الوزير ناقدا.. ومنقودا
تقريبا
الاثنين / 12 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:00 - الاثنين 21 مارس 2016 20:00
أعتقد أنه لو عاد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى إلى قراءة مقاله «تعليمنا إلى أين؟» لاكتشف التناقضات التي مرت في المقال الذي تجاوزت كلماته 1500 كلمة عن التعليم العام فقط. وأعتقد أن هذه مشكلة، أن تكتب عن شيء أنت جزء منه، بل ربما أنت كله!
ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الدكتور أحمد العيسى «التعليم»، لكنها الأولى التي ينتقد «التعليم» وهو يتولى «حقيبته»، وقد خلط فيها «النقد» بـ»المدح»، فوقع في تناقضات، حيث امتدح الوزير في بداية المقال كل شيء في التعليم فقال «تحقق الكثير فانتشرت المدارس، وانخفضت الأمية، وتطورت المناهج، وتحسنت البيئة المدرسية، ولدينا قيادات تربوية وإدارية متمكنة، ومعلمون متميزون، وموظفون مثابرون، وبنية تحتية لا بأس بها، وبرنامج طموح للابتعاث الخارجي.. إلى غير ذلك من الإنجازات الظاهرة والخفية»!
ثم تفرغ في بقية المقال لانتقاد كل ذلك بقسوة، فقال معالي الوزير «نظامنا التعليمي لا يزال دون مستوى الطموح والإمكانات، ولا تزال مخرجاته أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل.. ونحتاج أن نعيد صياغة مفهوم المدرسة، ونعيد إلى النظام التعليمي هيبته وانضباطه وجديته. ونحتاج إعادة صياغة للأنظمة والتشريعات والتعليمات المنظمة لقواعده ومفاصله وأجزائه التعليمية والإدارية، فالمنظومة المحيطة بمهنة التعليم تغرق بسلسلة لا تنتهي من الإشكالات».
ثم وصف المنظومة المرتبطة بالمنهج بأنها لا تزال تسير وفق قاعدة «سددوا وقاربوا»، فلا رؤية واضحة، ولا فلسفة متماسكة، ولا أهداف محددة. ثم انتقد طرق التدريس التي لا تزال غارقة في التلقين، وانتقد تدريب المعلمين، ووصف مراكز التدريب في إدارات التعليم بمتواضعة الإمكانات وقليلة الخبرات، ثم جاء على البيئة المدرسية التي وصفها بضعيفة التكوين، قليلة التأثير في سلوكات الطلاب ومواقفهم، فلا تزال أكثر من 25% من مدارسنا في مبان مستأجرة، أو في مبان متواضعة الإمكانات، ولا تزال منظومة الخدمات من نقل وتغذية وصيانة ونظافة ومتطلبات الأمن والسلامة بعيدة كل البعد من الحد الأدنى المقبول في بلد غني وقادر، كما يقول الوزير!
ليتك يا معالي الوزير حذفت الجزء الأول من المقال!
(بين قوسين)
بما أن الدكتور أحمد العيسى «ناقد» قبل أن يكون «وزيرا»، فصدره واسع لتقبل النقد، لأنه يريد «إصلاح التعليم في السعودية».
ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الدكتور أحمد العيسى «التعليم»، لكنها الأولى التي ينتقد «التعليم» وهو يتولى «حقيبته»، وقد خلط فيها «النقد» بـ»المدح»، فوقع في تناقضات، حيث امتدح الوزير في بداية المقال كل شيء في التعليم فقال «تحقق الكثير فانتشرت المدارس، وانخفضت الأمية، وتطورت المناهج، وتحسنت البيئة المدرسية، ولدينا قيادات تربوية وإدارية متمكنة، ومعلمون متميزون، وموظفون مثابرون، وبنية تحتية لا بأس بها، وبرنامج طموح للابتعاث الخارجي.. إلى غير ذلك من الإنجازات الظاهرة والخفية»!
ثم تفرغ في بقية المقال لانتقاد كل ذلك بقسوة، فقال معالي الوزير «نظامنا التعليمي لا يزال دون مستوى الطموح والإمكانات، ولا تزال مخرجاته أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل.. ونحتاج أن نعيد صياغة مفهوم المدرسة، ونعيد إلى النظام التعليمي هيبته وانضباطه وجديته. ونحتاج إعادة صياغة للأنظمة والتشريعات والتعليمات المنظمة لقواعده ومفاصله وأجزائه التعليمية والإدارية، فالمنظومة المحيطة بمهنة التعليم تغرق بسلسلة لا تنتهي من الإشكالات».
ثم وصف المنظومة المرتبطة بالمنهج بأنها لا تزال تسير وفق قاعدة «سددوا وقاربوا»، فلا رؤية واضحة، ولا فلسفة متماسكة، ولا أهداف محددة. ثم انتقد طرق التدريس التي لا تزال غارقة في التلقين، وانتقد تدريب المعلمين، ووصف مراكز التدريب في إدارات التعليم بمتواضعة الإمكانات وقليلة الخبرات، ثم جاء على البيئة المدرسية التي وصفها بضعيفة التكوين، قليلة التأثير في سلوكات الطلاب ومواقفهم، فلا تزال أكثر من 25% من مدارسنا في مبان مستأجرة، أو في مبان متواضعة الإمكانات، ولا تزال منظومة الخدمات من نقل وتغذية وصيانة ونظافة ومتطلبات الأمن والسلامة بعيدة كل البعد من الحد الأدنى المقبول في بلد غني وقادر، كما يقول الوزير!
ليتك يا معالي الوزير حذفت الجزء الأول من المقال!
(بين قوسين)
بما أن الدكتور أحمد العيسى «ناقد» قبل أن يكون «وزيرا»، فصدره واسع لتقبل النقد، لأنه يريد «إصلاح التعليم في السعودية».