من الجامعات أنجزته هو أنها شوهت صورة مشروع الابتعاث سواء كانت تقصد أم لا، برفضها تعيين كثير من خريجي الابتعاث، بينما تستقدم من الخارج لسد احتياجها!

حين تجد عاطلا بلا شهادة يبحث عن وظيفة ستعتب عليه وتنصحه، ثم تتهرب من البحث لها عن وظيفة، لكن ماذا تفعل مع من يحمل أعلى الشهادات ويشكو لك البطالة التي أرهقته، بينما يرى كل عام مسؤولي جامعة منطقته يسافرون لاستقدام أعضاء لهيئة التدريس لنفس تخصصه في الجامعة!

الغريب العجيب أن الجامعات ترفض أوراق أي سعودي يحمل الدكتوراه؛ لأنه فقط معلم، بينما لا يوجد أي مستند قانوني أو عقلي يسند هذا الرفض.

(بين قوسين)

وزير التعليم سيرهق كثيرا حين يتأمل واقع حال «التعليم العام»، وسيرهق أكثر حين يفكر في «التعليم العالي».

f.aziz@makkahnp.com