أمة لا تقرأ (رجاء عالم) تبقى أمية!!
بعد النسيان
الخميس / 8 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 00:45 - الخميس 17 مارس 2016 00:45
قيل للزميل (أبي تمام): أعطني كأساً من ماء الملام؛ استهزاءً بقوله:
لا تسقني ماءَ الملامَ فإنني * صبٌّ قد استعذبتُ ماء بكائي!
فأجاب: إذا أعطيتني ريشةً من جناح الذُّل! طاحت جبهة الهازئ فعصَّب وقال: يا أخي لماذا لا تقول ما يُفهم؟ فأجاب أبو تمام: ولماذا لا تفهم ما يقال؟
ومن هذا المشهد استنتجنا في مقالة بعنوان (الكتابة بالبيضة والدجاجة) في الوطن (2007) أن قضية العرب الأزلية الأبدية هي في القراءة وليست في الكتابة، وفي التلقي وليست في الإرسال! ولعل من حكمة العليم الخبير أن بدأ الوحي بقوله تعالى (اقرأ)، وهي ـ حسب نظرية محمد شحرور الرافضة للترادف اللغوي ـ لا بد أن تختلف عن (اتلُ) أو (بلِّغ) مثلاً؛ فالقراءة ـ كما نفهم من نظرية التلقي ـ هي السلوك الفلسفي الحقيقي، والغريزة الفكرية الأولى والأخيرة و(النص نص)! والأُمِّيُّ فعلاً هو الذي لا يقرأ ـ أي لا يفكر ولا يتفكر ـ وإن كان ببغاء زمانه في فك الخط، وحفظ المتون! والكلمة الحرة هي كالأنثى الحرة: لا تزني، ولا تتبسط مع كل من يغمز لها!
وبهذا المعنى؛ فلا شيء يفضح أميتنا المدقعة ـ منذ مطلع الثمانينات الميلادية ـ كروايات (مُتَنَبَّئَةِ) عصرنا إلى عصر يوم القيامة (رجاء عالم)، طَلْبَقَها الله ودَمْعَزَها، وسلَّم براجمها من الأوخاز برجومة برجومة، وقولوا آمين يا فاهمين!!
كانت الأنثى الوحيدة بين صقور الحداثة، (وخير الطيور أناثيها) كما يقول المثل؛ ولهذا تركت الناس يسهرون ويتقاتلون حول النظريات، واختارت أن «تصب على الدمعة الدمعة، وتسكب لنا عمرا..»، وتوقد من الدمعة الشمعة؛ لتعقر الظلام الذي ما زلنا نغمض أعيننا كي لا نراه!
وقد تكون بذلك المبدعة العربية الوحيدة، التي تخلصت من داء (الشخصنة)، فلن تجد في سيرتها الطويلة مقابلة تتحدث فيها عن ذاتها ومعاناتها، أو طقوسها في الكتابة، أو لونها المفضل، أو وجبتها الأثيرة! لقد جعلت من حياتها الشخصية سماداً لروائعها السامقة السابقة الخالدة!
ورغم فوزها بعدة جوائز عالمية كالبوكر مناصفة (2011)، ورغم ترجمة العديد من أعمالها لعدة لغات، إلا أننا لو اعتمدناها مقياساً للقراءة عندنا؛ فربما لن ينجح غير (معجب العدواني) و(عالي القرشي) و(فاطمة العتيبي) و.. بس!!
لا تسقني ماءَ الملامَ فإنني * صبٌّ قد استعذبتُ ماء بكائي!
فأجاب: إذا أعطيتني ريشةً من جناح الذُّل! طاحت جبهة الهازئ فعصَّب وقال: يا أخي لماذا لا تقول ما يُفهم؟ فأجاب أبو تمام: ولماذا لا تفهم ما يقال؟
ومن هذا المشهد استنتجنا في مقالة بعنوان (الكتابة بالبيضة والدجاجة) في الوطن (2007) أن قضية العرب الأزلية الأبدية هي في القراءة وليست في الكتابة، وفي التلقي وليست في الإرسال! ولعل من حكمة العليم الخبير أن بدأ الوحي بقوله تعالى (اقرأ)، وهي ـ حسب نظرية محمد شحرور الرافضة للترادف اللغوي ـ لا بد أن تختلف عن (اتلُ) أو (بلِّغ) مثلاً؛ فالقراءة ـ كما نفهم من نظرية التلقي ـ هي السلوك الفلسفي الحقيقي، والغريزة الفكرية الأولى والأخيرة و(النص نص)! والأُمِّيُّ فعلاً هو الذي لا يقرأ ـ أي لا يفكر ولا يتفكر ـ وإن كان ببغاء زمانه في فك الخط، وحفظ المتون! والكلمة الحرة هي كالأنثى الحرة: لا تزني، ولا تتبسط مع كل من يغمز لها!
وبهذا المعنى؛ فلا شيء يفضح أميتنا المدقعة ـ منذ مطلع الثمانينات الميلادية ـ كروايات (مُتَنَبَّئَةِ) عصرنا إلى عصر يوم القيامة (رجاء عالم)، طَلْبَقَها الله ودَمْعَزَها، وسلَّم براجمها من الأوخاز برجومة برجومة، وقولوا آمين يا فاهمين!!
كانت الأنثى الوحيدة بين صقور الحداثة، (وخير الطيور أناثيها) كما يقول المثل؛ ولهذا تركت الناس يسهرون ويتقاتلون حول النظريات، واختارت أن «تصب على الدمعة الدمعة، وتسكب لنا عمرا..»، وتوقد من الدمعة الشمعة؛ لتعقر الظلام الذي ما زلنا نغمض أعيننا كي لا نراه!
وقد تكون بذلك المبدعة العربية الوحيدة، التي تخلصت من داء (الشخصنة)، فلن تجد في سيرتها الطويلة مقابلة تتحدث فيها عن ذاتها ومعاناتها، أو طقوسها في الكتابة، أو لونها المفضل، أو وجبتها الأثيرة! لقد جعلت من حياتها الشخصية سماداً لروائعها السامقة السابقة الخالدة!
ورغم فوزها بعدة جوائز عالمية كالبوكر مناصفة (2011)، ورغم ترجمة العديد من أعمالها لعدة لغات، إلا أننا لو اعتمدناها مقياساً للقراءة عندنا؛ فربما لن ينجح غير (معجب العدواني) و(عالي القرشي) و(فاطمة العتيبي) و.. بس!!