الرأي

بلاد العرب أحزاني

ماذا عن وطن وشعب جريح.. ماذا عن أطفال يتموا.. ماذا عن نساء ترملن.. ماذا.. وماذا.. وماذا؟

ماذا يا أوطاننا يا أوطان «العرب»!

بالأمس كنا فاتحين واليوم نحن لاجئون، بالأمس مسيطرون واليوم صامتون.. مستسلمون.. راضخون لمن لا إسلام

ولا سلام فيهم!

بتنا ننظر للأمان يغادر بلداننا والتكاتف يهدم فوق أحلامنا والسلام أين السلام؟ قد غادر منذ زمن واقعنا ورحل هناك، حيث خيالاتنا وعوالمنا الافتراضية.

نيران.. حرائق.. صرخات.. طلقات.. مات السلام!

لننظر حولنا، تفرقنا وتشتتنا واللوم هنا لا يقتصر فقط على أعدائنا بل على عقولنا أيضا.

لم نعد يدا واحدة.. فقد هدمنا بأيدينا بنيان الوحدة ليسقط على جثة كرامتنا، ونحن لا حياة لمن تنادي! فقد قيل في زمن اتحادنا اتفق العرب على ألا يتفقوا ونحن اليوم نبرهن بكل اقتدار على هذه النظرية.

الأخ يعاير أخاه باللون.. بالجنسية.. أيا صغار العقول! أيا قصار الطموح! وقفنا عائقا أمام بعضنا، تركناهم يتسلون بنا فتنة من هنا وفتنة من هناك، ونالوا مرادهم. ومات السلام!

أين العروبة؟ العروبة دفنت! أين وحدتنا؟ وحدتنا أسرت، بكل ما فيها أسرت، للأعداء أسرت، للطائفية أسرت، لشماتة الفكر أسرت، للتدمير والتخريب أسرت، للعنصرية أسرت، للتفريق أسرت، للفساد والقتل أسرت! فلم تعد الدنيا بخير ما زال الدين منسيا ووحدة الكلمة والصف منا نهبت، ما زال المبدأ عن «الغرب وإسرائيل» ينقل، ما زالت حريتنا بصمتنا تؤخذ، ما زلنا بالطائفية والعنصرية بيننا نفخر، أي فخر هذا ونحن يد بيد مع الغرب وعدو لبعضنا بعضا! أين مبدأ الإخاء الذي تعلمناه من رسول أمتنا، أين وأين وأين؟

سأبقى حرة وسيبقى إسلامي، حريتي وعروبتي ستقاضيكم، وسيبقى الطفل بدمعته وبسمته يؤنبكم. ومهما بقي الظلم سيفنى ويسقط، وسيعلو الحق بكلمته ويرتفع عاليا:

بلاد العرب..