الرأي

اللقافة ليست احتسابا!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
وكاد معرض الكتاب ينتهي دون أن أسمع قصص «الاحتساب» غير المبررة لكن الله سلّم، فقد تدخل أحد الملاقيف أثناء لقاء مباشر للقناة الثقافية و»جحفل» توقعاتي بانحسار داء اللقافة الذي يرتدي عباءة الاحتساب.

الأخ الملقوف طلب من الضيفة، التي كانت القناة تجري معها لقاء مباشرا أن تغطي وجهها، لأن ذلك الوجه فيما يبدو هو الشيء الوحيد الذي لفت نظره في معرض الكتاب بطوله وعرضه، وربما لم يأت المعرض أساسا إلا للبحث عن وجوه «يحتسب» عليها ولم يكن الكتاب ضمن اهتماماته من الأساس سواء أثناء أيام المعرض أو في غيرها من الأيام، وهذه العينات المبتلاة بداء «اللقافة» لم تقرأ في الغالب إلا النشرات التي توزع مجانا في صالات الانتظار، وهي في زعمهم كافية ليكون أحدهم مفتيا يحلل ويحرم ويجرم ولولا بعض الخوف لعاقب أيضا!

الخطأ الشائع -والذي ربما ارتكبته أيضا في هذا المقال- هو تسميه هؤلاء «محتسبين»، هؤلاء ليسوا محتسبين والتسمية الصحيحة هي «ملاقيف» لأن الاحتساب شيء جميل ومطلوب إذا كان الهدف منه هو التنبيه، أو إبداء الرأي بطريقة متحضرة فيما يُعتقد أنه خطأ احتسابا للأجر.

هذا المقال على سبيل المثال هو أحد أبواب الاحتساب، صحيح أني آخذ مقابل ما أكتبه مما قد ينفي عني صفة الاحتساب، ولكن نظرا لأن هذا المقابل ما زال قليلا فيمكن تجاوزا اعتباري أحد المحتسبين حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وعلى أي حال..

اللقافة صفة بشرية في الغالب، ولن تنتهي حتى تنتهي حياة البشر على هذا الكوكب، وغاية ما يمكن فعله تجاه اللقافة والملاقيف هو إجراء عملية فصل بين الاحتساب واللقافة حتى لا تتشوه صورة الاحتساب كما شوهت أشياء كثيرة أخرى، ولم يكن ذلك ليحدث لو أننا لا نخجل أحيانا من تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة!

algarni.a@makkahnp.com