الرأي

للشباب فقط!

تفاعل

خلال العقدين إلى الثلاثة عقود الماضية ترسخت ثقافة المهرجانات الثقافية والوطنية في ملامح وتفاصيل مختلف مناطق المملكة. إذ تعد إحدى وسائل الجذب السياحي والتعريفي للمنطقة التي تحتضنها ووسيلة رائدة في إنعاش الاقتصاد وتدعيم عجلة التنمية. كل هذه الجهود محل تقدير واعتزاز وإن كنا دائما نطالب بالأفضل لأن وطننا يستحق منا الأفضل. ما تشكو منه بعض هذه المهرجانات تخصيصها للعائلات فقط، ومنع دخول الشباب بحجة أن أقلية - هداهم الله - يتحرشون ويزعجون الأسر والزائرين فيتم تعميم خطأ أقلية ويمنع بذلك الأغلبية، ولو قامت الجهات الأخرى بنفس هذا النهج لمنعت إدارة المرور على سبيل المثال قيادة الشباب للسيارة لأن بعضهم يمارسون التفحيط بينما الإجراء السليم والمتبع أن يعاقب المخطئ كما قال الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. الكل يدعو إلى معاقبة أي شاب مخطئ يعكر صفو الزائرين لهذه المهرجانات لكن من الإجحاف أن يمنع كل الشباب بسبب خطأ أقلية.

الإشكالية ليست إشكالية منع فحسب، الإشكالية أبعد من ذلك! عندما لا تخصص في هذه المهرجانات ما يتناسب مع الشباب فإنك بذلك توجههم توجيها غير مباشر للمقاهي والاستراحات وما ينخرط تحتها من سلوكيات خاطئة في ظل غياب وسائل التسلية التي تحتضنهم في مرحلة أكثر ما نحتاج فيها إلى احتواء الشباب وتوجيههم التوجيه السليم. الشباب بحاجة ماسة إلى إبراز إبداعاتهم بإقامة مناسبات في الكثير من المجالات التي تميزوا فيها على المستويين الإقليمي والدولي مثل الستاند أب كوميدي والفن التشكيلي والتصوير الضوئي وإقامة الدورات والمنتديات التي تجذبهم مثل ريادة الأعمال وما يساهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم في العديد من النشاطات المميزة والرائدة.

عنوان المقال كان للشباب فقط! وهو في الحقيقة رسالة لكل الجهات الحكومية والخاصة التي تعنى بالشباب لإحداث ما يجذبهم وينمي قدراتهم ومهاراتهم في هذه المهرجانات ويعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم، فهم شباب اليوم ورجال وقادة المستقبل وغد هذا الوطن المشرق.