اعتراف: المرأة بالسعودية أفضل من الرجل!
الاثنين / 5 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:15 - الاثنين 14 مارس 2016 21:15
إن كان من شيء ميز معرض الكتاب هذا العام عن غيره فهو الحضور الطاغي للعنصر النسائي. المرأة في السعودية يبدو أنها أكثر قراءة من الرجل، وهذا توجه - إن أكدته الدراسات العلمية - يعد منحنى جديدا سيقلب النسيج الاجتماعي رأسا على عقب! أداء الطالبات في الجامعات أفضل بمراحل كثيرة من الطلاب. ولأن سوق العمل ما زال منحازا للرجل، بحكم محدودية الخيارات النسائية في مجال التوظيف لأسباب بعضها له ارتباط بالدين وأخرى متعلقة بعادات بالية، إلا أن القوانين والتشريعات الجديدة تتغير كل عام! انظر لنسب الإحصاءات للعاملات في القطاع الخاص دوريا، وتأمل كيف تزيد النسبة بشكل مثير للتأمل، وإذا استقلت المرأة ماديا، هذا كاف بتغييرات كثيرة في المستقبل القريب فكريا واجتماعيا وسياسيا، لكن حبيبنا أبا البراء - رمز لصديق صحوي- لا يفهم كيف يؤثر وتر الاقتصاد على دائرة المجتمع.
في تقدير العبد الضعيف أن تفوق المرأة ليس فقط في كرسي الدراسة بل امتد ذلك لكرسي العمل! صديق له شركة يعمل لديه 30 شابا جلهم سعوديون، قرر تقليل نسبة الشباب لـ10% فقط واستبدل الباقي بعنصر نسائي! يبرر عمله ذلك بعد معاناة طويلة مع شباب لا يحضر إلا متأخرا، ويغيب بالأيام وقت الربيع والأمطار.. وإنجاز ضعيف، كل هذا مقابل مرتب عال وميزات سنوية من تأمين وغيره. بعد قرار التغيير للعنصر النسائي صعقت - يقول صاحبي- من كفاءة المرأة وجلدها وحرصها وإنجازها غير الطبيعي! لدرجة أنه وبحسبة بسيطة اكتشفت أن كل موظفة تقوم بعمل 3 موظفين شباب!
لا يمكن أن يستمر الوضع في السعودية بنفس الوتيرة خلال السنوات العشر القادمة بالنسبة لوضع المرأة الحالي، لأن المتابع سيجد نفسه أمام جيل من الفتيات قمة في التعلم والثقافة وقوة من الجلد والصبر والأداء، وهذه الخلطة المميزة لموظف مثالي، ولذلك ستتضاعف الصعوبات أمام الشباب في حال لم يستفق من وضعه الحالي، لأن عصر الملعقة الذهبية انتهى، أمام واقع سوق يتقاتل على المتميز ويبحث عنه.
معرض الكتاب والطابور الأسود الطويل من العباءات يؤكد أن تحت كل خمار عقلا نيرا يعشق التطوير والتحديث والارتقاء في سلم العلم والمعرفة، وهذا يعني أن نصف المجتمع (النائم) قرر أن يصحو فجأة، ويمارس دوره الريادي كما كانت المرأة في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم، في إطار الشرع الحنيف وعادات المجتمع المقبول منها، ولكن هذا سيجعلنا في السنوات القادمة أمام سجالات ثنائية المرأة والرجل، وهذه دورة يعيشها كل مجتمع، ولسنا استثناء في عالم اليوم، وكان الله في عون صاحبنا أبي البراء، لأنه أمام امرأة متعلمة ومتدينة وتريد ممارسة دورها الطبيعي في المجتمع بناء على شروطها هي، وليست شروطه هو، وهذه معركة شرسة - ككل معاركنا الثقافية - سيكون فيها ضحايا وإصابات وشهداء، ليس من الحكمة خوضها، وإنما استيعابها واحتواؤها، لأن التصادم معها أو حتى تجاهلها ينذر بكارثة اجتماعية. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
m.hathut@makkahnp.com
في تقدير العبد الضعيف أن تفوق المرأة ليس فقط في كرسي الدراسة بل امتد ذلك لكرسي العمل! صديق له شركة يعمل لديه 30 شابا جلهم سعوديون، قرر تقليل نسبة الشباب لـ10% فقط واستبدل الباقي بعنصر نسائي! يبرر عمله ذلك بعد معاناة طويلة مع شباب لا يحضر إلا متأخرا، ويغيب بالأيام وقت الربيع والأمطار.. وإنجاز ضعيف، كل هذا مقابل مرتب عال وميزات سنوية من تأمين وغيره. بعد قرار التغيير للعنصر النسائي صعقت - يقول صاحبي- من كفاءة المرأة وجلدها وحرصها وإنجازها غير الطبيعي! لدرجة أنه وبحسبة بسيطة اكتشفت أن كل موظفة تقوم بعمل 3 موظفين شباب!
لا يمكن أن يستمر الوضع في السعودية بنفس الوتيرة خلال السنوات العشر القادمة بالنسبة لوضع المرأة الحالي، لأن المتابع سيجد نفسه أمام جيل من الفتيات قمة في التعلم والثقافة وقوة من الجلد والصبر والأداء، وهذه الخلطة المميزة لموظف مثالي، ولذلك ستتضاعف الصعوبات أمام الشباب في حال لم يستفق من وضعه الحالي، لأن عصر الملعقة الذهبية انتهى، أمام واقع سوق يتقاتل على المتميز ويبحث عنه.
معرض الكتاب والطابور الأسود الطويل من العباءات يؤكد أن تحت كل خمار عقلا نيرا يعشق التطوير والتحديث والارتقاء في سلم العلم والمعرفة، وهذا يعني أن نصف المجتمع (النائم) قرر أن يصحو فجأة، ويمارس دوره الريادي كما كانت المرأة في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم، في إطار الشرع الحنيف وعادات المجتمع المقبول منها، ولكن هذا سيجعلنا في السنوات القادمة أمام سجالات ثنائية المرأة والرجل، وهذه دورة يعيشها كل مجتمع، ولسنا استثناء في عالم اليوم، وكان الله في عون صاحبنا أبي البراء، لأنه أمام امرأة متعلمة ومتدينة وتريد ممارسة دورها الطبيعي في المجتمع بناء على شروطها هي، وليست شروطه هو، وهذه معركة شرسة - ككل معاركنا الثقافية - سيكون فيها ضحايا وإصابات وشهداء، ليس من الحكمة خوضها، وإنما استيعابها واحتواؤها، لأن التصادم معها أو حتى تجاهلها ينذر بكارثة اجتماعية. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
m.hathut@makkahnp.com