خطوبة رقمية!
يصير خير
الخميس / 8 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 19:30 - الخميس 17 مارس 2016 19:30
ما أجمل أن تسهم «التقنية» في تبسيط حياتنا؛ خلافا لسوء استخدام مواقع التواصل وجعلها ساحاتٍ للتهاتر بدل التحاور والتشاور والأخذ بالحسنى والاسترخاء في فضاءات الحب!
هل قلت «الحب»؟! إنني أعتذر! بل أكرر اعتذاري للمرة المليون! ألم تنفع؟! حسنا أكرر اعتذاري ليصبح دون حد وباتساع الكون! ومع ضبابية هذه الاعتذارات التي لا تقدم ولا تؤخر فماذا لو نأينا بالحب حتى عن منطقة «الحب العذري» ليكون واقعا؛ وهذا يعني ألا تنطلق «بذرته» من مواقع التواصل الاجتماعي! وإنما تكون هذه المواقع التواصلية مجرد وسيلة عملية تؤدي إلى النهاية السعيدة ليعيش «الحبيبان» في «تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات»!
يتقدم «ص» من بني آدم لخطبة «س» من بنات حواء وكل واحد منهما في بيته بصحبة عائلته الصغيرة دون سفريات ولا تكاليف إضافية! يتم التواصل من خلال الكاميرا؛ يتحدث والد «ص» بأن لهم الشرف بالتقدم لمصاهرة أسرة «س»؛ وولي أمر الفتاة «س» يرد: بل الشرف لنا يا أخي! يطلب «الخاطب» أن تتوجه «الكاميرا إلى «المخطوبة» ليفوز بالنظرة الشرعية فيقول لعمّه: الإضاءة غير واضحة فهلا تزيدون الإضاءة قليلا يا عم؟! ويرد ولي أمر الفتاة بأن مصابيح البيت «مرشّدة للكهرباء» ولا داعي لزيادة النور! تطلب أسرة الفتاة مهلة ثم تنتهي مراسم الخطوبة للسؤال عن العريس! بعد ساعتين يقول الوالد لابنته: إنه شاب جيد؛ هادئ وعقلاني في ردوده فلا «يقصف الجبهات» في تويتر! ولا «يتميلح» معاكسا النساء في الفيس بوك! تتم الموافقة سريعا وتجري طقوس «عقد النكاح» بشكل رقمي من خلال الكاميرا أيضا! يتم الزواج دون هياط ولا مصاريف إضافية؛ ولأنه من غير المعروف متى تنتهي أزمة السكن فإنه من الجيد أن يترك الزوج – بعد انقضاء شهر العسل - زوجته المصون في بيت والدها وهو يبقى في بيت والده! ليقتصر لقاؤهما في العطلات الرسمية فقط ليكونا أسعد زوجين في الدنيا! ولا بأس –وبسبب مشكلة شح الأراضي- أن يشتركا في «لعبة المزرعة السعيدة» ليبنيا عشهما «الرقمي» أثناء وقت الفراغ لأن تحقيقه على أرض الواقع أصبح مستحيلا أو يكاد!!
هل قلت «الحب»؟! إنني أعتذر! بل أكرر اعتذاري للمرة المليون! ألم تنفع؟! حسنا أكرر اعتذاري ليصبح دون حد وباتساع الكون! ومع ضبابية هذه الاعتذارات التي لا تقدم ولا تؤخر فماذا لو نأينا بالحب حتى عن منطقة «الحب العذري» ليكون واقعا؛ وهذا يعني ألا تنطلق «بذرته» من مواقع التواصل الاجتماعي! وإنما تكون هذه المواقع التواصلية مجرد وسيلة عملية تؤدي إلى النهاية السعيدة ليعيش «الحبيبان» في «تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات»!
يتقدم «ص» من بني آدم لخطبة «س» من بنات حواء وكل واحد منهما في بيته بصحبة عائلته الصغيرة دون سفريات ولا تكاليف إضافية! يتم التواصل من خلال الكاميرا؛ يتحدث والد «ص» بأن لهم الشرف بالتقدم لمصاهرة أسرة «س»؛ وولي أمر الفتاة «س» يرد: بل الشرف لنا يا أخي! يطلب «الخاطب» أن تتوجه «الكاميرا إلى «المخطوبة» ليفوز بالنظرة الشرعية فيقول لعمّه: الإضاءة غير واضحة فهلا تزيدون الإضاءة قليلا يا عم؟! ويرد ولي أمر الفتاة بأن مصابيح البيت «مرشّدة للكهرباء» ولا داعي لزيادة النور! تطلب أسرة الفتاة مهلة ثم تنتهي مراسم الخطوبة للسؤال عن العريس! بعد ساعتين يقول الوالد لابنته: إنه شاب جيد؛ هادئ وعقلاني في ردوده فلا «يقصف الجبهات» في تويتر! ولا «يتميلح» معاكسا النساء في الفيس بوك! تتم الموافقة سريعا وتجري طقوس «عقد النكاح» بشكل رقمي من خلال الكاميرا أيضا! يتم الزواج دون هياط ولا مصاريف إضافية؛ ولأنه من غير المعروف متى تنتهي أزمة السكن فإنه من الجيد أن يترك الزوج – بعد انقضاء شهر العسل - زوجته المصون في بيت والدها وهو يبقى في بيت والده! ليقتصر لقاؤهما في العطلات الرسمية فقط ليكونا أسعد زوجين في الدنيا! ولا بأس –وبسبب مشكلة شح الأراضي- أن يشتركا في «لعبة المزرعة السعيدة» ليبنيا عشهما «الرقمي» أثناء وقت الفراغ لأن تحقيقه على أرض الواقع أصبح مستحيلا أو يكاد!!