تخيل!
السبت / 10 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 23:30 - السبت 19 مارس 2016 23:30
«إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم» هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. «وأمران يرفعان شأن المؤمن: التواضع وقضاء حوائج الناس». وهذا قول لخليفة رسول الله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
إذا تحدثنا عن إدخال سرور أو قضاء حوائج الناس، فمن أولى بذلك ممن؟ زوج يفعل كل ما يستطيع لأجل زوجته يدخل على قلبها السرور ويكفيها كل ما تريد حسب مقدرته؟ زوجة تفعل كل ما تستطيع لإدخال السرور على قلب زوجها وتحقق له مطالب تستطيعها؟ أب و أم وأبناء؟ جار ومدير مدرسة ومنشأة للعمل؟ موظف يقدم ذلك بطيب نفس لمن يعمل من أجلهم؟ مسؤول كبير في الدولة ورئيس دولة؟
كلامي مكرور لا يأتي بجديد وتعبنا وتعبتم من كتابته وقراءته وقوله وسماعه. ما الجديد إذن؟
أعرف أن هناك هرما يبدأ بشخص مسؤول في منشأة ما عليك التواصل معه أولا وعدم تجاوزه وإلا فلن يُنظر في طلبك. ولكن ألا ترى معي أننا في وقت لم يعد لدينا من الصبر ما يجعلنا ننتظر بيروقراطية هذه الإجراءات؟ قد تقول إن هناك وسائل حديثة للاتصال الاجتماعي نتواصل من خلالها بأي مسؤول. هل جربت ذلك ووجدتها أجدى نفعا؟ لا أدري ولكن لماذا لا نحاول أن نقتل هذه الإجراءات الطويلة البطيئة فيكون هناك لدى كل مسؤول ومسؤول أكبر منه وأكبر إلى أكبر مسؤول، لماذا لا يكون لديه قناة مباشرة شديدة السرية والفاعلية يتلقى من خلالها كل ما يريده الآخر؟ وبهذه القناة أعني أية وسيلة تصله من خلالها طلبات وشكوى واقتراحات الآخر ولا يمر كل ذلك بغيره إنما به هو فقط.
تويتر أو الفيس بوك أو سواهما لن تفي بذلك. يمكن تجاهلها رغم سطوتها إلا أن أي مسؤول يستطيع تجاهل ما فيها.
تخيل أنه يمكنك التحدث مباشرة مع وزير العدل مثلا لتخبره أنه تم تأجيل النظر في قضيتك للسنة الثامنة ولا تعرف السبب. أو أنك تستطيع الحديث مباشرة مع وزير الصحة لتخبره أن موعدك مع طبيبك الذي تحتاج أن يراك قبل أن تتفاقم حالتك، أنك لا تستطيع الحصول على الموعد قبل ستة أشهر. وأن الشركة التي من المفترض أن المستشفى يشتري منها الدواء لجودة تحضيرها له تستبدل بشركة أخرى تحضر الدواء بأرخص الأسعار وأسوأ المواصفات. تخيل وتخيل وتخيل ولا تفقد الأمل مثلي ولا تشعر بالملل مثلي. نعم تخيل أنك تستطيع التحدث مباشرة وبسرعة مع وزير التجارة مثلا لتخبره بما تفعله بسيارتك قطع الغيار المقلدة والتي تباع لك على أنها سليمة تماما ومطابقة لكل المواصفات.
أعلم أن هناك الكثير والكثير مما يمكن أن تتخيل أنك تقوله مباشرة لأي مسؤول ولكل مسؤول وأنك تحلم مثلي بأن لا يكون الحلم حلما ولا الوجع وجعا وإنما... «تسأل عن الحال؟ هذا هو الحال».
mona.s@makkahnp.com
إذا تحدثنا عن إدخال سرور أو قضاء حوائج الناس، فمن أولى بذلك ممن؟ زوج يفعل كل ما يستطيع لأجل زوجته يدخل على قلبها السرور ويكفيها كل ما تريد حسب مقدرته؟ زوجة تفعل كل ما تستطيع لإدخال السرور على قلب زوجها وتحقق له مطالب تستطيعها؟ أب و أم وأبناء؟ جار ومدير مدرسة ومنشأة للعمل؟ موظف يقدم ذلك بطيب نفس لمن يعمل من أجلهم؟ مسؤول كبير في الدولة ورئيس دولة؟
كلامي مكرور لا يأتي بجديد وتعبنا وتعبتم من كتابته وقراءته وقوله وسماعه. ما الجديد إذن؟
أعرف أن هناك هرما يبدأ بشخص مسؤول في منشأة ما عليك التواصل معه أولا وعدم تجاوزه وإلا فلن يُنظر في طلبك. ولكن ألا ترى معي أننا في وقت لم يعد لدينا من الصبر ما يجعلنا ننتظر بيروقراطية هذه الإجراءات؟ قد تقول إن هناك وسائل حديثة للاتصال الاجتماعي نتواصل من خلالها بأي مسؤول. هل جربت ذلك ووجدتها أجدى نفعا؟ لا أدري ولكن لماذا لا نحاول أن نقتل هذه الإجراءات الطويلة البطيئة فيكون هناك لدى كل مسؤول ومسؤول أكبر منه وأكبر إلى أكبر مسؤول، لماذا لا يكون لديه قناة مباشرة شديدة السرية والفاعلية يتلقى من خلالها كل ما يريده الآخر؟ وبهذه القناة أعني أية وسيلة تصله من خلالها طلبات وشكوى واقتراحات الآخر ولا يمر كل ذلك بغيره إنما به هو فقط.
تويتر أو الفيس بوك أو سواهما لن تفي بذلك. يمكن تجاهلها رغم سطوتها إلا أن أي مسؤول يستطيع تجاهل ما فيها.
تخيل أنه يمكنك التحدث مباشرة مع وزير العدل مثلا لتخبره أنه تم تأجيل النظر في قضيتك للسنة الثامنة ولا تعرف السبب. أو أنك تستطيع الحديث مباشرة مع وزير الصحة لتخبره أن موعدك مع طبيبك الذي تحتاج أن يراك قبل أن تتفاقم حالتك، أنك لا تستطيع الحصول على الموعد قبل ستة أشهر. وأن الشركة التي من المفترض أن المستشفى يشتري منها الدواء لجودة تحضيرها له تستبدل بشركة أخرى تحضر الدواء بأرخص الأسعار وأسوأ المواصفات. تخيل وتخيل وتخيل ولا تفقد الأمل مثلي ولا تشعر بالملل مثلي. نعم تخيل أنك تستطيع التحدث مباشرة وبسرعة مع وزير التجارة مثلا لتخبره بما تفعله بسيارتك قطع الغيار المقلدة والتي تباع لك على أنها سليمة تماما ومطابقة لكل المواصفات.
أعلم أن هناك الكثير والكثير مما يمكن أن تتخيل أنك تقوله مباشرة لأي مسؤول ولكل مسؤول وأنك تحلم مثلي بأن لا يكون الحلم حلما ولا الوجع وجعا وإنما... «تسأل عن الحال؟ هذا هو الحال».
mona.s@makkahnp.com