شبابنا بحاجة لحماية فكرية
السوق
الاحد / 18 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:00 - الاحد 27 مارس 2016 20:00
أوقفوا الإرهاب..
الإرهاب الإسلامي..
هكذا أعلن البلجيكيون رفضهم للإسلام وألصقوا تهمة الإرهاب به.. بعد أن أُزهقت في ساحة مطار بروكسل ومحطات المترو (القطارات) أرواحٌ بريئة كانت تستقبل اليوم الثاني والعشرين من مارس 2016 يملؤها الأمل بلقاءِ أحبةٍ وأهل وأصدقاء.. فإذا بهم يغادرون العالم ويفارقون الحياة.. ولن يعودوا أبداً..
مخطئ ومكابرٌ كل من يتخيل أن أحداً من منفذي تلك الهجمات – والتي جاءت بعد نحو أربعة أشهر من هجمات باريس – كانوا من المسلمين المؤمنين بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام.. والله تعالى القائل: (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) سورة المائدة الآية 32، ولا شك أن المقصود بإحياء النفس هو عدم قتلها. وبالتأكيد أن هؤلاء القتلة الذين يدّعون الإسلام ويتسموّن بأسماء المسلمين.. لم يعودوا أبداً ينتمون للإسلام جملةً وتفصيلاً.. فقد نسوا أو أنساهم الشيطان وحزبه قوله تعالى في الآية الثامنة من سورة الممتحنة (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَن الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، أي أن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرّون من برّهم ويحسنون إلى من أحسن إليهم..
سبحان الله.. ألم تُحسِن فرنسا وبلجيكا وغيرهما من دول المهجر استقبال هؤلاء حين أتوا إليها يلتمسون المأكل والمسكن والتعليم والعمل!! يوم عجزت بلدانهم الأصلية عن توفيره لهم ولآبائهم لأسباب عدة؟! ألم ينشأ كثير منهم على الأراضي الأوروبية، وتمتعوا بحقوقهم كاملةً كأهلها الأصليين.. وصاروا مواطنين ووصل بعضٌ من أهلهم إلى مناصب ومراكز عليا.. ألم يتمتعوا بالحرية والمساواة.. رغم اختلاف اللغة والدين والشكل؟! وهو ما لا توفره العديد من بلاد المسلمين للقادم إليها من غير المسلمين!! ألا تُشكل هذه المفارقة وصمة عار في جبين المسلمين الذين لم يتراخ دينهم الحنيف في التأكيد للدنيا أن الإنسان أصله من تراب وأن آدم وحواء هما أبواه!!
ألم يَقُل عليه الصلاة والسلام وهو رسول الإنسانية الخاتم المبعوث رحمةً للعالمين (لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).
لشديد الأسف، في الغرب يطبّق الناس هذا المفهوم في المساواة.. بينما نحن في بلاد المسلمين نُصنفُ المسلمين فئات وأحزابا ومذاهب وأتباعاً.. ويبدو أننا وهنا تكمن الكارثة.. قد تحولنا إلى أتباعٍ – إلّا من رحم ربي – لقال فلان وقال علان – ونسينا ما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام.. وأخذ طواغيت البشر يتحكمون بعقول فئة ضلَّت الطريق إلى الله وأغواهم الشيطان واتخذوه خليلاً وهو لهم العدو المبين.. إنه الطاغوت الأكبر..
ويقول تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة الآية 256.. وسبحان الله العلي الحكيم إذ جاء في مقدمة الآية الكريمة (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ). والعروة الوثقى هي الإيمان وهي الإسلام وهي القرآن..
