تخصص الأطباء والتشدد والإرهاب
الخميس / 8 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 22:00 - الخميس 17 مارس 2016 22:00
كتب زميلنا في صحيفة مكة سليمان الضحيان مقاله: (أي التخصصات الجامعية أكثر قابلية للتطرف؟)، مشيرا إلى وجود علاقة معينة شبه وثيقة بين التطرف والتشدد والإرهاب، وبين التخصصات العلمية الصحية، وقد دلل على ذلك بورود اسم طبيب سعودي وطبيبين أردنيين في أعمال داعش الانتحارية، وزاد أن زعيم القاعدة (أيمن الظواهري)، ومنظرها (سيد إمام)، طبيبان، وأن منفذة حادثة كاليفورنيا الأخيرة (تشفين مالك)، صيدلانية، كما أن مؤسس جماعة الفنية العسكرية، في مصر (صالح سرية)، دكتور في العلوم.
وأنا هنا لا أريد معارضة ما وصل إليه الكاتب الكريم في استنتاجاته؛ ولكني لم أحبذ أن يؤخذ الأمر على شكله الظاهري وعلاته، ودون دراسة سببية، عقلانية، إحصائية، وبتحديد أعداد المنتمين إلى تلك الجماعات من الأطباء، ورصدهم ضمن جداول توضح أعمارهم وظروفهم الأسرية أثناء التورط، ومقارنتها بنسب أهل التخصصات الأخرى؛ وفي زعمي أن من أشار إليهم ليسوا إلا نذرا بسيطا، يكاد لا يذكر بين التخصصات الأخرى، والتي ستدهشنا أعدادها الفاعلة دون شك، خصوصا من يكونون بدون تخصص حقيقي، أو ممن تنتسب دراستهم فقط لمدارس تحفيظ القرآن، ومعاهد العلوم الشرعية؛ ومن وجهة نظري أن وجود التخصصات الطبية في بعض المبادرات والقيادات الإرهابية يعود للآتي:
1. إن التخصصات الطبية، تحتاج إلى أعلى درجات التحصيل الدراسية، وبالتالي نسبة عالية من الذكاء، والقدرة على الفهم والحفظ والترديد.
2. إن مناهج الدراسة الطبية كانت، وما زالت في جامعاتنا السعودية وبعض الجامعات العربية تحتوي على ساعات طويلة من الدروس الدينية المكثفة، تكفي لأن يصبح الطبيب شيخا دينيا، لا ينقصه إلا الشهادة.
3. إن كثيرا من الأطباء، الحاصلين على دراسات تراكمية دينية، وبالتالي قراءات متنوعة في السيرة، والأحاديث، ومع قدرتهم على الحفظ والتحدث بطلاقة، وخلال تواجدهم في بعثاتهم في الخارج، يجدون أنفسهم فاعلين في مجتمعات المسجد، وقد يحاطون بشيء من القداسة من محيطهم، بدهشة جمعهم بين الطب والدين، وبشكل يسمح لهم بالتنظير والفتوى، وتبوء الإمامة في كثير من الأحوال، وبالتالي البعد شيئا فشيئا عن تخصصاتهم.
عليه فلا عجب أن تجد منهم من يتقن الجمع بين المهنتين، وبأعداد تتناسب مع تطلعاتهم، وحسب أهداف المحيطين بهم وأغراضهم.
ثم إن جميع شؤون الحياة يكون فيها أطباء، ولو بحثنا لوجدنا نسبة منهم ينتمون للإعلام، والحال كذلك في الأدب والثقافة، وكثير منهم تجار على حساب الطب، والبعض يقودون مؤسسات وشركات تجارية وعقارية ومالية، كما أنهم يتواجدون في السياسة، وفي سائر الأعمال الأخرى.
الطبيب إنسان وقد ينتابه الغرور بذاته، وقدرته السريعة على الفهم والتعلم، والتعمق، والمحاكاة، وربما الإبداع في شؤون قد لا تكون ضمن مجالات تخصصه.
