الرأي

إلى سعادة السفير

تقريباً

فواز عزيز
في هذا العالم لن تكون «إنسانا»، إذا كنت لا تحمل أوراقا ثبوتية تنسبك إلى «وطن». تعاني بعض الأسر من كلمة «بدون» وهو واقع حالهم المؤلم فهم «بدون شيء» بكل ما تحمله الكلمة من معاني العدم الواقعي، وانعدام المستقبل..! جزء كبير من مشكلة «البدون» في السعودية حُلت، لكن أحيانا تتشابك الخطوط فيعاني من مشكلة «البدون» من ليس منهم؛ لأن بعض المسؤولين لا يستوعب إلا كلمتين «سعودي» أو «بدون» ويجهل بينهما «مظلوم»، ولا يمكن أن يستوعب معاناة هؤلاء إلا من يسلك الشوارع التي يسلكونها ويجلس في مجالسهم..! قبل أيام شاهدت على قناة MBC تقريرا مؤلما للزميل منصور المزهم بعنوان «سعوديون عالقون في الكويت»، وسمعت قصة فتاة كتبت عنها قبل 3 سنوات ووعدتني وكالة الأحوال المدنية وقتها بحل المشكلة، إلا أن «عزيزة سلطان العنزي» لا تزال تعاني، وهي فتاة جاءت إلى الدنيا من أب سعودي وأم كويتية، لكنها تعيش اليوم في الكويت بلا هوية وبلا أي وثيقة تثبت أنها كائن حي..! ليس لـ»عزيزة» ذنب إلا أنها عايشت خلافات عائلية قديمة جرتها إلى «المجهول» فضاع مصيرها وأصبحت «مجهولة» تعيش في بيت تجتمع فيه الجنسيتان «السعودية والكويتية» بينما واحدة منهما كفيلة بإنهاء المعاناة، وأمست تطارد معاملتها بين الأحوال المدنية «عن بعد» والسفارة السعودية بالكويت «عن قرب»، وكل ما تحلم به هو معاملتها مثل شقيقها الذي حصل على الهوية الوطنية السعودية قبل أكثر من سنتين. كل الجهات الحكومية تطالب بالأوراق الثبوتية التي ضاعت إثر خلافات عائلية قبل 30 عاما حين كانت طفلة لا تعي أن الخلافات ستجعلها إنسانا «مبنيا للمجهول». (بين قوسين) السفير السعودي في الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز أبدى قبل أيام للصحف اهتمامه شخصيا بإعادة إصدار التأشيرات لحملة جوازات مادة 17 غير محددي الجنسية، مؤكدا متابعته إجراءات الموضوع لحظة بلحظة. يا سعادة السفير، «عزيزة» أيضا تحتاج اهتمامك الشخصي.. وحل مشكلتها أسهل من شرب الماء؛ فوالداها من الأحياء ويثبتان أنها ابنتهما بأي طريقة تريدها السفارة، وإن كانت السفارة لا تأخذ بالمشافهة والمكاتيب.. فليس لدى أسرتها مانع من إجراء فحص DNA، لو وجهت السفارة طلبا لأحد مستشفيات الكويت!