الرأي

سماسرة جهنم!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
لأن ذاكرتي لا تحتفظ بالأسماء والأرقام كثيراً وأنسى غالباً كل ما يتعلق بهذين الأمرين بعد القراءة بدقائق فلم أكن أعرف عبدالرحمن الوابلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ولم أتذكر أين وماذا كان يكتب إلا بعد وفاته وبعد أن قرأت بعض التغريدات التي يحاول البعض من خلالها إقناع بعض آخرين بأنه «لا حرج» في الترحم عليه.

أشعر بشيء من الخجل وأنا أكتب مثل هذا الكلام بعد أيام من وفاة إنسان مسلم لا يفترض أن نتحدث عنه إلا بالدعاء والرحمة وأن يغفر الله له خطاياه وذنوبه ويتجاوز عنه ويشمله برحمته التي وسعت كل شيء. لكنني أشعر بالخجل أكثر وأنا أقرأ لبعض «سماسرة جهنم» الذين ينتابهم الضيق والكدر حين يسمعون الدعاء بالرحمة لخلق الرحمن الرحيم، ويشعرون بالانتشاء وهم يحاولون إثبات أن أحداً ما لا يستحق الجنة.

وخصوم هذا «اللوبي» هم أولئك الذين لا يتفقون معهم في آرائهم بشكل مطلق، لا يلزمك لتكون في مرمى سهامهم أن تختلف معهم جذرياً في كل شيء، لأنك حتى لو اتفقت معهم في كثير مما يقولون ثم خالفتهم في أمر واحد لأصبحت هدفاً مستباحاً للتجريح والتخوين والاتهامات التي يأتيك أولها وآخرها لم يغادر ألسنتهم بعد!

ولهؤلاء عدة مدارس في إيذاء خصومهم الأحياء منهم والأموات، فهنالك المدرسة المباشرة وأصحاب هذه المدرسة يهاجمون بشكل واضح وباستخدام أقذر الألفاظ دون تحفظ، وهنالك المدرسة «الكيوت»، وأصحاب هذه المدرسة هم الذين يقولون كلمات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. كأن يقولوا عن خصمهم المسلم حين يتوفاه الله «لم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو على المنافقين بعد موتهم» وهذا يعني الاتفاق مع أصحاب المدرسة الأولى أن خصمهم منافق ولكنهم سيكفون ألسنتهم عنه!

وعلى أي حال.. اللهم ارحم عبدك عبدالرحمن الوابلي واجعل كل ما قيل عنه في ميزان حسناته، وأصلح شأن عبيدك الأحياء الذين يظنون أن مفاتح خزائن رحمتك بأيديهم!

algarni.a@makkahnp.com