الرأي

لماذا تفشل عادة حملات المقاطعة؟

بعد مقتل محمد الدرة، رحمه الله، سنة 2000م انتشرت مشاعر سلبية وعدوانية تجاه إسرائيل وداعمتها أمريكا، حول البعض هذه المشاعر إلى مقاطعة لشركة البيبسي.

أذكر أني ركبت مع مجموعة في سيارة، واشترى الصديق (1) علبة بيبسي وانتقده الصديق (2) كيف يشتري البيبسي؟ كيف يخذل إخوانه الفلسطينيين؟ أين التضامن مع المستضعفين ضد المعتدين؟

بعد مضي ساعة في الطريق، أخبرنا الصديق (2) أنه ينوي شراء سيارة فورد. فقال له الصديق (1) تنكر علي أن أشتري علبة واحدة وأنت تنوي أن تشتري سيارة أمريكية بقيمة 70 ألف علبة بيبسي!

الاعتباطية في اختيار نوعية المقاطعة وتصور أنه من السهل أن يقاطع الناس منتجا ما، أكبر وهمين لدى أصحاب حملات المقاطعة، لذلك نرى فشل حملات المقاطعة المحلية وإلغاء متابعة المشاهير.

أخطأ مشهور في تغريدة لماذا ألغي متابعته؟ صحيفة دنماركية نشرت صورا مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، لماذا أقاطع شركات الأجبان الدنماركية؟

لنتصور لو أن كل سعودي في خارج المملكة أخطأ وشنت حملات لمقاطعة السعوديين، أي جحيم ستكون حياتنا؟ سيتضرر من خيار المقاطعة جميع الأطراف، سواء من له علاقة بالقضية ومن لا علاقة له بها من قريب أو بعيد، لذلك خيار المقاطعة خيار معقد وخطير وقد يكون ظالما.

هل هذا يعني أن شركة ما تسيء التعامل مع العملاء تترك من دون أن تعاقب؟ لا، يجب أن تعاقب بطريقة نظامية وليس عبر حملة شعبية لا يدرى من يقف وراءها.

تلاعب سوبر ماركت بتواريخ انتهاء المنتجات، يفترض أن يعاقب بطريقة نظامية عبر تقديم شكوى لدى الجهة المسؤولة وليس عبر حملة مقاطعة شعبية في وسائل التواصل الاجتماعي.