هذه الشجرة
السبت / 10 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 23:30 - السبت 19 مارس 2016 23:30
تعتبر الأشجار من الكائنات المهمة في حياة المدن والناس، ولا غرابة إن كانت في أهمية كبار شخصياتها أو أكثر أهمية بمفهوم التمييز في المكانة والأولوية. لقد كرم الله سبحانه وتعالى هذا المخلوق في سورة الأعراف من الآية 19 حتى 22 في قصة سيدنا آدم في قوله تعالى: (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة)، حيث تكرر ذكر الشجرة أربع مرات، كما ذكرت الشجرة في القرآن في مواضع عدة منها سورة البقرة في الآية 35 في قوله تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة)، وهذه القصة الخالدة في الأديان الكتابية وردت في العهد القديم «الإصحاح الثالث. سفر التكوين».
ومن جميل ما قرأت أخيرا كتاب للعقاد يرحمه الله بعنوان «هذه الشجرة» والذي أرادت إحدى الجامعات الأمريكية ترجمته وقد أدركت أهميته ولكن توقف المشروع بسبب أنهم لم يتلقوا جوابا على مراسلاتهم واتصالاتهم التي قاموا بها يستأذنون الورثة من أهل العقاد والمسؤولين في الوزارات المعنية.
وتتباهى المدن بأشجارها وأزهارها وتتخذ منها شعارات ورموزا في راياتها وأدلتها السياحية، ولا نعجب أن توجد في كل ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية النبتة أو الزهرة الوطنية التي تحمل دلالة على طبيعة أرض الولاية ومناخها.
والغريب أننا استيقظنا يوما من أواخر أكتوبر في العام الماضي 2015 على إزالة أكثر من خمسين شجرة من أشجار حي الروضة! ولم أقرأ بيانا يبرر هذا من مقام الأمانة الموقرة وهي التي استبشرنا باهتمامها بالحدائق العامة وبمشاريع التشجير في الأحياء.
كان صباحا مؤلما عبر فيه البعض من الغيورين في جدة عن استغرابهم لهذا التصرف الذي يعكس سلوكا غريبا، فكم رأينا متاحف ومعارض فضلا عن الحدائق الخاصة التي تتولاها البلديات وتحافظ عليها، ومن أمثال ذلك حديقة الساكورا في طوكيو والتيفولي في باريس وروما وحديقة الورود فيبورتلاند وسنغافورة، وكان من عوامل تقييم مطار سنغافورة الذي حصل على المركز الأول عالميا هو عدد النباتات الطبيعية من أشجار ونخيل وزهور مغروسة في صالاته.
والجميل أن أمير عسير في الثمانينات الميلادية وهو أمير منطقة مكة المكرمة اليوم قد أصدر قانونا يسجن ويغرم بموجبه من تسبب في قطع شجرة في أبها، وكنت يومها منتدبا للعمل مع زميلي الذي كان عائدا من المطار ذات مساء وخرجت سيارته عن مسارها بسبب عطل الكوابح فارتطم بشجرة وكسرها وكاد يقضي فترة انتدابه شهرا في التوقيف لولا لطف الله به، حيث اكتفى المحقق بالغرامة بعد أن تبينت براءته، وأذكر أن راكبا التقيت به في مطار فرانكفورت في طريق عودتنا إلى جدة كان ساخطا على بلدية فرانكفورت التي أنذرته بالحبس لأن الجيران لاحظوا محاولته إزالة شجرة في فناء بيته الجديد أراد أن يجهز مكانها موقفا لسيارته.
أشكر أمانة جدة على حرصها في إقامة حدائق الأحياء فهذا جل التمدن والاهتمام ونرجو منها أن تعوضنا فيما خسرته جدة من أشجار، كما نرجو أن يعود اهتمامها ثانية بمشروعها الحضاري الرائع «حديقة كل أسبوع»، ونذكر أن كثيرا من أشجار ونخيل المنطقة التاريخية قد جفت وماتت ومنها ما يتجاوز عمره عشرات السنوات.
فالشجرة رمز الجمال والبهجة وهي سبب الظل والهواء العليل ومصدر الأكسجين في الجو ومانع رئيس للتلوث، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».
والشجر أحد مكونات الكساء والغذاء في الأرض، وقد قال سبحانه: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون). 68 النحل.
وتعتبر شجرة وادي السيل وتسمى (الإبراءة) من أضخم الأشجار في المملكة وهي أكبر شجرة معمرة في الحجاز بحوية نمار في تهامة هذيل، وكان يعقد تحتها مجلس التحاكم بين القبائل ويبلغ محيط جذعها 12 مترا وارتفاعها يزيد على ثلاثين مترا حسبما ورد في «كتاب النبات في جبال السراة» الجزء الأول ص 188 وتسمى هذه الجميزة الضخمة بملكة الأشجار.
