عندما تجلس في مجلس وتجدهم يتحدثون في أي موضوع، وتعلم يقينا بأن حديثهم خاطئ أو مبالغ فيه، فعليك أن تفكر عدة مرات قبل أن تخبرهم بالحقيقة، ففي أغلب الأحيان يتسامر أهل المجالس في أحاديث بعيدة عن واقعهم مع علمهم بذلك، فهم اختاروا أن يبالغوا ويغالطوا و(يبهّروا) الحقيقة ليجعلوها مناسبة لهم، فتسعدهم بدلا من أن تحبطهم، وتشعرهم بالافتخار والانبهار وتقربهم للإنجاز بدلا من أن تبعدهم عنه، وأنت في تصحيحك لمعلوماتهم ومناقشتك لهم ترتكب جريمة بحقهم وبحق (سواليفهم)، فأنت بهذا التصرف كمن يمزق اللوحة الفنية أمام صاحبها فقط ليثبت له بأن رسمته بعيدة عن الواقع ولا تشبهه!

عزيزي الواقعي، دع أصحاب (السواليف) يرسموا لوحاتهم بالطريقة التي يحبونها، ويناموا على الجنب الذي يختارونه، فإنكار الواقع حق مكفول للجميع. وشكرا.