الرأي

مشاريع (محمود عبدالغني صباغ) المعطلة!

بعد النسيان

هو من أجمل الأقلام الوطنية الشابة، وأعمقها ثقافة، وأشدها غيرة على الوطن، وحباً لكل (مواااااطٍ) يتنسم هواءه؛ ولهذا قرر أن يخوض مجال الإنتاج التلفزيوني السعودي بعقليته المتميزة.

ولشدة وعيه الاحترافي بكل الصعوبات التي ستواجهه، فقد جهز للمغامرة دماغاً (تركية) لا تعترف بالجدران، ولا الصخور التي تبنى بها، ولو سأله (محمود تراوري) وهو يغطِّسه في البحر: بِمَ يقطِّعون البطيخ يا مودي؟ لأجاب بكل إصرار: بالمقص طبعاً! وبقية القصة تعرفها أستاذتنا (أمل زاهد) الخبيرة بنوادر الشعوب المقصيَّة!

واختار أن ينتج مسلسلات (جادة)، من البيئة السعودية، بعد أن رفع ضغطه هذا الغثاء المتزابد المتزايد من المسلسلات المحلية (الدّاجَّة)، والمسلسلات الأجنبية التي لا تمت لحياتنا بصلة؛ ما عدا مسلسلة الأخبار المكسيكية السعودية في القناة الأولى!!

وبعد عدة سيناريوهات وجد ضالته في رواية العملاق/ (عزيز ضياء) المطبوعة في جزئين بعنوان: (حياتي مع الجوع والحب والحرب)، وتوثق حقبة ثرية من تاريخ المملكة، من أيام (سفر بَرْلِكْ)!

وكاد محمود أن يطير فرحاً؛ إذ تزامن عثوره على هذا الكنز مع استلام الدكتور/ (عبدالعزيز خوجة) للوزارة، وهو الشاعر المحبوب والمثقف الحقيقي، وقد استقبل فكرة المشروع بحماس شديد، وحث الصّباغ على سرعة تقديمها للتلفزيون.. ماذا؟ هكذا نطقها معاليه؛ لأنه كان جديداً على الواقع، الذي تركه منذ عين سفيراً في الرباط ثم بيروت! وهكذا سمعها محمود؛ لكنه سرعان ما اكتشف أنها باللهجة الإنجليزية اللبنانية: التلف.. از.. يوو!!

وقد بدأ التلف بضرورة إجازتها من الرقابة! رقابة إيه يا اخوانَّا؛ وهي مفسوحة من المطبوعات ومنشورة وتباع في كل مكان؟!! يا سلام عليك يا مثقف! ألا تفرِّق بين الفسح للكتب والفسح للتلف..از..يوو؟ لا بد أن تأتي بالسيناريو كاملاً، ثم تنفذ (كم) حلقة، ثم نشوف عاد!!

ورغم أن فئران الفساد لعبت في (عبِّه) كثيراً، بالتلميح بدهن السير حيناً، وبمشاركته الكعكة حيناً آخر، إلا أنه استغرق وقتاً طويلاً؛ ليعرف أنه ـ علاوةً على التلميحات إياها ـ فهناك شرط أهم للحصول على التعميد بسرعة، وبأكبر (هبرة) ألا وهو: أن تقدم عملاً تافهاً لا يستغرق (سلقه) أكثر من شهر؛ حتى لو كان عن رواية شهيرة لغازي القصيبي!!

‏‫so7aimi.m@makkahnp.com