الرأي

رعد الشمال.. والتضامن العربي الإسلامي

u0641u0627u062au0646 u0645u062du0645u062f u062du0633u064au0646
منذ مطلع العام الميلادي الحالي 2016 شهد وطن الحزم والعزم حراكا سياسيا غير مسبوق، وحضورا لرؤساء دول عربية وإسلامية يحملون حقائب وملفات بل خططا واستراتيجيات سياسية وعسكرية إيمانا منهم بأن هذه الدولة لها من المكانة ما يؤهلها لرفع لواء القيادة والتغيير للموازنات الإقليمية والدولية، وفي مواجهة الأخطار والتحديات العالمية المحدقة ومنها الإرهاب الدولي والتدخل في شؤون الدول العربية في اليمن وسوريا والعراق.

وها هو الحلم العربي الإسلامي يصبح حقيقة بالوحدة والتضامن ونبذ الخلافات ورفع راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في أضخم تدريبات عسكرية وأكبر تجمع عسكري على مستوى الشرق الأوسط - بعد عاصفة الصحراء عام 1991م - نفذتها 20 دولة عربية وإسلامية تحت هدف واحد وقيادة موحدة. مصداقا لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ..) (الأنفال الأية 60).

نعم لقد برهنت (رعد الشمال) أنها تحمل الكثير من المضامين العسكرية والسياسية والأمنية بأن هذه الأمة بتكاتفها وتعاضدها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر البدن.. وأن لديها قدرات قتالية وكفاءة عالية لصد أي عدوان عليها؛ فعدوان على دولة واحدة يعني عدوانا على الكل مما يستدعي هبة رجل واحد.

لقد أعادت رعد الشمال للمسلمين عزهم وكرامتهم بعد عقود وسنين عجاف من الإحباط والانكسار وأكذوبة وسمنا بها أعداؤنا وكبلونا بقيودها بأننا شعوب التقهقر والعجز والتخلف.. فسرى هذا الوهم في نفوسنا وصدقنا الأكذوبة وتخاذلنا عن مجابهة الباطل... ولكن لقد آن الأوان أن ننفض غبار الذل والوهم والتخاذل وأن نسعى لانتفاضة تعيد لنا عزنا مجدنا وكرامتنا في مواجهة الأعداء..

نعم هكذا أرادها سلمان حين أعلن عن تشكيل أكبر تحالف عربي وإسلامي وأشار بيده الكريمة لانطلاقة المناورات العسكرية بكل أنواع العدة والعتاد العسكري: الطائرات الحربية الحديثة، وراجمات الصواريخ، والمدرعات والمدفعيات.. فكانت أشبه ما تكون بحرب حقيقية اشتعلت فيها النيران برا وبحرا وجوا.. في إظهار للقوة القتالية التي يملكها هذا التجمع العسكري الفذ.

نعم إنه سلمان الحزم والعزم الذي وحد كلمة المسلمين في رسالة رمزية جعلت العالم يترقب بحذر؛ فالأعداء تضع يديها على قلبها حيث التاريخ علمها أن قوة المسلمين والعرب تكمن في اتحادهم. والأصدقاء تنبض قلوبهم فرحا وطربا وترتسم ابتسامة النصر على وجوههم.

ومن المفارقات الجميلة أن يكون التجمع في شمال المملكة هو نفس تجمع قوات المسلمين في معاركهم ضد الفرس.. فهذه القوات - رغم أنها ليست للحرب على أي دولة - ولكنها رسالة لنصرة دين الله، فما يبطنه المجوس من حقد على الإسلام والمسلمين لم يعد خافيا حتى على عمي القلوب. فكان لهذه اللحمة والتجانس والانسجام العسكري والسياسي العربي والإسلامي دلالة على التكاتف والتعاضد مما يجعل أحفاد (يزدجرد) يفكرون ألف مرة قبل القيام بأي مغامرة رعناء تكون خسارتها كخسارة جيش (رستم) في معركة (القادسية) التي انتصر فيها الإسلام بقيادة البطل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

بل إن استمرار هذه الوحدة ودعمها بكل أنواع القوة يجعلان الكيان الصهيوني الغاصب، والجاثم على أرض فلسطين - ولعقود من الزمن ويمارس عليها أقسى أنواع البطش والظلم - يدرك أن معركة (حطين) بنسختها الثانية قد تكون قاب قوسين أو أدنى.. نعم إنها القوة التي ترعب الأعداء وتردعهم عن طغيانهم..

وقد كان من ثمار رعد الشمال الانسحاب التدريجي المرحلي للقوات الروسية من سوريا، فقد فضل (بوتين) حفظ ماء الوجه وإعلان الانسحاب حتى لا تغرق روسيا في مستنقع الحرب.. وفضل طرق باب السياسة وتشجيع المعارضة لمفاوضات جنيف. بل لقد حدث تراجع في العمليات القتالية السورية واقتصرت على محاربة داعش وجبهة النصرة.

كما كان من ثمار (رعد الشمال) على المستوى السياسي إعلان جامعة الدول العربية (حزب الشيطان) بأنه حزب إرهابي نظرا لتنفيذه مخططات المجوس الإجرامية في لبنان..