يا رواد علم الاجتماع أفتونا
تفاعل
الأربعاء / 7 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:00 - الأربعاء 16 مارس 2016 21:00
لطالما أسدى علماء الاجتماع الفاعلون خدمات عظيمة للحضارات بما يقدمونه من دراسات واستشارات في كل الظواهر المجتمعية التي يعيشونها في مجتمعاتهم ويكرسون مجهودهم لدراستها، فهذا مما لا شك في أنه يعطي مؤشرات للحكومات ذات مصداقية للتعامل مع الظواهر المختلفة التي تعنى بالمجتمعات، بالتالي التعامل مع كل الظواهر المجتمعية بناء على أسس علمية متينة للتعاطي معها.
في مجتمعنا السعودي يغيب توظيف علم الاجتماع ومراكز أبحاثه عن دوره المنوط به، ولا أعلم إلا أفرادا يقدمون تحليلاتهم المتواضعة في قنوات هنا وهناك وفي مقال عابر يضيع في زحمة المقالات الصحفية التي تعالج قضايا تشغل بال فئات مختلفة في المجتمع وهي مجهودات يشكرون عليها في ظل سبات الكثيرين من ذوي هذا التخصص الذي لو كرسوا أنفسهم لمساعدتنا في فهم مشكلاتنا، لقدموا إلينا حلولا حقيقية ينتفع بها.
بالتأمل في مجتمعنا لا تزال الأسئلة حائرة تماما تجاه المجتمع الأكثر غموضا والأكثر وضوحا في نفس الوقت. في مجتمعنا يشكل الشباب نسبة كبرى تفوق الـ٥٠% أو الـ٦٠٪ نجد أننا نفقد كثيرا من طاقاتهم وينتهي الأمر بعدد لا يستهان به منهم إلى ما لا نتمنى. فقياسا بالدول الخليجية المشابهة لنا اقتصاديا ومجتمعيا نجد أن الشاب السعودي هو الشاب الذي يكثر ويسهل استدراجه إلى خارج حدوده ليخوض صراعات ليست صراعاته، ورغم تفاني المؤسسات الحكومية والمجتمعية في تحصينه ضد ذلك إلا أن الأمر لا يزال مستمرا، ففي أي حرب تكون في أي بقعة من بقاع الأرض لا نتوقف عن رؤية أبناء الوطن يسرقون منا ليتم طحنهم هناك في قضايا غيرهم. ولا أعلم حقيقة إجابة لهذا السؤال المحير، لماذا الشاب السعودي هو الشاب العربي الوحيد الذي يمكن (استدراجه بسهولة) ليبيع عقله وروحه فيخوض حروبا لا تخصه بتاتا؟ لا أقول إن شبابنا هم الفريسة الوحيدة ولكنهم الرقم الثابت والسهل.
ثمة معضلة لم نشخصها لنتقن معالجتها، فعلى مستوى آخر لدينا حسبما طرحه أحد أعضاء مجلس الشورى من هجرة قرابة المليون سعودي أو ما نسبته ٥٪ إلى دول أخرى ليكملوا حياتهم هناك. أسئلة أخرى تطرح، لماذا اختاروا العيش هناك وما الذي يمكن أن يتفق عليه قرابة المليون مواطن أنه مغر للمكوث خارج حدود وطنهم الذي ينعم بالأمن والرخاء ويتسابق الكثيرون للظفر بفرص وظيفية فيه؟
مشكلات تغاضينا عن إعطائها حجمها الحقيقي في زمن مضى لأننا لم نفهمها، أو أنها كانت شيئا لم نكن نعتقد أنه معضلة، لكنه اليوم هاجس يؤرقنا. فإما مواجهة حقيقية وإما استمرار لتطور هذه المشكلات والله أعلم إلى ماذا ستنتهي. علماء الاجتماع مرجع تشخيصي مهم للحالة المجتمعية السعودية، لم يقدموا إلى الآن ما يفيد ويقنع لتشخيص واقع نعيشه لنعالجه كما هو حال ما تفعله كل المجتمعات التي تسعى لاستنهاض نفسها والسير بها في مقدمة الجميع.