عليه فلا أجد أن تطرفه أو تشدده، إن حصل، أمر يحتاج للتوقف عنده كثيرا، فهو إنسان مهيأ لذلك من جميع الأوجه، ومجرد إعطائه تلك الجرعات المكثفة من العلوم الدينية في مساره التراكمي الدراسي، يمكن أن يخلق منه إرهابيا بقسوة تنتزع من قلبه صفة الرحمة، وتتنافى مع متطلباته الإنسانية، والتي يفترض أن يكتسبها من وجوده فاعلا بين لحظات الولادة، وخلال محاربة الأمراض والأوجاع والمحافظة على الحياة؛ عكس الإرهابي الذي يسعى للموت والدمار.
وأنا هنا لا أريد معارضة ما وصل إليه الكاتب الكريم في استنتاجاته؛ ولكني لم أحبذ أن يؤخذ الأمر على شكله الظاهري وعلاته، ودون دراسة سببية، عقلانية، إحصائية، وبتحديد أعداد المنتمين إلى تلك الجماعات من الأطباء، ورصدهم ضمن جداول توضح أعمارهم وظروفهم الأسرية أثناء التورط، ومقارنتها بنسب أهل التخصصات الأخرى؛ وفي زعمي أن من أشار إليهم ليسوا إلا نذرا بسيطا، يكاد لا يذكر بين التخصصات الأخرى، والتي ستدهشنا أعدادها الفاعلة دون شك، خصوصا من يكونون بدون تخصص حقيقي، أو ممن تنتسب دراستهم فقط لمدارس تحفيظ القرآن، ومعاهد العلوم الشرعية؛ ومن وجهة نظري أن وجود التخصصات الطبية في بعض المبادرات والقيادات الإرهابية يعود للآتي:
1. إن التخصصات الطبية، تحتاج إلى أعلى درجات التحصيل الدراسية، وبالتالي نسبة عالية من الذكاء، والقدرة على الفهم والحفظ والترديد.
2. إن مناهج الدراسة الطبية كانت، وما زالت في جامعاتنا السعودية وبعض الجامعات العربية تحتوي على ساعات طويلة من الدروس الدينية المكثفة، تكفي لأن يصبح الطبيب شيخا دينيا، لا ينقصه إلا الشهادة.
3. إن كثيرا من الأطباء، الحاصلين على دراسات تراكمية دينية، وبالتالي قراءات متنوعة في السيرة، والأحاديث، ومع قدرتهم على الحفظ والتحدث بطلاقة، وخلال تواجدهم في بعثاتهم في الخارج، يجدون أنفسهم فاعلين في مجتمعات المسجد، وقد يحاطون بشيء من القداسة من محيطهم، بدهشة جمعهم بين الطب والدين، وبشكل يسمح لهم بالتنظير والفتوى، وتبوء الإمامة في كثير من الأحوال، وبالتالي البعد شيئا فشيئا عن تخصصاتهم.
عليه فلا عجب أن تجد منهم من يتقن الجمع بين المهنتين، وبأعداد تتناسب مع تطلعاتهم، وحسب أهداف المحيطين بهم وأغراضهم.
ثم إن جميع شؤون الحياة يكون فيها أطباء، ولو بحثنا لوجدنا نسبة منهم ينتمون للإعلام، والحال كذلك في الأدب والثقافة، وكثير منهم تجار على حساب الطب، والبعض يقودون مؤسسات وشركات تجارية وعقارية ومالية، كما أنهم يتواجدون في السياسة، وفي سائر الأعمال الأخرى.
الطبيب إنسان وقد ينتابه الغرور بذاته، وقدرته السريعة على الفهم والتعلم، والتعمق، والمحاكاة، وربما الإبداع في شؤون قد لا تكون ضمن مجالات تخصصه.
عليه فلا أجد أن تطرفه أو تشدده، إن حصل، أمر يحتاج للتوقف عنده كثيرا، فهو إنسان مهيأ لذلك من جميع الأوجه، ومجرد إعطائه تلك الجرعات المكثفة من العلوم الدينية في مساره التراكمي الدراسي، يمكن أن يخلق منه إرهابيا بقسوة تنتزع من قلبه صفة الرحمة، وتتنافى مع متطلباته الإنسانية، والتي يفترض أن يكتسبها من وجوده فاعلا بين لحظات الولادة، وخلال محاربة الأمراض والأوجاع والمحافظة على الحياة؛ عكس الإرهابي الذي يسعى للموت والدمار.