إبادات داعش الجماعية هل ترغم واشنطن على حماية المدنيين؟
الأربعاء / 14 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:15 - الأربعاء 23 مارس 2016 21:15
يمارس تنظيم داعش مجموعة واسعة من أعمال العنف المتطرفة التي تستهدف المدنيين من الرجال والنساء والأطفال وأقليات عرقية ودينية، إضافة إلى المسلمين السنة الذين ينتمون إلى طائفتهم نفسها ولكنهم لا يوافقون على الإيديولوجية المتطرفة والاستبدادية التي يعتنقها التنظيم.
وفي السابع عشر من مارس قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إن تنظيم داعش ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة.
وينصّ أحد الأحكام في مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي أقره الكونجرس الأمريكي في ديسمبر الماضي، على أن وزير الخارجية الأمريكي سوف يقدّم إلى لجان الكونجرس المعنية تقييما لاضطهاد المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في الشرق الأوسط والهجمات التي يشنّها ضدّهم المتطرفون الذين ينتهجون العنف، بما في ذلك إذا كانت هذه الاضطهادات أو الهجمات تشكّل فظائع جماعية أو إبادة جماعية. وأناط مشروع القانون وزير الخارجية بتقديم نتائجه إلى الكونجرس بحلول 17 مارس، وهذا ما قاله في ذلك التاريخ.
وفي اليوم نفسه، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي قرارا وقّعه أكثر من 200 مشرّع من كلا الحزبين، أعربت فيه عن شعور الكونجرس بأنّ أعمال التنظيم ضدّ المسيحيين والإيزيديين والتركمان وغيرهم يمكن تصنيفها على أنها ارتكاب لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية.
وبحسب معهد واشنطن، فإنه إذا ما تجاوزنا الجدل حول مصطلح «الإبادة الجماعية» بحدّ ذاته، يشعر البعض بالقلق إزاء احتمال أن يؤدي التأكيد على اندراج هذه الأعمال في إطار هذا المصطلح إلى إرغام الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات، سواء ضدّ تنظيم داعش أو دفاعا عن الأقليات والمدنيين أو عن كليهما، الأمر الذي تفضّل الإدارة الأمريكية تفاديه قدر الإمكان. وفي واقع الأمر، نظرا لمفهوم مسؤولية توفير الحماية المعترف به على نطاق واسع، ينبغي على القوى العالمية أن تبذل جهدا أكبر لحماية المدنيين في سوريا والعراق، بغض النظر عما قاله وزير الخارجية الأمريكي حول ارتكاب التنظيم الإبادة الجماعية.
انقراض منطقة الوسط
يعتنق التنظيم إيديولوجية إرهابية متشدّدة ضمن رؤية مروّعة للوجود تنذر بنهاية العالم وتحرّض المؤمنين الحقيقيين ضد الآخرين أجمعين. وفي إطار هذه النظرة المتطرفة إلى العالم، لا يجوز قتل الأعداء والكفار فحسب، بل إن ذلك واجب ديني. على سبيل المثال، يصنّف تنظيم داعش الشيعة والعلويين على أنّهم مرتدّون، مما يعني أنّهم يخضعون لعقوبة الإعدام من دون محاكمة.
وفي العدد السابع من مجلة دابق الدعائية وهي المجلة الرسمية للتنظيم، المُعَنوَن من الرياء إلى الارتداد: انقراض منطقة الوسط، كشفت المجلة المعبرة عن إيديولوجية التنظيم باللغة الإنجليزية عن نظرة التنظيم المستقطبة حول النزاع بين المؤمنين والمرتدّين. فالتنظيم يرى المعركة بين الإيمان والكفر على أنّه الاختبار الذي يحدد إن كان الشخص يتمتع بالعقيدة الإسلامية، حسب تعبيره. ويحرم التنظيم بعناد أيّ فرصة للتعايش السلمي مع الناس الذين لديهم معتقدات مختلفة.
وفي العدد الرابع من مجلة دابق، ركّز التنظيم على الأقلية الإيزيدية، وخلص إلى أنّه يجوز استعباد نسائهم وتطبيق نظرة التنظيم في التعامل مع المشركين على الإيزيديين.
