الرأي

امرأة هي من تصنع المستحيل

تفاعل

أبدأ بمقولة تنسب للشاعر والكاتب الداغستاني رسول حمزاتوف يقول فيها: شيئان في الحياة يستحقان الصراع، وطن حنون وامرأة رائعة.

ويا سعد حياة من أحبته امرأة رائعة، فهي تهبك حياة المترفين وحرص الأم وإعجاب الحياة برمتها.

تذكرت هذه المقولة وأنا أطالع في أوقات متفرقة حياة علماء وأدباء وقادة عظماء، فوجدت كلمة السر فيها هي امرأة.

ستيفن هوكينج عالم الفيزياء العظيم أصيب بمرض نادر في بداية العقد الثاني من عمره سبب له عجزا وشللا على مراحل تدريجية ولم يتوقع له الأطباء أكثر من ثلاث سنوات للعيش، وعلى غير المألوف لم يمنع ذلك جين ويلدي التي ربطته بها العاطفة قبل ذلك من الارتباط به وأن تكون سببا رأى أنه يستحق العيش من أجله، كما قال، والتي لولا تمسكها به وإعطائها إياه آفاقا من الآمال لما رأى سببا يستحق العيش لأجله.

وفي نفس السياق نجد في معاناة عالم الرياضيات جون ناش الذي كان مصابا بمرض نفسي يعرف بالفصام لم يتم تشخيصه إلا في مراحل لاحقة من عمره، حيث كان يتوهم وجود أشخاص لا وجود لهم في حياته، وأدخل المستشفى للعلاج والذي شخص حالته فيما بعد بانفصام في الشخصية مع درجات من الاكتئاب، لكنه خرج وهو لم يشف تماما وتوقف عن تناول الأدوية فكانت كلمة السر في شفائه من كل ذلك زوجته إليسيا التي ساعدته في تجاوز ذلك كله. واللافت أنهما توفيا معا في حادث سير، كأنما تخبرنا الحادثة أنها آمنت به كشريك في حياتها فأبت البقاء دونه.

كثير من العظماء كان خلف إبهارهم لنا امرأة رائعة أحبتهم، فقدمتهم إلى العالم على طريقتها، كأنما تقول: أنا صنعت هذا، ولولا لمستي الخاصة لما كان شيئا.

لذا فإنني أعتقد غالبا أن خلف كل شيء له صفة العظمة سنجد أن كلمة السر التي لم تظهر في العلن لتتشارك في اقتسام أضواء العظمة هي (امرأة). وأعلق على ذلك نهاية بجملة قد تكون خلاصة رؤيتي لتجربتهم (إذا أردت أن تكون عظيما فلتكن في حياتك امرأة عظيمة).