لماذا يخشى الجن الأرانب؟ هل هي مفترسة حتى يخافها؟ إنها الخرافة التي انتشرت في مجتمعات كثيرة آمن أفرادها بأن لهذا المخلوق الوديع المشغول بحفر جحوره في الأرض قدرة قوية على إخافة الجن، وأن تعليق أحد أعضائه على مدخل البيت أو مكان السكن يبعدهم عنه.

الخرافة التي لاحقت الأرانب تعدت محيطنا الجغرافي، ففي الفلكلور الشعبي الأوروبي يعدون الأرنب حيوانا يجلب الحظ السعيد، ويقدم في طقوس المعابد قربانا، ومن هنا يأتي دور السحرة ليأخذوا نصيبهم من هذه الخرافة، فقدمه خير تعويذة بعد أن يقرأ عليها وتعلق بشكل قلادة على جيد الفتاة أو الولد المسحور، لاعتقادهم بأنها ترد الحسد وترجعه إلى صاحبه، وأن الجن يخاف من قدم الأرنب.

وما بين الحظ السعيد وإخافة الجن دخلت فضلات الأرانب في استخدامات السحر الأسود والكيد للناس، والتفريق بين الأزواج وغير ذلك، حتى إن رأس الأرنب بعد ذبحه يستخدم كتعويذة لحفظ الكنوز والذهب والأشياء الثمينة. وكذلك زعموا أن تعليق قلب الأرنب مع النعناع على جسم المرأة مع تناول ثلاث أو خمس «ذبابات» يساعدها على الحمل بسرعة.

ولم يجد المتابعون لهذه الميثولوجيا سببا سوى ربط سرعة تكاثر الأرانب خلال العام الواحد، حيث يصل عدد الولادات لديها إلى ثماني مرات تقريبا، ومن هنا تجد الخرافة لنفسها مدخلا، خصوصا أن الأرنب من فئة الثدييات، ولأنثاه القدرة على الحمل والرضاعة في الوقت نفسه، وعادة ما يستخدم المشعوذون أعضاء الثدييات لخداع النساء بالحمل، وكأن ذلك عدوى.