إلى أين يذهب تعليمنا يا وزيرنا
الثلاثاء / 13 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:15 - الثلاثاء 22 مارس 2016 21:15
طالعنا في جريدة الحياة الأحد 20 مارس مقالا (متعوب عليه)، بقلم معالي وزير التعليم أحمد العيسى؛ مقال سيعتبره الكثير منا رؤية ونهجا لما يسعى إليه الوزير في سبيل ضبط عجلة التعليم المهتزة المتصلبة، وقيادتها بحرص إلى محطات تميز كانت متأملة من قبل وزراء سبقوه، قبل أن يتوقفوا جميعا محبطين عند مطبات وحفر عنيفة عطلت قراراتهم بالظروف المحيطة، والأيدلوجية المحنطة، وزملاء العمل المشتتين المنشغلين بالعمل على أجندات مختلفة، وربما أن الخبرة والوقت والحظ لم يحالف بعضهم لإنجاز ذلك.
وحقيقة أني عندما أرى مقالا أو تغريدة لأحد الوزراء، أستشعر حكة تنتابني في (فص المهاد التحتاني) من الدماغ، وقد يدفعني ذلك للعطاس، (رحمكم الله جميعا وأصلح بالكم).
لا أدري، ولكنها حساسية تنبئني بضبابية ما سيكون؛ وكم أتمنى لو يترك الوزراء مهمة الكتابة، والتنظير لمن يقبضون مرتبات عالية للقيام بتلك الأعمال النظرية (الناطقون الرسميون)، للوزارات، وأن يتفرغ الوزراء لوضع الخطط وتحديد مسارات القيادة والإدارة العملية المهنية العملية الصارمة الصامتة، والتي تحيل الأقوال إلى أفعال ملموسة، أكثر من انتهاج إنتاج مرطبات معطرة للجو، تشرح المصاعب، وتطمئن الناس لفترات غفلة!.
الناطق الرسمي، وفي حالة عدم التزامه بالتنفيذ يسهل تمرير حديثه بهوجة عصبية في مواقع التواصل، لا تلبث أن يتم طمرها ونسيانها بالكامل على عكس وعود الوزير الذهبية، والتي تقوم قيامة المنتقدين عند تأخر حدوثها، ويصعب تجاوزها إلا بالرحيل!.
ونعود للمقال، والذي وعدنا فيه معاليه بمقال آخر عن التعليم العالي، فنجد أنه قد رصد فيه كل الأهداف النظرية، التي يريد تحقيقها، ولو أن الحلول لم تكن واضحة المعالم، ولكني أزعم أن يكون هذا المقال عناوين مطالب سيسأل معاليه عنها في كل لقاء صحفي مستقبلي، فليساعده الله.
وقد شرح بأغرب صورة النقاط الهامة في تعطيل مسارات التعليم: (لا شك في أن نظامنا التعليمي لا يزال مكبلا بكم هائل من التحوطات والتوجسات المكتوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغير المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والدراية والمعرفة والحكمة، وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي في كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديد، فيحاول أن يمحو كل فكر مبدع، ويسعى إلى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس، ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك). وحقيقة أن هذه الجملة الملغومة المرعبة تختصر كل مناطق التحدي، فكأنه يتكلم عن أعداء في الكيان عظيم شأنهم، صعب تطويعهم، أو على الأقل اتقاء شرورهم.
كما أن المقال كان غامضا في أهم صورتين:
1. أسس التغيير المفترضة في المناهج، حيث لم يظهرها المقال بوضوح، ولا بخطوات معلومة، ولم تكن لها جداول زمنية.
2. عملية تغيير فكر القائمين على التدريس والتربية وهي من أخطر الخطوات، لم يتم توضيحها، ولو أن معاليه امتدح الأمر بأننا: (نمتلك الآن قيادات تربوية تعليمية)، مما يزيد الأمر حيرة في نظر المتابع.