ومن أبهج الاحتفاليات التي تقيمها الجامعات والمدارس في بعض المجتمعات أن يغرس الخريجون كل عام شجرة قبل توديع مكان دراستهم تحمل ذكراهم وتاريخ دفعتهم مشاركة منهم لمدينتهم بل تحية مباركة منهم لكوكب الأرض.
ومن جميل ما قرأت أخيرا كتاب للعقاد يرحمه الله بعنوان «هذه الشجرة» والذي أرادت إحدى الجامعات الأمريكية ترجمته وقد أدركت أهميته ولكن توقف المشروع بسبب أنهم لم يتلقوا جوابا على مراسلاتهم واتصالاتهم التي قاموا بها يستأذنون الورثة من أهل العقاد والمسؤولين في الوزارات المعنية.
وتتباهى المدن بأشجارها وأزهارها وتتخذ منها شعارات ورموزا في راياتها وأدلتها السياحية، ولا نعجب أن توجد في كل ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية النبتة أو الزهرة الوطنية التي تحمل دلالة على طبيعة أرض الولاية ومناخها.
والغريب أننا استيقظنا يوما من أواخر أكتوبر في العام الماضي 2015 على إزالة أكثر من خمسين شجرة من أشجار حي الروضة! ولم أقرأ بيانا يبرر هذا من مقام الأمانة الموقرة وهي التي استبشرنا باهتمامها بالحدائق العامة وبمشاريع التشجير في الأحياء.
كان صباحا مؤلما عبر فيه البعض من الغيورين في جدة عن استغرابهم لهذا التصرف الذي يعكس سلوكا غريبا، فكم رأينا متاحف ومعارض فضلا عن الحدائق الخاصة التي تتولاها البلديات وتحافظ عليها، ومن أمثال ذلك حديقة الساكورا في طوكيو والتيفولي في باريس وروما وحديقة الورود فيبورتلاند وسنغافورة، وكان من عوامل تقييم مطار سنغافورة الذي حصل على المركز الأول عالميا هو عدد النباتات الطبيعية من أشجار ونخيل وزهور مغروسة في صالاته.
والجميل أن أمير عسير في الثمانينات الميلادية وهو أمير منطقة مكة المكرمة اليوم قد أصدر قانونا يسجن ويغرم بموجبه من تسبب في قطع شجرة في أبها، وكنت يومها منتدبا للعمل مع زميلي الذي كان عائدا من المطار ذات مساء وخرجت سيارته عن مسارها بسبب عطل الكوابح فارتطم بشجرة وكسرها وكاد يقضي فترة انتدابه شهرا في التوقيف لولا لطف الله به، حيث اكتفى المحقق بالغرامة بعد أن تبينت براءته، وأذكر أن راكبا التقيت به في مطار فرانكفورت في طريق عودتنا إلى جدة كان ساخطا على بلدية فرانكفورت التي أنذرته بالحبس لأن الجيران لاحظوا محاولته إزالة شجرة في فناء بيته الجديد أراد أن يجهز مكانها موقفا لسيارته.
أشكر أمانة جدة على حرصها في إقامة حدائق الأحياء فهذا جل التمدن والاهتمام ونرجو منها أن تعوضنا فيما خسرته جدة من أشجار، كما نرجو أن يعود اهتمامها ثانية بمشروعها الحضاري الرائع «حديقة كل أسبوع»، ونذكر أن كثيرا من أشجار ونخيل المنطقة التاريخية قد جفت وماتت ومنها ما يتجاوز عمره عشرات السنوات.
فالشجرة رمز الجمال والبهجة وهي سبب الظل والهواء العليل ومصدر الأكسجين في الجو ومانع رئيس للتلوث، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».
والشجر أحد مكونات الكساء والغذاء في الأرض، وقد قال سبحانه: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون). 68 النحل.
وتعتبر شجرة وادي السيل وتسمى (الإبراءة) من أضخم الأشجار في المملكة وهي أكبر شجرة معمرة في الحجاز بحوية نمار في تهامة هذيل، وكان يعقد تحتها مجلس التحاكم بين القبائل ويبلغ محيط جذعها 12 مترا وارتفاعها يزيد على ثلاثين مترا حسبما ورد في «كتاب النبات في جبال السراة» الجزء الأول ص 188 وتسمى هذه الجميزة الضخمة بملكة الأشجار.
ومن أبهج الاحتفاليات التي تقيمها الجامعات والمدارس في بعض المجتمعات أن يغرس الخريجون كل عام شجرة قبل توديع مكان دراستهم تحمل ذكراهم وتاريخ دفعتهم مشاركة منهم لمدينتهم بل تحية مباركة منهم لكوكب الأرض.