مشاهدات من معرض الكتاب
الجمعة / 9 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:30 - الجمعة 18 مارس 2016 21:30
يوم ونصف.. قد لا تكون كافية للحكم على فعالية ضخمة كمعرض الكتاب، ولكنه قدرنا نحن أبناء مناطق الأطراف حيث لا نجد إلا يومي عطلة نهاية الأسبوع.
وهذه المقالة مجرد مشاهدات لا أكثر، وسأفرّ من النقد فرار العروبة من ادعاء الأسد «بشار»، والفرار لسبب بسيط جدا، وهو أن أغلب المنتقدين أتى نقدهم انتصارا للمثقف المتضخم بداخلهم، بدءا من إبداء الخيبة على عدم دعوتهم «دعوة رسمية» رغم دعوة من هم أقل منهم قامة وقيمة كما يقولون، وليس انتهاء من الانتقاد لعدم وجود موقف قريب من بوابة المعرض، بل ووصل الأمر بمثقف كبير – بمقاييسنا الإعلامية - ومستشار إعلامي بوزارة كبرى أن يجاهر بغضبه على المنظمين الذين جعلوه يدخل مع البوابة الرئيسية (مع المواطنين) – على حد قوله – ولم يُفتح له بوابة الـvip!
في الوهلة الأولى كان المنظر مدهشا عندما تقترب من بوابة المعرض حيث تفاجأ بطابور طويل جدا يتجاوز الـ500 متر، ورغم طول الطابور إلا أن الوصول لم يتجاوز 6 دقائق، حيث كان رجال الأمن قمة في التعامل والرقي والإنسانية، فبادروا لفتح أكثر من مسار، واحتووا كل هذه الحشود باحترافية رائعة، وفي الطابور الطويل سأل أحد الزوار – ربما سؤال لنسيان الزحام والوقت- أحد المنظمين عن عدم فتح البوابة الأخرى، فأجابه: تلك خاصة لـvip، فعلّق أحد الشيوخ المُسنين: حتى في معرض الكتاب vip، فأحدث نقده اللطيف كثيرا من الابتسامات الموافقة لرأيه!
في داخل المعرض كانت هناك ملاحظات يكاد يتفق عليها الجميع، فمثلا وجود كثير من الهيئات والوزارات الحكومية في المعرض تسبب في أخذ مساحة (على قلّة سنع)، فهناك ألف طريقة للتسويق، لكن ليس على حساب الكتاب ومحبيه، فإن كان وجودها ضروريا فلتكن في الممر المؤدي للمعرض، أو حتى في الساحة المقابلة، ولتستغل هذه المساحات بمكان للجلوس، فتخيل أن تقضي ثلاثا أو أربع ساعات في دار ولا تجد مكانا للجلوس لدقائق قبل أن تكمل بحثك في الدور الأخرى، ولا يوجد طريق للراحة إلا بالخروج للكافتريا، وهذا الخروج سيوقعك بمأزق الإجراء التنظيمي المبالغ فيه عند الخروج، حيث يُطلب منك فاتورة الشراء ومقارنتها بالكتب الموجودة، ومن ثم «ختمها» وكأنك في النقطة الأخيرة من صالة المغادرة!
هذه ربما أبرز الملاحظات بشكل سريع، أما الفعاليات المصاحبة فما زلت أجزم أنها مجرد فعالية على الهامش ولا يجب أن تنافس المتن/ الكتاب، ولن تستطيع أن تنافس، فهي في أكثر أحايينها مرتبطة بالبروتوكولات والرسميات أكثر من ارتباطها بالمعرفة، أما أبرز الطرائف التي لفتت نظر كثير من الزوار فهي وجود المساحة المخصصة لمجلس الشورى فارغة من أي شيء، مما جعل الكثير يتحدث عن الرمزية الطريفة في هذا «الفراغ»، وعلى كل حال لم ينافس الحديث عن الكتاب في المعرض في ذلك اليوم سوى الحديث عن «السجائر»، حيث هزمت علبة السجائر أبرز المؤلفين ودور النشر!