عليه فنتمنى لمعاليه التوفيق، ونتمنى له مزيدا من الرسوخ والتوضيح لتفاصيل تحديد أهداف التغيير، وخطوات تنفيذها الزمنية والعملية.
كما نتمنى أن يوفقه الله بإيجاد مؤازرين يعملون معه بإخلاص وصمت وأمانة، حتى يتحقق المراد، دون الحاجة لمقالات جديدة قد تقع في خانة (يوم لك، ويوم عليك).
shaher.a@makkahnp.com
وحقيقة أني عندما أرى مقالا أو تغريدة لأحد الوزراء، أستشعر حكة تنتابني في (فص المهاد التحتاني) من الدماغ، وقد يدفعني ذلك للعطاس، (رحمكم الله جميعا وأصلح بالكم).
لا أدري، ولكنها حساسية تنبئني بضبابية ما سيكون؛ وكم أتمنى لو يترك الوزراء مهمة الكتابة، والتنظير لمن يقبضون مرتبات عالية للقيام بتلك الأعمال النظرية (الناطقون الرسميون)، للوزارات، وأن يتفرغ الوزراء لوضع الخطط وتحديد مسارات القيادة والإدارة العملية المهنية العملية الصارمة الصامتة، والتي تحيل الأقوال إلى أفعال ملموسة، أكثر من انتهاج إنتاج مرطبات معطرة للجو، تشرح المصاعب، وتطمئن الناس لفترات غفلة!.
الناطق الرسمي، وفي حالة عدم التزامه بالتنفيذ يسهل تمرير حديثه بهوجة عصبية في مواقع التواصل، لا تلبث أن يتم طمرها ونسيانها بالكامل على عكس وعود الوزير الذهبية، والتي تقوم قيامة المنتقدين عند تأخر حدوثها، ويصعب تجاوزها إلا بالرحيل!.
ونعود للمقال، والذي وعدنا فيه معاليه بمقال آخر عن التعليم العالي، فنجد أنه قد رصد فيه كل الأهداف النظرية، التي يريد تحقيقها، ولو أن الحلول لم تكن واضحة المعالم، ولكني أزعم أن يكون هذا المقال عناوين مطالب سيسأل معاليه عنها في كل لقاء صحفي مستقبلي، فليساعده الله.
وقد شرح بأغرب صورة النقاط الهامة في تعطيل مسارات التعليم: (لا شك في أن نظامنا التعليمي لا يزال مكبلا بكم هائل من التحوطات والتوجسات المكتوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغير المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والدراية والمعرفة والحكمة، وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي في كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديد، فيحاول أن يمحو كل فكر مبدع، ويسعى إلى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس، ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك). وحقيقة أن هذه الجملة الملغومة المرعبة تختصر كل مناطق التحدي، فكأنه يتكلم عن أعداء في الكيان عظيم شأنهم، صعب تطويعهم، أو على الأقل اتقاء شرورهم.
كما أن المقال كان غامضا في أهم صورتين:
1. أسس التغيير المفترضة في المناهج، حيث لم يظهرها المقال بوضوح، ولا بخطوات معلومة، ولم تكن لها جداول زمنية.
2. عملية تغيير فكر القائمين على التدريس والتربية وهي من أخطر الخطوات، لم يتم توضيحها، ولو أن معاليه امتدح الأمر بأننا: (نمتلك الآن قيادات تربوية تعليمية)، مما يزيد الأمر حيرة في نظر المتابع.
عليه فنتمنى لمعاليه التوفيق، ونتمنى له مزيدا من الرسوخ والتوضيح لتفاصيل تحديد أهداف التغيير، وخطوات تنفيذها الزمنية والعملية.
كما نتمنى أن يوفقه الله بإيجاد مؤازرين يعملون معه بإخلاص وصمت وأمانة، حتى يتحقق المراد، دون الحاجة لمقالات جديدة قد تقع في خانة (يوم لك، ويوم عليك).
shaher.a@makkahnp.com