الرأي

معيض هو الحل يا معالي الوزير!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
يقول الزميل وزير التعليم في مقال نشر له في صحيفة الحياة إن تأهيل المعلم قد يحتاج لخمسمائة عام. والحقيقة أن الرقم وإن بدا مبالغا فيه في نظر البعض إلا أن خمسة قرون ليست شيئا في عمر البشرية، والمهم أن يتحقق الهدف في النهاية.

وكنت أود الاستطراد في الحديث عن هذا الموضوع إلا أني بعد مشاهدة مقطع مصور لرجل يؤدب بعض أقاربه الصغار الذين كانوا يسجلون مقطعا في «قناتهم» على اليوتيوب، قررت ترك التنظير الذي كنت سأقوله حول الخمسمائة عام، فقد اقتنعت أن الحل الوحيد المتاح لتقليص هذه المدة هو معيض»!

لدي أبناء يعدون على أصابع يد واحدة ومع هذا فإني أصل أحيانا إلى مرحلة التفكير في الهجرة حين أتعرض لإزعاجهم أو الاستماع لرغباتهم المختلفة والمتناقضة، ولكني حين أفكر في «المعلم» الذي يفترض أن يتحمل أربعين طفلا من «عيال الناس» ويلبي رغباتهم ويستمع لهم ويتقبل تصرفاتهم ويسمح لهم بأن «يضربوه» إن لزم الأمر، حين أفكر في كل ذلك أتراجع عن فكرة الهجرة موقتا حتى يحين موعد إزعاج آخر.

وفي الغالب فإن أبنائي لا يشتكون لي من المدرسة ولا من المدرسين لأنهم يعلمون أني سأقول إن «المدرّس» على حق مهما فعل، فإذا كنت أنا أفكر في الهجرة فإنه يفترض أن يفكر في الانتحار!

ومع كل هذا فإن المعلم في نظر الوزارة والوزير والطلاب وأولياء أمورهم هو المسؤول وحده عن فشل المنظومة التعليمية، والكل يحسده على أوقات دوامه وعلى إجازاته. وجرت العادة في الآونة الأخيرة أن الوزراء قبل أن يستوزروا يتكلمون عن معاناة المعلم كثيرا وبعد أن يستوزروا ينسون كل ذلك ويبدؤون في إجراء التجارب التي تتوقف غالبا قبل أن تنتهي!

وعلى أي حال..

للحديث بقية، ربما سأكملها بعد أن أصبح وزيرا وأحمل المعلم فشل نظرياتي التعليمية!