سير أعلام البُلهاء!
سنابل موقوتة
السبت / 17 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 01:45 - السبت 26 مارس 2016 01:45
ثم أتى على الناس زمان أصبح فيه جميع الخلق إما «مشاهير» أو في طريقهم إلى أن يكونوا كذلك، وأصبحت الشهرة من ضرورات الحياة، ولكنها سهلة المنال على عكس الضرورات الأخرى التي يحتاج الحصول عليها إلى «عمل».
وقد يصبح الإنسان مشهورا وهو لم يغادر منزله ولم يقم بأي عمل لا يقوم به غيره ثم يبدأ في إخبار الناس كيف قام بذلك «اللاشيء» وقد يتحمس بعض هؤلاء ويبدأ في وعظ الناس وإخبارهم بأمور دينهم ودنياهم وطرق عيشهم في الدنيا ومآلهم في الآخرة.
وقد ينام الإنسان مجهولا لا يعرفه حتى جاره ويصحو وقد أصبح أشهر سكان المعمورة، ولذلك فإني أنصحكم ونفسي أيها الأفاضل أن نتصرف على هذا الأساس ولنتخيل أن أحدا ما يصورنا وأن العمل الذي نقوم به قد يكون هو الباب الذي سيفتح لنا أبواب الشهرة والنجومية، فلا تحتقروا أي عمل مهما كان ضئيلا. تخيلوا دائما أن كاميرا مسلطة عليكم وأنتم تغسلون فناء منزلكم ـ المستأجر غالبا ـ وتغنون أغنية تافهة الكلمات والألحان ـ والصوت بطبيعة الحال ـ أو وأنتم تشتمون جاركم أو حتى وأنتم تقطعون البصل في مطبخ منزلكم العامر. ولا تجعلوا لخيالكم حدودا وهو يعرض عليكم الأسباب المحتملة لشهرتكم!
أغلب هؤلاء الرواد والنجوم أصبحوا كذلك لأن عدسة ما التقطتهم وهم يقومون بهذه الأعمال التافهة التي يقوم بها الناس كلهم أجمعون!
كل ما عليكم هو انتظار بقعة الضوء الأولى ولا تنشغلوا بعد ذلك ببقية الطريق، فهناك من سيتولى تسويق تفاهاتكم والمشاركة فيها، وستجدون شركات وجهات حكومية تحب أن تشارك الخلق «شهرتهم» كما تشاركهم جيوبهم!
وعلى أي حال.. يُقال بأن الرغبة في الشهرة كغاية هي أعلى درجات التفاهة، ويقال أيضا إن الرغبة في الشهرة هي الرغبة في أن يموت المرء مكروها ولا يموت منسيا، ولكن لا تصدقوا كل ما يقال!
algarni.a@makkahnp.com
وقد يصبح الإنسان مشهورا وهو لم يغادر منزله ولم يقم بأي عمل لا يقوم به غيره ثم يبدأ في إخبار الناس كيف قام بذلك «اللاشيء» وقد يتحمس بعض هؤلاء ويبدأ في وعظ الناس وإخبارهم بأمور دينهم ودنياهم وطرق عيشهم في الدنيا ومآلهم في الآخرة.
وقد ينام الإنسان مجهولا لا يعرفه حتى جاره ويصحو وقد أصبح أشهر سكان المعمورة، ولذلك فإني أنصحكم ونفسي أيها الأفاضل أن نتصرف على هذا الأساس ولنتخيل أن أحدا ما يصورنا وأن العمل الذي نقوم به قد يكون هو الباب الذي سيفتح لنا أبواب الشهرة والنجومية، فلا تحتقروا أي عمل مهما كان ضئيلا. تخيلوا دائما أن كاميرا مسلطة عليكم وأنتم تغسلون فناء منزلكم ـ المستأجر غالبا ـ وتغنون أغنية تافهة الكلمات والألحان ـ والصوت بطبيعة الحال ـ أو وأنتم تشتمون جاركم أو حتى وأنتم تقطعون البصل في مطبخ منزلكم العامر. ولا تجعلوا لخيالكم حدودا وهو يعرض عليكم الأسباب المحتملة لشهرتكم!
أغلب هؤلاء الرواد والنجوم أصبحوا كذلك لأن عدسة ما التقطتهم وهم يقومون بهذه الأعمال التافهة التي يقوم بها الناس كلهم أجمعون!
كل ما عليكم هو انتظار بقعة الضوء الأولى ولا تنشغلوا بعد ذلك ببقية الطريق، فهناك من سيتولى تسويق تفاهاتكم والمشاركة فيها، وستجدون شركات وجهات حكومية تحب أن تشارك الخلق «شهرتهم» كما تشاركهم جيوبهم!
وعلى أي حال.. يُقال بأن الرغبة في الشهرة كغاية هي أعلى درجات التفاهة، ويقال أيضا إن الرغبة في الشهرة هي الرغبة في أن يموت المرء مكروها ولا يموت منسيا، ولكن لا تصدقوا كل ما يقال!
algarni.a@makkahnp.com