الرأي

مهلا أيها العالم

تفاعل

u0628u0646u062fu0631 u0627u0644u0633u0627u0644u0645
قرأت مقال الكاتبة نادين البدير «من عربية مسلمة.. عذرا أيها العالم»، والذي تجاوزت فيه أمثالها من المصابين بعقدة النقص والدونية أمام كل ما هو غربي، من جلد للذات وإلقاء باللائمة علينا حتى بتنا في نظرها مصدر قلق للعالم، وسببا رئيسا للمشاكل. ولم يكن ينقص مقالها إلا الاعتذار للكيان الصهيوني بسبب ما فعله به أطفال الحجارة حتى تكتمل فصول الإساءة التي ختمتها بقولها «هذا ما فعله المسلمون بالعالم».

مهلا أيها العالم فإن ما ذكرته نادين لا يمثلنا ولا يعكس حقيقتنا، بل على العكس فنحن أكثر شعوب الأرض تضررا من العنف والتطرف، وكل ما ذكرته من جرائم فنحن فيها الضحية ولسنا الجلادين.

أيها العالم! غيرنا حمل سفر التكوين، ونحن حملنا للعالم سورة يس وما فيها من فضائل تعكس حضارتنا وقيمنا وسعينا في إعمار الأرض لا تدميرها كما فعل وما زال يفعل غير المسلمين، فمن قتل الملايين في الحربين العالميتين الأولى والثانية؟ ومن قتل الشعبين الفيتنامي والياباني؟ ومن المسؤول عن قتل الشعب الشيشاني وتهجيره؟ ومن تسبب في تخلف أفريقيا ونهب خيراتها واستعبد أهلها؟ ومن قتل الملايين من الهنود الحمر في الأمريكتين وجزر المحيط الهادي؟ ومن اغتصب فلسطين من العرب وأهداها لبني صهيون، يشردون أهلها ويقتلونهم؟ هل هم المسلمون أم غيرهم؟ ولماذا لم نسمع اعتذار نادين أو العالم أجمع عن مجازر الاستعمار ضد أهلنا في الشمال الأفريقي؟ وتكفي مراجعة التاريخ واكتشاف الفرق بين الفتوحات الإسلامية والاستعمار الغربي والشرقي للعالم لمعرفة أينا يحمل قيما ومبادئ، وأينا يفتقدها.

أيها العالم لقد قدمت الحضارة الإسلامية للعالم أروع القيم والمبادئ، وقدمت أفضل الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، وكانت الاكتشافات الطبية والعلمية تتم بأيد علمائنا في وقت كانت أوروبا ترزح تحت نير الكهنوتية الكنسية، ومحارقها تقام من أجل إحراق من يستخدم عقله ويبحر في مجالات العلوم.

يا أيها العالم! لولا المسلمون لما كانت هناك ثورة رقمية، فالفضل فيها للخوارزميات التي اكتشفها المسلمون، ولولاهم لما تقدم الطب، فقد ترجموا كتب الطب القديمة وأضافوا عليها الكثير من الاختراعات والاكتشافات، ولولاهم لما انتشرت العلوم بجميع أشكالها، فهم من اعتنى بالعلم والعلماء، وكتب الغرب تزخر بمئات الكتب التي يعترف مؤلفوها بفضل المسلمين ودورهم الكبير في تقدم العالم وازدهاره.