وفيما يدّعي التنظيم بالدفاع عن أراضيه، أورد تقرير لجهاز الاستخبارات الهولندية أن مفهوم التنظيم للدفاع يشمل مهاجمة السوريين والعراقيين الذين لا يشاركون التنظيم معتقداته، أو قتلهم أو اغتصابهم أو استعبادهم، أو مهاجمة أولئك الذين يقاومون بطريقة ما. كما خلص إلى أنّ أي شخص يسافر للالتحاق بما يُعرف بداعش يُفترَض أنه يعلم تماما بأنّه يختار الانضمام إلى جماعة إرهابية تعتبر كلّ الخارجين عنها كفارا وتلجأ إلى استخدام العنف المفرط بشكل يومي.
جرائم حرب
منذ أن أخذ التنظيم العالم على حين غرة في صيف 2014، لم يكفّ بلا شكّ عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأعمال التطهير العرقي. فقد أفادت الأمم المتحدة في مارس 2015 أن الأدلة تشير بقوة إلى أن تنظيم داعش ارتكب قائمة طويلة من جرائم الحرب. وبعد خمسة أشهر، أي في أغسطس 2015، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا جديدا خلصت فيه بشكل قاطع إلى أن، في الواقع، قد ارتكب جرائم حرب.
في 3 فبراير 2016، أصدر البرلمان الأوروبي قرارا بالإجماع يُعدّ اعترافا بأنّ القتل المنظّم واضطهاد الأقليات الدينية اللذين يعتمدهما تنظيم داعش في الشرق الأوسط إنّما هما إبادة جماعية.
كما خلصت تحقيقات أخرى إلى نتائج مماثلة لكنّها كانت أقل حسما. فوفقا لتقرير مشترك صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وعن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يبدو أن استهداف التنظيم للجماعات العرقية والدينية يشكّل جزءا من سياسة متعمّدة وممنهجة تهدف إلى قمع هذه الجماعات أو تطهيرها أو طردها بشكل دائم، أو في بعض الحالات تدمير هذه الجماعات في المناطق التي يسيطر عليها.
«داعش يرتكب الإبادة الجماعية بحقّ المسيحيين والإيزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية التي لا تتفق مع ما يعرف بمفهوم تنظيم داعش عن الإسلام»
البرلمان الأوروبي
تعريف الإبادة الجماعية
هي نيّة بالتدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية.
جرائم داعشية
وفي السابع عشر من مارس قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إن تنظيم داعش ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة.
وينصّ أحد الأحكام في مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي أقره الكونجرس الأمريكي في ديسمبر الماضي، على أن وزير الخارجية الأمريكي سوف يقدّم إلى لجان الكونجرس المعنية تقييما لاضطهاد المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في الشرق الأوسط والهجمات التي يشنّها ضدّهم المتطرفون الذين ينتهجون العنف، بما في ذلك إذا كانت هذه الاضطهادات أو الهجمات تشكّل فظائع جماعية أو إبادة جماعية. وأناط مشروع القانون وزير الخارجية بتقديم نتائجه إلى الكونجرس بحلول 17 مارس، وهذا ما قاله في ذلك التاريخ.
وفي اليوم نفسه، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي قرارا وقّعه أكثر من 200 مشرّع من كلا الحزبين، أعربت فيه عن شعور الكونجرس بأنّ أعمال التنظيم ضدّ المسيحيين والإيزيديين والتركمان وغيرهم يمكن تصنيفها على أنها ارتكاب لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية.
وبحسب معهد واشنطن، فإنه إذا ما تجاوزنا الجدل حول مصطلح «الإبادة الجماعية» بحدّ ذاته، يشعر البعض بالقلق إزاء احتمال أن يؤدي التأكيد على اندراج هذه الأعمال في إطار هذا المصطلح إلى إرغام الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات، سواء ضدّ تنظيم داعش أو دفاعا عن الأقليات والمدنيين أو عن كليهما، الأمر الذي تفضّل الإدارة الأمريكية تفاديه قدر الإمكان. وفي واقع الأمر، نظرا لمفهوم مسؤولية توفير الحماية المعترف به على نطاق واسع، ينبغي على القوى العالمية أن تبذل جهدا أكبر لحماية المدنيين في سوريا والعراق، بغض النظر عما قاله وزير الخارجية الأمريكي حول ارتكاب التنظيم الإبادة الجماعية.