والسؤال الآن: أين علماء الإيمان، أين حكماء الإسلام، أين أهل القرآن؟! عشرات الهيئات والمنظمات والمجمعات، في بلادنا وفي كل أنحاء العالم تقريباً.. آلاف العلماء ومئات الآلاف من الدارسين والمفكرين وأهل العلم.. في شتى مناحي الحياة وأنواع المعرفة ومجالاتها، الفكرية والفقهية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.. وكلها تضم النخبة المختارة في كل المجالات التراثية والعصرية من جميع أنحاء العالم الإسلامي ومن شتى المذاهب، جعلت لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادا أصيلاً فاعلاً بهدف تقديم الحلول النابعة من أصل الدين السليم، لكي تقدم لهذه الأمة وبالتالي للعالم الحائر اليوم، الإجابات السليمة عن كل سؤال تطرحه مستجدات الحياة المعاصرة..
مع كل التقدير لهذه النُخب ومع الاحترام لهؤلاء الرجال.. ما زال تنظيم الإرهاب يتمدد، وما زال المزيد من شبابنا يفجرون أنفسهم، وهم في الواقع يفجرون الإسلام والمسلمين وكل قيم هذا التراث العظيم..
أين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟! أين هيئة علماء المسلمين في أوروبا؟! وهما من ضمن أهدافهما: خدمة القضايا الإسلامية وتمثيل الأقليات والمجموعات الإسلامية خارج العالم الإسلامي. أين هما من هذه الأقليات التي أصبحت تجمعاتها للأسف حاضنةٌ يخرج منها الإرهابيون.. كيف يضحّون بكل هذا الأمان الذي يعيشون فيه وأحباؤهم، عندما تداهمها الشرطة الأوروبية تجد فيها من تبحث عنهم وتجد فيها من أسلحة الدمار والخراب. وحتى ذكرت الشرطة البلجيكية أنها وجدت أسلحة كيماوية.. في أكبر حي للمسلمين في البلاد..
كيف نصدق أن من مهام هذه الاتحادات والهيئات التي تضم علماء وحكماء المسلمين، أن تعالج الأمور المستجدة على الساحة الأوروبية، بما يحقق مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وأنها فعلاً تقوم بترشيد المسلمين في أوروبا عامةً والشباب خاصةً عن طريق نشر المفاهيم الإسلامية بالدعوة وبالحكمة والموعظة الحسنة. لقد حوّل من ينتسبون للإسلام أوروبا بأكملها إلى ساحاتٍ دموية تُرتكب فيها أكبر المجازر البشرية.. وللأسف تحت شعار ما بات يُعرفُ ظلماً بـ»الدولة الإسلامية».
إن المعركة القادمة أيها السادة يجب أن تكون بين علماء الخير وعلماء الشر.. إذا جاز أن نطلق على الأخير علماء.. لقد غزا منظّرو الشر مواطن الخير في عقول أولادنا فحولوهم إلى قنابل موقوتة يفجرونها أين شاؤوا وفي من شاؤوا..
لقد كانت ديار المسلمين منذ دعوة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.. تصدّر النور والعلم إلى العالم كله يوم كان غارقاً في ظلامٍ وجهل، وللأسف صرنا اليوم نصدّر الإرهاب والدمار حتى إلى من أحسنوا استقبال المهاجرين منا وآووهم وأحسنوا إليهم.
والسبب صار معروفاً وصار مكشوفاً.. فلقد تركنا العروة الوثقى، هجرنا كتاب الله.. وتخلينا – إلا من رحم ربي – عن السنة الشريفة كما قالها وفعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتهافت البعض – لغايةٍ في نفس يعقوب – إلى كلام كُتِبَ أو فعل نُسِبَ إلى الحبيب بعد اختياره للرفيق الأعلى.. بعشرات السنين، بل إن أول مخطوط للبخاري كُتب بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام بنحو مئتي عام..
إن علينا أن نذكر بكثير من التقدير الجهود الطيبة التي تبذلها جهات دينية كبرى مثل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ومؤسسة الأزهر في جمهورية مصر العربية، وكلا الكيانين ينتسبان لبلدين عظيمين واجها الإرهاب بكل قوة وحزم..
