تعليمنا إلى أين؟
الاحد / 18 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 19:45 - الاحد 27 مارس 2016 19:45
هذا السؤال اقتبسته من عنوان مقال معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، الذي اقتبسه بدوره من معالي وزير المعارف السابق الدكتور محمد الرشيد – رحمه الله – لكنني أرى أنني – كمواطن- لي الأحقية أن يكون السؤال لي، أما أن يأتي السؤال عكسيا فذلك أشبه بأن تسافر بالباخرة في عرض المحيط، وبعد غياب أيام من رؤية اليابسة يفاجئك القبطان مستفسرا: إلى أين نحن متجهون؟
ربما أهم ما قاله معالي الوزير أن ذكر لنا المشاكل التي نعرفها، رغم أن السؤال كان لغرض معرفة الحلول، وليس لمعرفة المشاكل، ف(نظامنا التعليمي لا يزال مكبلا بكم هائل من التحوطات والتوجسات المكتوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغير المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والمعرفة والدراية والحكمة وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي في كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديد فيحاول أن يمحو كل فكر مبدع ويسعى إلى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك)، هذا ما قاله الوزير العيسى، وما قلناه من قبل، وما قاله الدكتور الرشيد، رغم أن كل هذه المشاكل لا تهمني كثيرا كمواطن، فما يهمني أن تعليمنا يعاني من مشاكل اتفق معنا الوزير بوجودها، وهو من يملك صلاحية إصلاح الخلل، فعندما أذهب لطبيب الأسنان لألم (ضرس العقل) فإنني بالتأكيد لا أريد منه أن يطبطب على كتفي ويصحبني لباب عيادته قائلا: أعانك الله على سهر الليالي فضرسك اللئيم ملتهب جدا من التسوس وأستودعك الله!
وأظنه لا يخفى على معالي الوزير أن المشاجب التي تعلّق عليها الأخطاء -عندما يكون الحديث عن التعليم – أصبحت أكثر من الأخطاء ذاتها، فمثلا العذر بأن (الصحوة) كانت سببا في تأخر التعليم، فهذا العذر لو قبلناه – جدلا- فإنه من المفترض أن نكون تجاوزناه، لأننا في مرحلة تصحيح الأخطاء، وليس في مرحلة معرفة الأسباب (التي نلوكها منذ عشرين عاما)، فلو افترضنا أن الصحوة التي أنهكت مفاصل التعليم كانت ضد أي تطوير أو تغيير في (المقرر)، فلا أظن أنها كانت ضد الاستغناء عند المدارس المستأجرة، أو ضد تحسين سلّم المعلمين – مثلا – فليس المطلوب أن تجد أسبابا لتعلّق عليها الأخطاء، أو حتى تصنع أسبابا مقنعة، لكن المطلوب من الوزارة أن تصحح هذه الأخطاء، ولهذا كنت أنتظر أن يرسم مقال معاليه على الأقل الخطوط العريضة للحلول المُقترحة – بغض النظر عن إمكانية تنفيذها من عدمه – لكن الصدمة أن (يذكرنا) معاليه بالمشاكل من جديد بما يوحي بصعوبة تنفيذها على رأي المثل الشعبي (ولّم العصابة قبل الفلقة)، ولهذا عندما يخاطب الوزير الرأي العام بسؤال: إلى أين؟ دون أن يُجيب فهو بالضرورة يعيد صياغة المثل: (ضربني وبكى، وسبقني واشتكى)، أما لو طلب الوزير من المواطنين مساعدته بالحلول من المواطن فإن الحل بالحزم الذي يمدّنا به سلمان الحزم، أو عُد لنا مُفكراً وتعال نناقش الأسباب من جديد ونطرح سؤال: تعليمنا إلى أين؟!
fheed.a@makkahnp.com
ربما أهم ما قاله معالي الوزير أن ذكر لنا المشاكل التي نعرفها، رغم أن السؤال كان لغرض معرفة الحلول، وليس لمعرفة المشاكل، ف(نظامنا التعليمي لا يزال مكبلا بكم هائل من التحوطات والتوجسات المكتوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغير المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والمعرفة والدراية والحكمة وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي في كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديد فيحاول أن يمحو كل فكر مبدع ويسعى إلى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك)، هذا ما قاله الوزير العيسى، وما قلناه من قبل، وما قاله الدكتور الرشيد، رغم أن كل هذه المشاكل لا تهمني كثيرا كمواطن، فما يهمني أن تعليمنا يعاني من مشاكل اتفق معنا الوزير بوجودها، وهو من يملك صلاحية إصلاح الخلل، فعندما أذهب لطبيب الأسنان لألم (ضرس العقل) فإنني بالتأكيد لا أريد منه أن يطبطب على كتفي ويصحبني لباب عيادته قائلا: أعانك الله على سهر الليالي فضرسك اللئيم ملتهب جدا من التسوس وأستودعك الله!
وأظنه لا يخفى على معالي الوزير أن المشاجب التي تعلّق عليها الأخطاء -عندما يكون الحديث عن التعليم – أصبحت أكثر من الأخطاء ذاتها، فمثلا العذر بأن (الصحوة) كانت سببا في تأخر التعليم، فهذا العذر لو قبلناه – جدلا- فإنه من المفترض أن نكون تجاوزناه، لأننا في مرحلة تصحيح الأخطاء، وليس في مرحلة معرفة الأسباب (التي نلوكها منذ عشرين عاما)، فلو افترضنا أن الصحوة التي أنهكت مفاصل التعليم كانت ضد أي تطوير أو تغيير في (المقرر)، فلا أظن أنها كانت ضد الاستغناء عند المدارس المستأجرة، أو ضد تحسين سلّم المعلمين – مثلا – فليس المطلوب أن تجد أسبابا لتعلّق عليها الأخطاء، أو حتى تصنع أسبابا مقنعة، لكن المطلوب من الوزارة أن تصحح هذه الأخطاء، ولهذا كنت أنتظر أن يرسم مقال معاليه على الأقل الخطوط العريضة للحلول المُقترحة – بغض النظر عن إمكانية تنفيذها من عدمه – لكن الصدمة أن (يذكرنا) معاليه بالمشاكل من جديد بما يوحي بصعوبة تنفيذها على رأي المثل الشعبي (ولّم العصابة قبل الفلقة)، ولهذا عندما يخاطب الوزير الرأي العام بسؤال: إلى أين؟ دون أن يُجيب فهو بالضرورة يعيد صياغة المثل: (ضربني وبكى، وسبقني واشتكى)، أما لو طلب الوزير من المواطنين مساعدته بالحلول من المواطن فإن الحل بالحزم الذي يمدّنا به سلمان الحزم، أو عُد لنا مُفكراً وتعال نناقش الأسباب من جديد ونطرح سؤال: تعليمنا إلى أين؟!
fheed.a@makkahnp.com