يا أنا.. يا أنا!
دبس الرمان
الاحد / 4 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 20:15 - الاحد 13 مارس 2016 20:15
يقول المفكر الدكتور مصطفى محمود إن الله خلق القطن وخلق معه دودة القطن، وخلق الحديد وخلق معه الصدأ، وخلق الأسنان وخلق سوس الأسنان، وخلق الأنف وخلق الزكام، وخلق الإنسان وخلق معه جيشا من الأعداء كالمرض، والطمع، والحقد وغيرها من آفات النفس والجسد.
فقد خلق الله تعالى كل شيء، وخلق له آفة تقضي عليه، وذلك لإحداث التوازن الذي يضمن استمرار جميع الخلائق من خلال فناء بعضها بمقدار، وبقاء بعضها بمقدار، وجعل لنا العظة والعبرة في كيفية تعايشها مع بعضها بعضا.
ما زلنا كل يومين أو ثلاثة نسمع أو نشاهد مقطعا أو جملة أو موقفا لشخص يحتسبه البعض على فكر ما أو توجه ما، وترافقه عبارة تحث على استنكار فعلته أو استهجان مقولته. أما إذا كان هذا المحرض هو أحد النشطاء لصالح معتقده أو فكره فستجد جيشا جرارا من التابعين الذين يسارعون لاستهجان ما استهجنه، أو الإشادة بما أشاد به، واضعين على الرف عقولهم التي تطالب بالتحقق والتثبت، ومطلقين العنان لذلك الجزء البدائي في تركيبتنا الإنسانية، الذي ما زال يستمتع بالانقضاض على فريسة ما، ومن ثم التلذذ بتعذيبها من خلال التشهير والتشويه. ولو أنه وقف مع نفسه وقفة صدق ليتساءل عن سبب هذا الغضب الأهوج الذي تملكه لوجد أنه لا ناقة له ولا جمل في الموضوع، وأن ما فعله قدوته وما يفعله هو من إيذاء وتمثيل بالأشخاص يتعارض في الأساس مع المنهج الذي يفترض أنهم يدافعون عنه، وأن كل الموضوع هو الحمية لما نعتقد أنه يشبهنا في مقابل الخوف مما يبدو أنه مختلف عنا.
لذا يجب أن تعلم أن كل محاولاتك وهجوماتك وتحريضاتك لن تنجح في إبادة جنس أو فكر، بل بالعكس فقد ثبت علميا بأن محاولة الإفناء تحفز عند الآخر البقاء، ولنا في اليهود خير مثال، فقد كانوا قانعين بالعيش متفرقين في الأرض حتى أتاهم هتلر وذبحهم وشردهم وحاول إفناءهم، فاستثار فيهم غريزة البقاء التي دفعتهم للوقوف لأنفسهم والترابط وبناء الخطط والأجندات لإنشاء دولة مدنية، عسكرية تحميهم، والأهم تضمن أن لا يعيد التاريخ نفسه.
ليست صدفة أننا مختلفون، فالكون خلق على موازنة التضاد والاختلاف لضمان الاستمرار، ولذا فنحن نجد القوة والغلبة تنتقل من عصر لعصر، ومن أمة لأخرى. وفي النهاية للكون رب حكم بأن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يبقى في الأرض. فاهدأ وركز في محاولة التعايش (لكم دينكم ولي دين)، وأكثر من عمل الصالحات بدل التسلط على الخلق بإحصاء ما تعتقده موبقات.
فقد خلق الله تعالى كل شيء، وخلق له آفة تقضي عليه، وذلك لإحداث التوازن الذي يضمن استمرار جميع الخلائق من خلال فناء بعضها بمقدار، وبقاء بعضها بمقدار، وجعل لنا العظة والعبرة في كيفية تعايشها مع بعضها بعضا.
ما زلنا كل يومين أو ثلاثة نسمع أو نشاهد مقطعا أو جملة أو موقفا لشخص يحتسبه البعض على فكر ما أو توجه ما، وترافقه عبارة تحث على استنكار فعلته أو استهجان مقولته. أما إذا كان هذا المحرض هو أحد النشطاء لصالح معتقده أو فكره فستجد جيشا جرارا من التابعين الذين يسارعون لاستهجان ما استهجنه، أو الإشادة بما أشاد به، واضعين على الرف عقولهم التي تطالب بالتحقق والتثبت، ومطلقين العنان لذلك الجزء البدائي في تركيبتنا الإنسانية، الذي ما زال يستمتع بالانقضاض على فريسة ما، ومن ثم التلذذ بتعذيبها من خلال التشهير والتشويه. ولو أنه وقف مع نفسه وقفة صدق ليتساءل عن سبب هذا الغضب الأهوج الذي تملكه لوجد أنه لا ناقة له ولا جمل في الموضوع، وأن ما فعله قدوته وما يفعله هو من إيذاء وتمثيل بالأشخاص يتعارض في الأساس مع المنهج الذي يفترض أنهم يدافعون عنه، وأن كل الموضوع هو الحمية لما نعتقد أنه يشبهنا في مقابل الخوف مما يبدو أنه مختلف عنا.
لذا يجب أن تعلم أن كل محاولاتك وهجوماتك وتحريضاتك لن تنجح في إبادة جنس أو فكر، بل بالعكس فقد ثبت علميا بأن محاولة الإفناء تحفز عند الآخر البقاء، ولنا في اليهود خير مثال، فقد كانوا قانعين بالعيش متفرقين في الأرض حتى أتاهم هتلر وذبحهم وشردهم وحاول إفناءهم، فاستثار فيهم غريزة البقاء التي دفعتهم للوقوف لأنفسهم والترابط وبناء الخطط والأجندات لإنشاء دولة مدنية، عسكرية تحميهم، والأهم تضمن أن لا يعيد التاريخ نفسه.
ليست صدفة أننا مختلفون، فالكون خلق على موازنة التضاد والاختلاف لضمان الاستمرار، ولذا فنحن نجد القوة والغلبة تنتقل من عصر لعصر، ومن أمة لأخرى. وفي النهاية للكون رب حكم بأن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يبقى في الأرض. فاهدأ وركز في محاولة التعايش (لكم دينكم ولي دين)، وأكثر من عمل الصالحات بدل التسلط على الخلق بإحصاء ما تعتقده موبقات.