معرفة

حتى إشعار آخر.. مسرحية المفاهيم المؤجلة

u0645u0646 u0645u0634u0627u0647u062f u0627u0644u0645u0633u0631u062du064au0629 (u0645u0643u0629)
حين تصل حركة الممثلين على خشبة المسرح إلى مستوى من الانسجام، بحيث ينسى الجمهور في غمرة انسجامه أنه يشاهد عرضا للمكفوفين، فإن هذا يعد أمرا كافيا كي يشعر مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود بالرضا عن مسرحية «حتى إشعار آخر» التي قدمها أمس الأول في مهرجان حركات الثقافي الثاني.

المسرحية الاجتماعية الكوميدية التي كتبها وأخرجها فهد عبدالله تناولت بشكل خاص بعض المشكلات التي يواجهها أصحاب الإعاقة في التعامل مع فئات المجتمع المختلفة، بما في ذلك التقليل من شأن مواهبهم، ورفض توظيفهم، بغض النظر عما يملكون من قدرات ربما تفوق أحيانا قدرات الأصحاء.

مرحلة تطوير

إشكاليات يتعامل معها المعاقون بشيء من السخرية أحيانا، معبرين عن تجاوزهم لمرحلة التأثر بما يقال عنهم، وانتقالهم لمرحلة تطوير أنفسهم دون التوقف عند تقصير أي طرف تجاههم، فيما تظهر المسرحية الحوارات البسيطة في ذلك المجتمع المصغر الذي لا يعرف الكثيرون عنه، وما فيه من تعاون وانسجام وتفهم، بل ونقد ذاتي في بعض الأحيان.

فهم الإعاقة

قدم أبطال العمل أنواع الإعاقة السمعية والحركية، فضلا عن البصرية، ولم تخل من حوارات لغة الإشارة، ومن دخول ممثل على الكرسي المتحرك، مع توظيف ذكي لإعاقة الفهم التي يعانيها أشخاص عاديون، والتي تتمثل أحيانا بتلقي الأفكار بشكل مغلوط، ونقلها إلى غيرهم بشكل أكثر سوءا.

استشهد المكفوفون بالأديب طه حسين ليثبتوا أنهم قادرون على النجاح، وتحدثوا كثيرا عن تفعيل الثقة بهم ومنحهم الفرصة، ولكن الرسالة الأبلغ كانت تأتي في مراحل فاصلة أثناء المسرحية، حيث يتكرر ظهور شخص من خارج الأحداث، تظهر عليه اللامبالاة، يضع في كل مرة لافتة مكتوبا عليها «معطل حتى إشعار آخر».