fheed.a@makkahnp.com
وهذه المقالة مجرد مشاهدات لا أكثر، وسأفرّ من النقد فرار العروبة من ادعاء الأسد «بشار»، والفرار لسبب بسيط جدا، وهو أن أغلب المنتقدين أتى نقدهم انتصارا للمثقف المتضخم بداخلهم، بدءا من إبداء الخيبة على عدم دعوتهم «دعوة رسمية» رغم دعوة من هم أقل منهم قامة وقيمة كما يقولون، وليس انتهاء من الانتقاد لعدم وجود موقف قريب من بوابة المعرض، بل ووصل الأمر بمثقف كبير – بمقاييسنا الإعلامية - ومستشار إعلامي بوزارة كبرى أن يجاهر بغضبه على المنظمين الذين جعلوه يدخل مع البوابة الرئيسية (مع المواطنين) – على حد قوله – ولم يُفتح له بوابة الـvip!
في الوهلة الأولى كان المنظر مدهشا عندما تقترب من بوابة المعرض حيث تفاجأ بطابور طويل جدا يتجاوز الـ500 متر، ورغم طول الطابور إلا أن الوصول لم يتجاوز 6 دقائق، حيث كان رجال الأمن قمة في التعامل والرقي والإنسانية، فبادروا لفتح أكثر من مسار، واحتووا كل هذه الحشود باحترافية رائعة، وفي الطابور الطويل سأل أحد الزوار – ربما سؤال لنسيان الزحام والوقت- أحد المنظمين عن عدم فتح البوابة الأخرى، فأجابه: تلك خاصة لـvip، فعلّق أحد الشيوخ المُسنين: حتى في معرض الكتاب vip، فأحدث نقده اللطيف كثيرا من الابتسامات الموافقة لرأيه!
في داخل المعرض كانت هناك ملاحظات يكاد يتفق عليها الجميع، فمثلا وجود كثير من الهيئات والوزارات الحكومية في المعرض تسبب في أخذ مساحة (على قلّة سنع)، فهناك ألف طريقة للتسويق، لكن ليس على حساب الكتاب ومحبيه، فإن كان وجودها ضروريا فلتكن في الممر المؤدي للمعرض، أو حتى في الساحة المقابلة، ولتستغل هذه المساحات بمكان للجلوس، فتخيل أن تقضي ثلاثا أو أربع ساعات في دار ولا تجد مكانا للجلوس لدقائق قبل أن تكمل بحثك في الدور الأخرى، ولا يوجد طريق للراحة إلا بالخروج للكافتريا، وهذا الخروج سيوقعك بمأزق الإجراء التنظيمي المبالغ فيه عند الخروج، حيث يُطلب منك فاتورة الشراء ومقارنتها بالكتب الموجودة، ومن ثم «ختمها» وكأنك في النقطة الأخيرة من صالة المغادرة!
هذه ربما أبرز الملاحظات بشكل سريع، أما الفعاليات المصاحبة فما زلت أجزم أنها مجرد فعالية على الهامش ولا يجب أن تنافس المتن/ الكتاب، ولن تستطيع أن تنافس، فهي في أكثر أحايينها مرتبطة بالبروتوكولات والرسميات أكثر من ارتباطها بالمعرفة، أما أبرز الطرائف التي لفتت نظر كثير من الزوار فهي وجود المساحة المخصصة لمجلس الشورى فارغة من أي شيء، مما جعل الكثير يتحدث عن الرمزية الطريفة في هذا «الفراغ»، وعلى كل حال لم ينافس الحديث عن الكتاب في المعرض في ذلك اليوم سوى الحديث عن «السجائر»، حيث هزمت علبة السجائر أبرز المؤلفين ودور النشر!
fheed.a@makkahnp.com