المعسكر الرمادي
تفاعل
الاحد / 11 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:30 - الاحد 20 مارس 2016 21:30
منذ أن يولد الإنسان لدينا تبدأ العيون الكشافة بالتقصي عن خلفيته الوراثية وتوجهات والديه الفكرية حتى يقيم هذا المولود ويجهز له تصنيف معين ويترك هذا التصنيف في أدراج غابرة حتى يأتي اليوم الأسود ويفتح هذا الدرج ليوصم هذا الإنسان بأحد المسميات الشائعة.
يكبر هذا المولود ويقطع مرحلة الطفولة ليصل مرحلة الشباب ويجد نفسه في صحراء واسعة، داخل هذه الصحراء معسكران متعاديان، أحدهما يرفع الراية «السوداء» والآخر قد رفع الراية «البيضاء»، ويكتشف بأنه لا بد أن ينضم لأحدهما وإن لم يفعل فسيصنفه المعسكر الأول بأنه زنديق ليبرالي متعلمن، ويصنفه الآخر بأنه داعشي غال متشدد.
يحتار هذا الشاب كونه لا يرى في هذين المعسكرين أي صفة من صفات «الصدق» والصفاء، فأحدهما يظن بأنه يحمل في جيبه «مفاتيح» الجنة والنار ليدخل من تبعه في جنته ومن خالفه في ناره!
والآخر يردد عبارات الحرية والمساواة ظنا بأنه ممثل لليبرالية، وفي أول اختبار حقيقي في مبادئ الحرية تجده أول الراسبين، لتتيقن بأنه في واد والليبرالية الأصيلة في واد آخر!
يستمر صديقنا الشاب في ركضه بعيدا عن هذين المعسكرين باحثا عن معسكر ثالث يرفع الراية «الرمادية»، لينتهي به المطاف وحيدا متهالكا يواجه الإثنين بلا قوة ولا سند حتى تنتهي حياته وقد كتب وصيته قائلا: يا قوم، خذوا مناهجكم من أصولها، فلا يوجد ممثل لتلك المناهج إلا ما كتب في بطون كتبها، فلا تحملوا أقاويل «فلان وعلان» على صفاء مناهجكم، فهم يتحدثون «بألسنتهم» لا بألسنتها!
يكبر هذا المولود ويقطع مرحلة الطفولة ليصل مرحلة الشباب ويجد نفسه في صحراء واسعة، داخل هذه الصحراء معسكران متعاديان، أحدهما يرفع الراية «السوداء» والآخر قد رفع الراية «البيضاء»، ويكتشف بأنه لا بد أن ينضم لأحدهما وإن لم يفعل فسيصنفه المعسكر الأول بأنه زنديق ليبرالي متعلمن، ويصنفه الآخر بأنه داعشي غال متشدد.
يحتار هذا الشاب كونه لا يرى في هذين المعسكرين أي صفة من صفات «الصدق» والصفاء، فأحدهما يظن بأنه يحمل في جيبه «مفاتيح» الجنة والنار ليدخل من تبعه في جنته ومن خالفه في ناره!
والآخر يردد عبارات الحرية والمساواة ظنا بأنه ممثل لليبرالية، وفي أول اختبار حقيقي في مبادئ الحرية تجده أول الراسبين، لتتيقن بأنه في واد والليبرالية الأصيلة في واد آخر!
يستمر صديقنا الشاب في ركضه بعيدا عن هذين المعسكرين باحثا عن معسكر ثالث يرفع الراية «الرمادية»، لينتهي به المطاف وحيدا متهالكا يواجه الإثنين بلا قوة ولا سند حتى تنتهي حياته وقد كتب وصيته قائلا: يا قوم، خذوا مناهجكم من أصولها، فلا يوجد ممثل لتلك المناهج إلا ما كتب في بطون كتبها، فلا تحملوا أقاويل «فلان وعلان» على صفاء مناهجكم، فهم يتحدثون «بألسنتهم» لا بألسنتها!