دافع اللاعبين للمكافآت أكبر من الفوز
الثلاثاء / 6 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:45 - الثلاثاء 15 مارس 2016 20:45
مع اقتراب بطولة دوري عبداللطيف جميل من مراحلها النهائية، ومع اتضاح الرؤية حول الفرق الساعية للفوز باللقب وتلك التي تصارع الهبوط، تسخر إدارات الأندية خزائنها ويكثف أعضاء الشرف ورجال الأعمال دعمهم من أجل تحفيز اللاعبين بمكافآت ضخمة لبذل قصارى جهودهم لتحقيق أهداف النادي سواء باقتناص اللقب أو البقاء في المسابقة وتفادي الهبوط للدرجة الأدنى وهو ما يراه علماء النفس أنه ظاهرة إيجابية، وخاصة لدى لاعبي الأندية الكبيرة المنافسة على الصدارة، في حين يقل الدافع عند الفرق الصغيرة. هجر السياسة نفسها اتبعتها إدارة نادي هجر مع لاعبي فريقها فتارة تعلن عن مكافآت ضخمة قبل المواجهات الجماهيرية كما حدث أمام النصر في الأسبوع الـ14 وأدى إلى تقديم اللاعبين مباراة كبيرة انتهت بخسارتهم 1/0 في الدقيقة قبل الأخيرة وتارة تقيم الولائم التي تجتمع فيها مع اللاعبين على مائدة واحدة لإشعارهم بالتكاتف وشحذ هممهم. النتائج توضح أن سياسة الإدارة لم تنجح إلى حد بعيد، إلا أنها استمرت على نفس المنوال وصرفت 10 آلاف ريال لكل لاعب في مناسبتين وذلك عقب الفوز على الفتح والخليج وتحاول إغراء اللاعبين فيما تبقى من جولات على أمل البقاء، لعل وعسى. الرائد في الرائد بلغ ثمن الفوز في مباراة واحدة 200 ألف ريال، وذلك حين انتصر على القادسية ضمن الجولة الثامنة عشرة بنتيجة 2/1، حيث كافأ عضو الشرف خالد السيف اللاعبين بـ100 ألف، والرئيس السابق عبدالعزيز التويجري بـ50 ألفا، ومثلها من عبدالمجيد الشتيوي. وبالرغم من ذلك باغت لاعبو الرائد جمهورهم ولم يستغلوا حالة الدعم الكبير من مختلف المنتمين للنادي بعد أن سقطوا في الجولة قبل الماضية أمام الخليج بهدف حسام الجدعاني، لكنهم عادوا وفازوا في الجولة الماضية على هجر 2/1. القادسية لم ينتصر القادسية على الهلال ولكن نقطة من «فم» الزعيم كانت غالية لدرجة حصول كل لاعب في الفريق على 20 ألف ريال قدمها عضو الشرف الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان. نجران نجح نجران في جمع 8 نقاط من آخر 5 مباريات وهو ما يعادل مجموع ما حققه في الجولات الـ14 الأولى من المسابقة، لتثبت سياسة «التحفيز» نجاحاتها في البيت النجراني، إذ حصل كل لاعب في الفريق على 20 ألف ريال نظير الانتصارين على النصر والأهلي، بواقع 10 آلاف عن كل فوز، وربما تزيد المكافآت خلال المواجهات المقبلة. دوافع مختلفة »تختلف دوافع اللاعبين الباحثين عن القمة وأقرانهم ممن يدافعون عن البقاء بالدوري، وهناك نوعان من الدوافع، ذاتي ينبع من الداخل وجماعي وينبع من الخارج متمثل في المكافآت التي يخصصها النادي، فاللاعبون لديهم دافع ذاتي من أجل الحصول على المكافآت وليس للفوز وبسبب موقف معين كالحصول على نقاط مباراة ما، وعلى المدى البعيد تضعف الدافعية الداخلية ولا تثار إلا بالحافز الخارجي، فكل مباراة تحتاج إلى حافز جديد حتى يحقق اللاعبون الفوز وبالتالي يحصلون على المكافآت، فالأندية تحفز لاعبيها على الانتصار بالدافع الخارجي ويختلف الدافع من فريق إلى آخر ومن بطولة إلى أخرى، فإذا كان الدافع للمنافسة على بطولة كبيرة، فإن الدافعين الذاتي والخارجي يجتمعان معا فتتكون قوة محركة ومنشطة يفرزها توافق الحافز مع الدافع، كأن يحفز نادي الهلال لاعبيه على سبيل المثال بمبلغ 20 ألف ريال في حالة الفوز في مباراة مهمة، فالمبلغ أصبح بمثابة القوة المحركة لتحقيق الإنتاج (الانتصار) لأن المنافسة أصبحت مرتبطة بالحصول على المكافآت، أما أندية القاع والتي تبحث عن الهروب من الهبوط فدافع الانتصار ليس بنفس قوة دافع فرق المقدمة، لأن اللاعب في الأندية المهددة بالهبوط كل همه أن يحصل على المكافآت فقط ، ويمكن أن تكون هذه المكافآت عاملا سلبيا في حالة واحدة وهى تحول العامل الإيجابي الوقتي إلى عامل سلبي مستقبلي«. عبدالله الوايلي - أخصائي نفسي