ننتظر منهم القيام بالدور المنوط بهم، ولا سيما أننا مقبلون على ما نسمع به من برنامج التحول الوطني، وسيكون لرجال علم الاجتماع وصفتهم السحرية في مساعدة الجميع، لأن هذا الأمر هو مجالهم.
في مجتمعنا السعودي يغيب توظيف علم الاجتماع ومراكز أبحاثه عن دوره المنوط به، ولا أعلم إلا أفرادا يقدمون تحليلاتهم المتواضعة في قنوات هنا وهناك وفي مقال عابر يضيع في زحمة المقالات الصحفية التي تعالج قضايا تشغل بال فئات مختلفة في المجتمع وهي مجهودات يشكرون عليها في ظل سبات الكثيرين من ذوي هذا التخصص الذي لو كرسوا أنفسهم لمساعدتنا في فهم مشكلاتنا، لقدموا إلينا حلولا حقيقية ينتفع بها.
بالتأمل في مجتمعنا لا تزال الأسئلة حائرة تماما تجاه المجتمع الأكثر غموضا والأكثر وضوحا في نفس الوقت. في مجتمعنا يشكل الشباب نسبة كبرى تفوق الـ٥٠% أو الـ٦٠٪ نجد أننا نفقد كثيرا من طاقاتهم وينتهي الأمر بعدد لا يستهان به منهم إلى ما لا نتمنى. فقياسا بالدول الخليجية المشابهة لنا اقتصاديا ومجتمعيا نجد أن الشاب السعودي هو الشاب الذي يكثر ويسهل استدراجه إلى خارج حدوده ليخوض صراعات ليست صراعاته، ورغم تفاني المؤسسات الحكومية والمجتمعية في تحصينه ضد ذلك إلا أن الأمر لا يزال مستمرا، ففي أي حرب تكون في أي بقعة من بقاع الأرض لا نتوقف عن رؤية أبناء الوطن يسرقون منا ليتم طحنهم هناك في قضايا غيرهم. ولا أعلم حقيقة إجابة لهذا السؤال المحير، لماذا الشاب السعودي هو الشاب العربي الوحيد الذي يمكن (استدراجه بسهولة) ليبيع عقله وروحه فيخوض حروبا لا تخصه بتاتا؟ لا أقول إن شبابنا هم الفريسة الوحيدة ولكنهم الرقم الثابت والسهل.
ثمة معضلة لم نشخصها لنتقن معالجتها، فعلى مستوى آخر لدينا حسبما طرحه أحد أعضاء مجلس الشورى من هجرة قرابة المليون سعودي أو ما نسبته ٥٪ إلى دول أخرى ليكملوا حياتهم هناك. أسئلة أخرى تطرح، لماذا اختاروا العيش هناك وما الذي يمكن أن يتفق عليه قرابة المليون مواطن أنه مغر للمكوث خارج حدود وطنهم الذي ينعم بالأمن والرخاء ويتسابق الكثيرون للظفر بفرص وظيفية فيه؟
مشكلات تغاضينا عن إعطائها حجمها الحقيقي في زمن مضى لأننا لم نفهمها، أو أنها كانت شيئا لم نكن نعتقد أنه معضلة، لكنه اليوم هاجس يؤرقنا. فإما مواجهة حقيقية وإما استمرار لتطور هذه المشكلات والله أعلم إلى ماذا ستنتهي. علماء الاجتماع مرجع تشخيصي مهم للحالة المجتمعية السعودية، لم يقدموا إلى الآن ما يفيد ويقنع لتشخيص واقع نعيشه لنعالجه كما هو حال ما تفعله كل المجتمعات التي تسعى لاستنهاض نفسها والسير بها في مقدمة الجميع.
ننتظر منهم القيام بالدور المنوط بهم، ولا سيما أننا مقبلون على ما نسمع به من برنامج التحول الوطني، وسيكون لرجال علم الاجتماع وصفتهم السحرية في مساعدة الجميع، لأن هذا الأمر هو مجالهم.