الرأي

أفتي أو لا أفتي.. هذا هو السؤال!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا فجأة ودون أن يستشيرني وهذا ما جعل موقفي محرجا أمام بني تويتر الذين بدؤوا في الحديث عن حقيقة الانسحاب وأسبابه بثقة العارفين بخوافي الأمور فيما بدوت مثل الأطرش في الزفة.

لم أستسلم وحاولت العودة لحلبة سباق الفتاوى سريعا قبل أن يحدث حدث جديد ويترك الناس الحديث في الموضوع القديم قبل أن أشارك فيه.

وعادة المشاركة في كل حديث عن أي شيء وفي أي وقت عادة جديدة أدمنتها بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وأجد صعوبة في تركها والظهور بمظهر الإنسان العادي الذي «يحتمل» أنه لا يفهم في أمر ما أو لم يسمع به من قبل فهذا الأمر يعد منقصة في عرف بني تويتر!

حين تقرأ في تويتر عبارات تتحدث عن خطط عسكرية أو عن توجهات سياسية بلغة واثقة لا تقبل التشكيك، ففي الغالب إن هذه ليست تصريحات وزراء دفاع ولا خارجية ولكنها تصريحات شخص مستلق على ظهره في استراحة ما ويريد أن يقضي على الملل وتأخر عامل المطعم في الوصول بالحديث عن السياسات التي يجب على العالم اتباعها!

والمعني هنا ليس «الآراء» أو الانطباعات الشخصية أو التوقعات أو أي أحاديث يقولها أناس عاديون ولكن المعني هو ذلك الذي يدخل تويتر ثم يتقمص دور وزير خارجية في مؤتمر صحفي ثم يبالغ في تقمص الشخصية حتى يبدو مجرد الاختلاف معه مخرجا من الوطنية أو الملة والدين لأنه هو وحده المشغول بالوطن والأمة والبشرية، بينما هو في حياته الواقعية لا يشغله سوى الخوف من مواجهة عامل الاستراحة لأنه لم يدفع راتبه منذ شهرين!

وعلى أي حال.. ما الدنيا إلا مسرح كبير كما قال شكسبير ولذلك فلا ضير من أن نمثل عليها ونتقمص الأدوار التي نريد وأن نستمتع بتصفيق الممثلين الآخرين وأن نتقمص دور الغاضبين من الممثلين الذين لا يصفقون لأدائنا المسرحي!

algarni.a@makkahnp.com