ولا شك أن التحالف العربي والإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بتوفيق الله ثم بمتابعة وعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله.. قد قدم للعالم الدليل الواضح والأكيد ـ خاصةً فيما بُذل على مستوى الأمن الداخلي في المملكة وما زال.. وما يعنيه إعلان الحرب على الإرهاب، عبر المناورات الكبرى التي شهدها شمال المملكة العربية السعودية (رعد الشمال) مما يؤكد أن المملكة قد تحولت مع شقيقاتها العربيات والمسلمة إلى مواجهة الإرهاب بالقوة اللازمة، وهى الحديد والنار، حيث إن أولئك الكفرة الفجرة لا يفهمون غيرها، بعدما أعمى الشيطان بصيرتهم وطمس الجاهلون على أبصارهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي ذات الوقت فشبابنا في أمسّ الحاجة إلى حماية فكرية تحصنهم من مناورات الفكر المنحرف والفئة الضالة، من قبيل محاربة الفكر بالفكر إلى جانب القوة العسكرية والأمنية.. ولهذا فلا بد من تنقية تراثنا الفقهي وتصفية كتبنا القديمة مما لحق بها من فكر الأهواء ومؤامرات المذهبيين والمتمذهبين، وما ألحقوا بها من أغراض سياسية سبيلها بثّ الفرقة وتفريق أهل السنة والجماعة عن طريقتهم الوسطية واعتدالهم، مؤامرة بدأت منذ اغتيال الفاروق وعلى ابن أبي طالب رضي الله عنهما، وعن جميع أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام..
ولا شك أن الزعيم والقائد الذي جمع تحت راية واحدة في الشمال قادة الدول ورؤساء الأركان.. قادر بحول الله أن يدعو رجال العلم والدين والإيمان في بلد النور والإسلام إلى هبّةٍ علمية وفقهية عاصفة، تنقي مصادر فكرنا مما لحق به من زيف وبهتان.. حتى ينهل أبناؤنا منذ البداية من مناهل عذبة صافية، فيشبوا كما شبّ أبناء السلف الصالح على الحق والحقيقة منذ نعومة أظفارهم..
وفق الله خادم الحرمين الشريفين وجزاه الله خيراً نظير ما قدّم ويقدّم لوطنه وشعبه وأمته.
الإرهاب الإسلامي..
هكذا أعلن البلجيكيون رفضهم للإسلام وألصقوا تهمة الإرهاب به.. بعد أن أُزهقت في ساحة مطار بروكسل ومحطات المترو (القطارات) أرواحٌ بريئة كانت تستقبل اليوم الثاني والعشرين من مارس 2016 يملؤها الأمل بلقاءِ أحبةٍ وأهل وأصدقاء.. فإذا بهم يغادرون العالم ويفارقون الحياة.. ولن يعودوا أبداً..
مخطئ ومكابرٌ كل من يتخيل أن أحداً من منفذي تلك الهجمات – والتي جاءت بعد نحو أربعة أشهر من هجمات باريس – كانوا من المسلمين المؤمنين بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام.. والله تعالى القائل: (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) سورة المائدة الآية 32، ولا شك أن المقصود بإحياء النفس هو عدم قتلها. وبالتأكيد أن هؤلاء القتلة الذين يدّعون الإسلام ويتسموّن بأسماء المسلمين.. لم يعودوا أبداً ينتمون للإسلام جملةً وتفصيلاً.. فقد نسوا أو أنساهم الشيطان وحزبه قوله تعالى في الآية الثامنة من سورة الممتحنة (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَن الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، أي أن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرّون من برّهم ويحسنون إلى من أحسن إليهم..
سبحان الله.. ألم تُحسِن فرنسا وبلجيكا وغيرهما من دول المهجر استقبال هؤلاء حين أتوا إليها يلتمسون المأكل والمسكن والتعليم والعمل!! يوم عجزت بلدانهم الأصلية عن توفيره لهم ولآبائهم لأسباب عدة؟! ألم ينشأ كثير منهم على الأراضي الأوروبية، وتمتعوا بحقوقهم كاملةً كأهلها الأصليين.. وصاروا مواطنين ووصل بعضٌ من أهلهم إلى مناصب ومراكز عليا.. ألم يتمتعوا بالحرية والمساواة.. رغم اختلاف اللغة والدين والشكل؟! وهو ما لا توفره العديد من بلاد المسلمين للقادم إليها من غير المسلمين!! ألا تُشكل هذه المفارقة وصمة عار في جبين المسلمين الذين لم يتراخ دينهم الحنيف في التأكيد للدنيا أن الإنسان أصله من تراب وأن آدم وحواء هما أبواه!!
