الرأي

شكسبير غرب الدمام!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الرفاق حائرون بعد أن وصفت قناة العالم الإيرانية عبدالحميد دشتي بأنه جيفارا العرب وأرفقت مع الوصف صورة لجيفارا العرب وهو بجوار قبر السيدة زينب في سوريا، والصورة والتعليق يشكلان لوحة سيريالية يصعب فهمها ولا يعرف لها رأس من قدم. ولحسن حظ الرفاق أن جيفارا مات قبل أن يشاهد مثل هذه الصورة والتعليق وقبل مشاهدة جيفارا العرب ـ حسب رواية العجم ـ الذي يحمل شهادة مزورة، ويساند طاغية مستبدا ويبتهج لقتل الثوار. ربما لو قدّر له أن يعلم بأن دشتي سيلقب باسمه لكفر بالثورات والثوار وقد ينتهي به المطاف مديرا لأحد البنوك في نيويورك معقل الرأسمالية!

والحقيقة أن كذب الشعارات الكُبرى والألقاب ليس أمرا جديدا، الأمر الجديد هو أنها أصبحت مكشوفة ومثيرة للسخرية.

في اليمن يوجد مع الحوثيين مقاتلون يهود يرددون بكل أريحية صرخة الحوثيين التي تنتهي بعبارة «اللعنة على اليهود»، ولا يرون في الأمر أي تناقض لأنهم يعلمون أن الأمر مجرد شعارات لم تسمن أحدا من قبل ولم تغنه من جوع، ولن تفعل ذلك مستقبلا، والكلام سهل ومتاح على قارعة الطريق، والناس تُفشي الألقاب بالمجان على من عَرَفت ومن لم تعرف!

الأمر يبدو مغريا للذين لم يحصلوا بعد على بعض الألقاب والنياشين، أنا أريد أن أخلع على نفسي بعض الألقاب والأوصاف ويجب أن تفعلوا ذلك جميعا، أطلقوا «أحلام الشامسي» التي بداخلكم ولا تقفوا كالأصنام تنتظرون من الآخرين أن يمنحوكم ألقابا، فقد يتأخرون بسبب الزحام وكثرة الطلب!

وعلى أي حال..

ما زالت البشرية تبحث عن قيعان جديدة، وكلما وصلت قاعا أغراها القاع الذي يليه، ويبدو أن الأمر مستمر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا!

algarni.a@makkahnp.com