الرأي

التزوير النخبوي الأنيق لتاريخنا!!

حين تعترف بابتلائك بمرضٍ ما، وتعي خطورته، فهل يتناقض هذا مع تفاؤلك بالشفاء واتخاذ كل الوسائل للنجاة؟ وهل هذا ما ينسجم مع المنطق؛ أم أن تنكر وجوده، وتتهم الأطباء بالمؤامرة الصهيونية؟

وبناءً عليه: فهل يتناقض زعمنا بوجود مصانع محلية للتطرف والإرهاب، مع حقيقة أن المملكة هي أكثر من تضرر من الإرهاب في العالم؟ وإن بدا لك شيء من التناقض؛ فهل (تصرِّفهُ) بدفن رأسك في الرمل، أو فقء عينيك، أو وضع أصابعك في أذنيك وحلقك؟ وهل تعتقد أن ذلك يخدم وطنك في المحافل الدولية؟

(بالمختصر المفيد) لقد فعل أستاذنا الدكتور (فهد العرابي الحارثي) ما هو أدهى وأمر، بين يدي الإعلامي المثقف/ ياسر العمرو، يوم الجمعة الماضي؛ حين لم يتورع ـ بكل ما عرف عنه من رزانة وتكانة وهدوء ـ عن تزييف التاريخ السعودي؛ فنفى أن يكون أجدادنا قد تطرفوا أو (تَأَخْوَنُوا) أو (تدعشنوا)؛ ظناً منه أن ذلك يدحض ادعاءات القائلين بوجود التشدد والتطرف في مناهجنا التعليمية، أو جامعاتنا الإسلامية، أو مساجدنا، أو بيوتنا!

إذن: فما توثقه كتب التاريخ في (دارة الملك عبدالعزيز) عن مذبحة الطائف ـ مثلاً ـ ليس صحيحاً!! والدكتور/ فهد من أهل الطائف، ومؤكدٌ أن والده ـ وليس جده ـ كان من معاصريها، ويستحيل أنه لم يحكِ له شيئاً من فظائعها التي ملأت (الهدا)، ولم تسلم منها حتى بئر (مسجد ابن عباس)! ولكن ما قد يعرفه الدكتور/ فهد، دون غيره من العالمين، هو أن الذين نفذوها ليسوا من أجدادنا «اسم الله عليهم»، ولم يتعلموا في (هِجَرِنا) الطاهرة، وإنما أنزلهم الله مع الحديد والبأس الشديد، من خارج (درب التبانة)!!

وتؤكد الوثائق والشهادات العيانية البيانية: أن الملك عبدالعزيز تبرأ من تلك المجزرة على الملأ، وهو محرمٌ يسأل الله عفوه ومغفرته بين الحطيم وزمزم! ولم يتحلل من إحرامه إلا وقد عقد العزم على محاربتهم واجتثاث شأفتهم عسكرياً في معركة (السبلة 1927)، بعد أن حاربهم فكرياً، وأقام عليهم الحجة، في مؤتمرٍ مشهود في الرياض (1923)!

ولا شك ـ ولا تطريز ولا تخريم ـ أن الدكتور/ فهد يعرف بِمَ يسميهم التاريخ؛ ما لم يزوِّره بمؤامرةٍ مع بني (صَحْيُون)!!

so7aimi.m@makkahnp.com