ألم يَقُل عليه الصلاة والسلام وهو رسول الإنسانية الخاتم المبعوث رحمةً للعالمين (لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).
لشديد الأسف، في الغرب يطبّق الناس هذا المفهوم في المساواة.. بينما نحن في بلاد المسلمين نُصنفُ المسلمين فئات وأحزابا ومذاهب وأتباعاً.. ويبدو أننا وهنا تكمن الكارثة.. قد تحولنا إلى أتباعٍ – إلّا من رحم ربي – لقال فلان وقال علان – ونسينا ما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام.. وأخذ طواغيت البشر يتحكمون بعقول فئة ضلَّت الطريق إلى الله وأغواهم الشيطان واتخذوه خليلاً وهو لهم العدو المبين.. إنه الطاغوت الأكبر..
ويقول تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة الآية 256.. وسبحان الله العلي الحكيم إذ جاء في مقدمة الآية الكريمة (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ). والعروة الوثقى هي الإيمان وهي الإسلام وهي القرآن..
والسؤال الآن: أين علماء الإيمان، أين حكماء الإسلام، أين أهل القرآن؟! عشرات الهيئات والمنظمات والمجمعات، في بلادنا وفي كل أنحاء العالم تقريباً.. آلاف العلماء ومئات الآلاف من الدارسين والمفكرين وأهل العلم.. في شتى مناحي الحياة وأنواع المعرفة ومجالاتها، الفكرية والفقهية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.. وكلها تضم النخبة المختارة في كل المجالات التراثية والعصرية من جميع أنحاء العالم الإسلامي ومن شتى المذاهب، جعلت لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادا أصيلاً فاعلاً بهدف تقديم الحلول النابعة من أصل الدين السليم، لكي تقدم لهذه الأمة وبالتالي للعالم الحائر اليوم، الإجابات السليمة عن كل سؤال تطرحه مستجدات الحياة المعاصرة..
مع كل التقدير لهذه النُخب ومع الاحترام لهؤلاء الرجال.. ما زال تنظيم الإرهاب يتمدد، وما زال المزيد من شبابنا يفجرون أنفسهم، وهم في الواقع يفجرون الإسلام والمسلمين وكل قيم هذا التراث العظيم..
أين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟! أين هيئة علماء المسلمين في أوروبا؟! وهما من ضمن أهدافهما: خدمة القضايا الإسلامية وتمثيل الأقليات والمجموعات الإسلامية خارج العالم الإسلامي. أين هما من هذه الأقليات التي أصبحت تجمعاتها للأسف حاضنةٌ يخرج منها الإرهابيون.. كيف يضحّون بكل هذا الأمان الذي يعيشون فيه وأحباؤهم، عندما تداهمها الشرطة الأوروبية تجد فيها من تبحث عنهم وتجد فيها من أسلحة الدمار والخراب. وحتى ذكرت الشرطة البلجيكية أنها وجدت أسلحة كيماوية.. في أكبر حي للمسلمين في البلاد..
كيف نصدق أن من مهام هذه الاتحادات والهيئات التي تضم علماء وحكماء المسلمين، أن تعالج الأمور المستجدة على الساحة الأوروبية، بما يحقق مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وأنها فعلاً تقوم بترشيد المسلمين في أوروبا عامةً والشباب خاصةً عن طريق نشر المفاهيم الإسلامية بالدعوة وبالحكمة والموعظة الحسنة. لقد حوّل من ينتسبون للإسلام أوروبا بأكملها إلى ساحاتٍ دموية تُرتكب فيها أكبر المجازر البشرية.. وللأسف تحت شعار ما بات يُعرفُ ظلماً بـ»الدولة الإسلامية».