انقراض منطقة الوسط
يعتنق التنظيم إيديولوجية إرهابية متشدّدة ضمن رؤية مروّعة للوجود تنذر بنهاية العالم وتحرّض المؤمنين الحقيقيين ضد الآخرين أجمعين. وفي إطار هذه النظرة المتطرفة إلى العالم، لا يجوز قتل الأعداء والكفار فحسب، بل إن ذلك واجب ديني. على سبيل المثال، يصنّف تنظيم داعش الشيعة والعلويين على أنّهم مرتدّون، مما يعني أنّهم يخضعون لعقوبة الإعدام من دون محاكمة.
وفي العدد السابع من مجلة دابق الدعائية وهي المجلة الرسمية للتنظيم، المُعَنوَن من الرياء إلى الارتداد: انقراض منطقة الوسط، كشفت المجلة المعبرة عن إيديولوجية التنظيم باللغة الإنجليزية عن نظرة التنظيم المستقطبة حول النزاع بين المؤمنين والمرتدّين. فالتنظيم يرى المعركة بين الإيمان والكفر على أنّه الاختبار الذي يحدد إن كان الشخص يتمتع بالعقيدة الإسلامية، حسب تعبيره. ويحرم التنظيم بعناد أيّ فرصة للتعايش السلمي مع الناس الذين لديهم معتقدات مختلفة.
وفي العدد الرابع من مجلة دابق، ركّز التنظيم على الأقلية الإيزيدية، وخلص إلى أنّه يجوز استعباد نسائهم وتطبيق نظرة التنظيم في التعامل مع المشركين على الإيزيديين.
وفيما يدّعي التنظيم بالدفاع عن أراضيه، أورد تقرير لجهاز الاستخبارات الهولندية أن مفهوم التنظيم للدفاع يشمل مهاجمة السوريين والعراقيين الذين لا يشاركون التنظيم معتقداته، أو قتلهم أو اغتصابهم أو استعبادهم، أو مهاجمة أولئك الذين يقاومون بطريقة ما. كما خلص إلى أنّ أي شخص يسافر للالتحاق بما يُعرف بداعش يُفترَض أنه يعلم تماما بأنّه يختار الانضمام إلى جماعة إرهابية تعتبر كلّ الخارجين عنها كفارا وتلجأ إلى استخدام العنف المفرط بشكل يومي.
جرائم حرب
منذ أن أخذ التنظيم العالم على حين غرة في صيف 2014، لم يكفّ بلا شكّ عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأعمال التطهير العرقي. فقد أفادت الأمم المتحدة في مارس 2015 أن الأدلة تشير بقوة إلى أن تنظيم داعش ارتكب قائمة طويلة من جرائم الحرب. وبعد خمسة أشهر، أي في أغسطس 2015، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا جديدا خلصت فيه بشكل قاطع إلى أن، في الواقع، قد ارتكب جرائم حرب.
في 3 فبراير 2016، أصدر البرلمان الأوروبي قرارا بالإجماع يُعدّ اعترافا بأنّ القتل المنظّم واضطهاد الأقليات الدينية اللذين يعتمدهما تنظيم داعش في الشرق الأوسط إنّما هما إبادة جماعية.
كما خلصت تحقيقات أخرى إلى نتائج مماثلة لكنّها كانت أقل حسما. فوفقا لتقرير مشترك صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وعن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يبدو أن استهداف التنظيم للجماعات العرقية والدينية يشكّل جزءا من سياسة متعمّدة وممنهجة تهدف إلى قمع هذه الجماعات أو تطهيرها أو طردها بشكل دائم، أو في بعض الحالات تدمير هذه الجماعات في المناطق التي يسيطر عليها.
«داعش يرتكب الإبادة الجماعية بحقّ المسيحيين والإيزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية التي لا تتفق مع ما يعرف بمفهوم تنظيم داعش عن الإسلام»
البرلمان الأوروبي
تعريف الإبادة الجماعية
هي نيّة بالتدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية.
جرائم داعشية
- القتل والإعدام دون أيّ محاكمة عادلة
- التعذيب
- خطف الرهائن
- الاغتصاب
- ممارسة العنف الجنسي
- تجنيد الأطفال
- استخدام الأطفال في الأعمال العدائية
- الهجوم على الأهداف المحميّة