إن المعركة القادمة أيها السادة يجب أن تكون بين علماء الخير وعلماء الشر.. إذا جاز أن نطلق على الأخير علماء.. لقد غزا منظّرو الشر مواطن الخير في عقول أولادنا فحولوهم إلى قنابل موقوتة يفجرونها أين شاؤوا وفي من شاؤوا..
لقد كانت ديار المسلمين منذ دعوة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.. تصدّر النور والعلم إلى العالم كله يوم كان غارقاً في ظلامٍ وجهل، وللأسف صرنا اليوم نصدّر الإرهاب والدمار حتى إلى من أحسنوا استقبال المهاجرين منا وآووهم وأحسنوا إليهم.
والسبب صار معروفاً وصار مكشوفاً.. فلقد تركنا العروة الوثقى، هجرنا كتاب الله.. وتخلينا – إلا من رحم ربي – عن السنة الشريفة كما قالها وفعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتهافت البعض – لغايةٍ في نفس يعقوب – إلى كلام كُتِبَ أو فعل نُسِبَ إلى الحبيب بعد اختياره للرفيق الأعلى.. بعشرات السنين، بل إن أول مخطوط للبخاري كُتب بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام بنحو مئتي عام..
إن علينا أن نذكر بكثير من التقدير الجهود الطيبة التي تبذلها جهات دينية كبرى مثل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ومؤسسة الأزهر في جمهورية مصر العربية، وكلا الكيانين ينتسبان لبلدين عظيمين واجها الإرهاب بكل قوة وحزم..
ولا شك أن التحالف العربي والإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بتوفيق الله ثم بمتابعة وعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله.. قد قدم للعالم الدليل الواضح والأكيد ـ خاصةً فيما بُذل على مستوى الأمن الداخلي في المملكة وما زال.. وما يعنيه إعلان الحرب على الإرهاب، عبر المناورات الكبرى التي شهدها شمال المملكة العربية السعودية (رعد الشمال) مما يؤكد أن المملكة قد تحولت مع شقيقاتها العربيات والمسلمة إلى مواجهة الإرهاب بالقوة اللازمة، وهى الحديد والنار، حيث إن أولئك الكفرة الفجرة لا يفهمون غيرها، بعدما أعمى الشيطان بصيرتهم وطمس الجاهلون على أبصارهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي ذات الوقت فشبابنا في أمسّ الحاجة إلى حماية فكرية تحصنهم من مناورات الفكر المنحرف والفئة الضالة، من قبيل محاربة الفكر بالفكر إلى جانب القوة العسكرية والأمنية.. ولهذا فلا بد من تنقية تراثنا الفقهي وتصفية كتبنا القديمة مما لحق بها من فكر الأهواء ومؤامرات المذهبيين والمتمذهبين، وما ألحقوا بها من أغراض سياسية سبيلها بثّ الفرقة وتفريق أهل السنة والجماعة عن طريقتهم الوسطية واعتدالهم، مؤامرة بدأت منذ اغتيال الفاروق وعلى ابن أبي طالب رضي الله عنهما، وعن جميع أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام..
ولا شك أن الزعيم والقائد الذي جمع تحت راية واحدة في الشمال قادة الدول ورؤساء الأركان.. قادر بحول الله أن يدعو رجال العلم والدين والإيمان في بلد النور والإسلام إلى هبّةٍ علمية وفقهية عاصفة، تنقي مصادر فكرنا مما لحق به من زيف وبهتان.. حتى ينهل أبناؤنا منذ البداية من مناهل عذبة صافية، فيشبوا كما شبّ أبناء السلف الصالح على الحق والحقيقة منذ نعومة أظفارهم..
وفق الله خادم الحرمين الشريفين وجزاه الله خيراً نظير ما قدّم ويقدّم لوطنه وشعبه وأمته.